بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وُضعت نظرية الإنجراف أو الزحف القاري عام 1912
بواسطة العالم الألماني فاجنر،
بعدما لاحظ التطابق بين المكونات الصخرية وشكل التضاريس
بين كل من الحدود الغربية لأفريقيا وأوروبا
والحدود الغربية لأميركا الشمالية والجنوبية.
كذلك الأمر مع الهند والجزيرة العربية.
فالهند كما توضح الصور لم تصبح جزءاً من قارة آسيا
إلا قبل أقل من 40 مليون سنة،
وكذلك الحال مع الجزيرة العربية. وهذه الصور
توضح موقع حائل،
على امتداد العصور الأرضية الماضية...,
وحائل بحسب الموقع الجيولوجي،
تقع على الحد الشرقي الأقصى للدرع العربي،
والدرع العربي هو طبقة صخرية
تقع عليه في الوقت الحاضر المدن والدول التالية :
حائل، مصر، شرق السودان،
الحجاز ما عدا تبوك، عسير وجيزان، ونجران
الدرع العربي باللون البني..,!
ومعظم الصخور والجبال في هذه المناطق،
هي صخور جرانيتية (مثل أجا وسلمى)
أو متحولة (مثل جبال الحجاز) وهي تختلف
اختلافاً واضحاً عن الطبقات الصخرية
في وسط وشرق وشمال شرق الجزيرة العربية.
ويعود عمر تاريخ نشوء الصخور الجرانيتية
والمتحولة على سطح الدرع العربي،
ومن ضمنها جبال حائل، إلى حوالي مليون و800 ألف سنة.
ويتضح كذلك أن حائل في العصور السحيقة كانت مدينة داخلية (غير بحرية)
وتقع (جنوب) خط الأستواء، أي على ذات الشريط الذي تقع عليه
الآن تنزانيا والكونغو وجنوب البرازيل وأندونيسيا وماليزيا.
وكان ذلك قبل 225 مليون سنة.
وبعد 25 مليون سنة، من الزحف والإستدارة نحو الشمال،
أصبحت حائل مدينة استوائية !
وأصبحت أقرب للبحر المتوسط، الذي كان قد بدأ بالتشكل ليفصل
أفريقيا عن أوروبا. وبعد 50 مليون سنة أخرى،
تراجعت حائل جنوب خط الإستواء قليلاً،
لكنها أصبحت مدينة ساحلية أو شبه ساحلية،
إذ كان يحدها البحر من الجهتين الشرقية والشمالية.
ثم استؤنف الزحف نحو الشمال خلال
85 مليون سنة، فأصبحت حائل شمال خط الإستواء للمرة الأولى،
وفي ذلك الزمن (قبل 65 مليون سنة)
بدأ الماء بالإنحسار تاركاً بحيرة كبرى (النفود الكبير حالياً)،
وما لبثت هذه البحيرة أن جفت بفعل البراكين
والهزات التي بسببها نشأ جبلي أجا وسلمى،
وهو ما سبّب إنحدار الماء وتسربه إلى طبقات سفلية بالأرض،
وساهمت طبقة الدرع العربي الصلبة (ولكن القابلة للنفاذ)
في تغلغل الماء إلى أعماق سحيقة وأرى أنه لا يزال محتجزاً هناك،
فالجفاف على السطح لم يحدث بشكل تام إلا قبل أقل من مليوني سنة.
المفضلات