[gl]حقيقة نظرية داروين (1 – 3)[/gl]
نظرية داروين من أكثر النظريات التي انتشرت في الأوساط العلمية وأحدثت دوياً كبيراً في قطاعات متنوعة من العالم ، وقد قامت العديد من المعاهد العلمية في العالم الإسلامي بتدريس النظرية على أنها حقيقة علمية ، وبينما يعتقد بعض المثقفين أنها من إحدى المحاولات لتفسير الحياة على الأرض لكن لهذه النظرية دافع حقيقي بعيد جداً عن الدافع العلمي ، وقد ظن الثيرون أن محور الخلاف النظرية هو ادعاؤها بأن الإنسان يعود أصله إلى القرود ، ومع أن هذه نقطة جوهرية في النظرية إلا أنها ليست كل ما تشمله وتدّعيه ، وكما سيتضح من هذا المقال فإننا سنرى أن هذه النظرية وضعت لتأصيل عقيدة ورسم معالم منهج لحياة مجموعات من البشر رأت أنه لابد لها من ربط علمي وتبرير منطقي لمعتقدها وسلوكها في الحياة.
المحاور الأساسية للنظرية :
تشتمل النظرية الداروينية على محورين أساسين :
الأول: محور بدء الحياة على الأرض وتطورها وتشعبها .
الثاني: محور الجنس البشري كجزء من هذه الحياة ، وا بد من ربط المحورين مع بعضهما لفهم النظرية بأكملها.
نظرية داروين :
منذ أن ألّف داروين كتابه ( أصل الخلائق) وكتابه الثاني ( ظهور الإنسان) سُمّي هذا المعتقد (بنظرية داروين) ومجمل النظرية تقوم على أن الوجود قام بدون خالق وأن الإنسان قد تطور من القرد وأن هناك تسلسلاً في الأجناس البشرية حيث تدعي النظرية الأمور التالية :
1- أن المخلوقات جميعها كانت بدايتها من خلية واحدة هي (الأمبيا).
2- أن هذه الخلية تكونت من الحساء العضوي نتيجة لتجمع مجموعة من جزيئات البروتين وبينها بقية العناصر الأخرى حيث أدتعوامل بيئية ومناخية ( حرارة ، أمطار ، رعد ، صواعق ) إلى تجميع هذه الجزيئات في خلية واحدة في الأمبيا.
3- أن جزيء البروتين تكون نتيجة لتجمع مجموعة من الأحماض الأمينية وترابطها بروابط أمينية وكبريتية وهيدروجينية مختلفة كذلك نتيجة لعوامل بيئية ومناخية مختلفة .
4- أن الأحماض الأمينية تكونت بدورها نتيجة لاتحاد عناصر الكربون والنتروجين والهيدروجين والأكسجين.
5- أن الخلية الأولى أخذت تنقسم وتتطور إلى مخلوقات ذات خليتين ثم إلى متعددة الخلايا وهكذا حتى ظهرت الحشرات والحيوانات والطيور والزواحف والثدييات ومنضمنها الإنسان ، كما أن جزءًا آخر من الخلية انقسم وتطور إلى أنواع من الخمائر ، والطحالب ، والأعشاب ، والنباتات الزهرية واللازهرية.
6- أن الحيوانات في قمة تطورها أدت إلى ظهور الثدييات والتي مثلت القرود قمة سلسلة الحيوانات غير الناطقة.
7- أن الإنسان هو نوع من الثدييات تطور ونشأ من القرود.
8- أنه نتيجة لما يتميز به الإنسان المعاصر من عقل وتفكير ، ومنطق وترجيح فإنه كانت هناك مرحلة بين القرود والإنسان سميت بالحلقة المفقودة.
9- أن التطور في الإنسان أخذ منحى آخر وهو في العقل والذكاء والمنطق ولا يعتمد ثيراً على الشكل والأعضاء.
10- أن التطور البشري مستمر منذ وجود الإنسان الأول وأن هذا التطور صاحبه هجرت الأنواع البشرية المتطورة عن أسلافها إلى مناطق أخرى جديدة لتتكيف مع الأوضاع الجديدة.
11- أن السلسلة البشرية تظهر تطوراً عقلياً وذهنياً واستيعابياً يزداد كلما ارتقى في سلم التطور البشري.
12- أنه نتيجة لهذا التسلسل في التطور البشري فإن الأجناس في أسفل السلسلة أقرب للطباع الحيوانية من حيث الاعتماد على الوسائل البدائية والقوة البدنية والجسدية من الأجناس التي في أعلى السلسلة والتي تتميز بالاعتماد على اتخدام العقل والمنطق وبالتالي فهي أكثر ذكاءً وإبداعاً وتخطيطاً وتنظيماً ومدنية في الأجناس السفلي في السلسلة.
13- أن معظم البشر الذين يقطنون العالم والذين هم من أصل القرود يتسلسلون بحسب قربهم لأصلهم الحيواني حيث أنهم يتدرجون في ست عشرة مرتبة ، يأتي الزنوج ، ثم الهنود ، ثم الماويون ثم العرب في أسفل السلسلة ، والآريون في المرتبة العاشرة ، بينما يمثل الأوربيون ( البيض) أعلى المراتب ( الخامسة عشرة والسادسة عشرة).
14- أنه بعد المرتبة السادسة عشرة هناك مرحلة أكبر وأعلى قفزت في التطور البشري بدرجة عالية وتميت بتفوقها وإبداعاتها في كل ما يتعلق بشؤون البشر من تخطيط وترتيب وتنظيم ومدنية وتحضر وتصنيع وتجارة واقتصاد وسياسة وتسليح وعسكرية ، وثقافية وفنية واجتماعية وتعرف هذه المجموعة ( بالجنس الخارق ) وتتمثل صفات هذا الجنس في اليهود . على حسب زعم داروين وأنصاره.
