.
جثمت على الأرض ألتقِطُ أنفاسي .. و تسيل حبّة عرق على جبيني لتلثُمَ خدّي ثمّ تودّعه إلى الأبد
و تسقطُ بين وُسطـايَ و السبابه المُنفرجان على بساط الأرض .
و عينايَ متسمّرتان إلى الأسفل ... متأخّرتان عنّي في الوصول .. فهما لا زالتا تُحدّقان في اللحظات التي كُنتها منذ قليل .
مازال الشارع في نظرهما أبيض .. و الأحلامُ ورديّة .. و القلوبُ أليفه ..
و لازالت هناك مساحه شاسعه بين الخطأ و الوقوع فيه .. حينما كانت هناك مُراهقة تتقلّدُ عقداً من الماس .
أما أنا فقد سبقتُهما بمشاوير .. و رُويداً .. رُويداً .. عدتُ أتحسّسُ جيب سُترتي ..
و أُدخِلُ يدي فيه لألمِسَ بريق حبيبات اللؤلؤ المنظومة " عقداً من الماس " .. !
وما إن وقعَ نظري عليه .. حتى أدركتُ هَول الصدمه لتلكَ النقلة المُفاجئة من عالم يعجّ بالنقاء .. إلى نقيضٍ يعجّ .. بالعفن ..!
بدأ يخالجني شعور باحتقار الذات .. و المهانه .. بلا ندم ...
في حين أصبحت ( السرقة ) هي الحلّ الأمثل لشخص لا يحقّ له حتى الوقوف على حفنة تراب ... بلا مال ... !
لكني ما لبثت أن أعدتهُ إلى جيب السترة و أحكمتُ قبضتي عليه ..
و نفضتُ رأسي و كأني أطرد تلك الأفكار منه ... و رحتُ أردد بلا مبالاه ....
( الحاجـه بنت حـرام )
المفضلات