بصمات الأصابع تخفي أدلة عن نمط حياة الإنسان
مارك وارد
مراسل الشؤون التقنية-بي بي سي
التقنية الجديدة ستفيد في اكتشاف البصمات في ظروف تعجز عنها الوسائل التقليدية
يقول الباحثون البريطانيون إنه سوف يمكن قريبا لخبراء البحث الجنائي من خلال بصمات الأصابع تضييق لائحة المشتبه فيهم في الجرائم المختلفة وذلك اعتمادا على معلومات يمكن للبصمة أن تفصح عنها باستخدام تقنية جديدة.
ويعكف الباحثون البريطانيون على إظهار كيف يمكن للبصمة أن تتغير مع التقدم في العمر وحسب عادات التدخين أو استخدام المخدرات وغيرها.
كما يأمل العلماء من أن يتمكنوا عبر بحثهم بالحصول على نسخ عالية الوضوح لبصمات أصابع لم يتم الكشف عنها لأيام أو أسابيع.
كما يأملون أيضا في أن يعثروا على بصمات أصابع على الأسلحة الفردية وعلى شظايا القنابل وهي من بين الأجسام التي يواجه خبراء البحث الجنائي صعوبة كبيرة في إيجاد بصمات أصابع عليها.
ويعتمد البحث الذي تشرف عليه الدكتورة سو جايكل في جامعة كينغز كوليج في لندن على البحث عن مكونات كيماوية مأخوذة من بصمات الأصابع وكيفية تغير تلك المكونات مع مرور الزمن.
ومن تلك المواد التي تتخلف عند لمس شيء في مكان البصمة مكونات جزيئية مثل "اللبيدات" وهي مركبات عضوية تشمل ضروبا من الدهن والشمع.
ومن بين تلك "اللبيدات" مادة تسمى "سكوالين" وهي المادة التي ينشأ عنها الكوليسترول, وتكون عادة موجودة بكثافة في بصمة الإصبع.
وبما أن هذه المادة تتحلل خلال أيام, فهذا يجعل من الصعوبة بمكان الكشف عن البصمات بالوسائل التقليدية.
واعتمادا على هذه المعلومة يعكف فريق الدكتورة جايكل على التوصل إلى أساليب للحصول على ادلة جيدة من بصمات قديمة نسبيا.
كما يظهر البحث كيف يمكن لبصمات الأصابع أن تستخدم كأدلة تدل على صاحبها.
وتقول الدكتورة جايكل إن البالغين والأطفال وكبار السن يتركون بصمات أصابع مختلفة بحكم المركبات العضوية المتباينة في تلك البصمات.
وعدا عن ذلك يفرز جسم المدمن على المخدرات مواد تدل على ما يتعاطونه, ويفرز جسم المدخن مادة تسمى "الكوتانين" وهي مادة كيماوية ينتجها الجسم عندما يستقلب جسم الإنسان مادة "النيكوتين".
ويجري العمل حاليا في عيادات حفظ الميثادون ومراكز رعاية المدمنين لمعرفة الكيفية التي يمكن للتغيرات في عادات الإدمان عند المدمن أن تغير بصمات الأصابع التي يتركها في مكان ما.
بحث مكمل بصمة مأخوذة من عبوة طلق ناري
ويجري فريق آخر من "جامعة ويلز" بإشراف البروفيسور "نيل ماك موراي" بحثا مكملا غايته معرفة المدى الذي يمكن الذهاب إليه للتعرف على بصمات الأصابع المأخوذة من أسطح معدنية مثل عبوات طلقات الرصاص وشظايا المتفجرات.
ولما كان من الصعب التعرف على البصمات باستخدام الوسائل التقليدية التي تعتمد على المساحيق وغيرها من المواد الكيماوية, يقوم فريق البروفيسور ماك موراي بقياس ردود الفعل الكهرباكيماوية الدقيقة التي تنتج عن ملامسة الإصبع لسطح معدني.
ولهذه الغاية يستخدم جهاز يدعى "مستشعر كالفن الماسح" حيث يقيس التغيرات الدقيقة في الطاقة الكامنة الكهربائية الناجمة عن ردود الفعل تلك.
وبناء على هذه التقنية تمكن الباحثون من اكتشاف بصمات أصابع على أسطح معدنية تعرضت لدرجات حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية.
ونجح هذا الأسلوب مع معادن مثل الحديد والفولاذ والألومينيوم والزنك والنحاس بل حتى أنه فعال في التعامل مع الثنايا والتعرجات التي تتخلف عن عبوات طلقات الرصاص.
ويقول البروفيسور ماك موراي إن النتيجة سوف تفضي إلى إنتاج جهاز نقال لتحليل بصمات الأصابع في مسرح الجريمة.
منقووووووووول،،،
المفضلات