15- أن الأجناس في أعلى السلسلة البشرية لها القدرة والتمكن من السيطرة والتوجيه والتسخير للأجناس التي هي دونها ، وكلما كان الفارق في السلسلة كبيراً كلما كانت عملية السيطرة والتوجيه أسهل ، فمثلاً يستطيع الأوروبيون استعباد والسيطرة على الزنوج أكثر من سيطرتهمعلى الأوروبيون ، وهكذا فبعض الشعوب والأجناس عندها قابلية أن تكون مستعبدة ومسيطّر عليها بينما بعضها لديها القدرة على الاستعباد والسيطرة.
أثار نظرية داروين وتأثيراتها :
1- مما سبق يتضح لنا أن نظرية داروين هي نظرية في حقيقتها تأصيل للكفر بالله وإصباغ الصبغة العلمية المزيفة على قضية الكفر والإلحاد.
2- وخلافاً لما يروجه أنصار هذه النظرية من علماء الأحياء الطبيعية فإن النظرية لم يكن همها في قضية تطور الكائنات الأولى (نباتات وحيوانات) إلا إنكار وجود خالق وإظهار تفوق العنصر الأوربي ( الغربي).
3- أت هذه النظرية إلى التأثير على الغربيين وساعدت في تشكيل وبلورة العقلية العلمية وتجاوزتها إلى العقلية الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية الغربية منذ القرن الماضي وحتى الحاضر.
4- إن أجيالاً غربية قد نشأت وتشرّبت هذه النظرية بجميع أبعادها بحيث صقلت جميع تصرفاتها في شتى مناحي الحياة لديها.
5- إن أثر هذا التشبع والنشأة الغربية في أحضان هذه النظرية يبدو واضحاً في تعامل تلك المجتمعات مع أجناس وشعوب العالم الأخرى والتي تعتبرها النظرية في أسفل السلالات البشرية الحد الذي جعلها تطلق مصطلحها ( دل العالم الثالث ) كصيغة تميز بها أدبياً هذه ( السلالات الهمجية المتخلفة ).
6- تركيز داروين كان على تفوق الجنس الأوروبي ( الأبيض ) على غيره من الأجناس البشرية .
7- إن النظرية هي أساس نظرة استعلاء الأوروبيين تجاه الأجناس الأخرى في كل القضايا.
8- إن النظرية تعتبر الأساس في قيام الحركات العنصرية . ( اليمينيون ) الأوروبيون ( الغربيون) . المتطرفة.
9- إن نظرية داروين تهدف إلى إثبات التفوق الكبير لليهود ( شعب الله المختار) وسياستهم المطلقة على البشر من الجنس الحيواني وذلك دعماً وتأييداً لمزاعم واعتقادت اليهود بأنهم هم شعب الله المختار وأن بقية الشعوب ما هي إلا حيوانات مسخرة لخدمة اليهود.
10- إن النظرية تبرر للغربيين استعمارهم وسيطرتهم على الشعوب المختلفة بمختلف الوسائل سواءً عسكرياً أو ثقافياً ، أو فنياً ، أو اجتماعياً ، دون الحاجة إلى وجود مبررات مقنعة بدعوى أن هذه الشعوب متخلفة وأهلها في أسفل السلسلة البشرية.
11- إن النظرية تبرر للأوروبيين والأمريكيين إضفاء صفة الحضارة والتمدن لكل ما يقومون بفعله وعمله وأن لهم الحق المطلق في نشره وإذاعته وتعميمه بين الشعوب بلا هوادة أو حس أو ضمير.
12- إن الظرية تجعل اليهود هم سادة العالم وتبرر لهم جميع تصرفاتهم وتؤيد مزاعمهم واعتقادهم ، فاليهود يرون أنهم ليس عليهم التزام بأي عهود أو مواثيق مع من هم أدنى منهم في السلسلة البشرية وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المحافل الدولية ما هي إلا مجمعات لإمضاء ما يخططه ويرسمه ويوصي به هؤلاء السادة ( فهم يطلقون على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ) ( مجلس العبيد والأمميين ). ولذا فهم لا يرون أنهم ملزمون بأي قرار أو إجراء يصدر من هذه الجهات.
13- إن النظرية جعلت كل ما تعتقده وتؤمن به الأجناس والشعوب التي هي في أسفل اللسلة البشرية هو عبارة عن أساطير وخرافات ناتجة للجهل والتخلف الذي جعل أمثال هذه الشعوب تربط كل شيء بقوة خارقة ( الإله ) وتشعر بعقدة الذنب والعقاب إن هي خالف منهج الإله الذي تدين به وأنها تستحق الثواب والأجر إن هي أطاعت هذا الإله.
14- إن النظرية جعلت كل ما يأتي من الأجناس والشعوب التي هي أسفل السلسلة البشرية هو عبارة عن أمور متخلفة ، وهمجية ، وبعيدة عن الحضارة وذات مستوى متدنِّ في الفكر والمنطق.
15- ومن آثارها الهامة أنها جعلت الأوربيين ينسبون مصدر الأمراض والأوبئة إلى هذه الشعوب المتخلفة ويخصون بالذك الأمراض حديثة الظهور والشائعة مثل مرض الإيدز ومرض الكبد الوبائي الفيروسي (Hepatitis B & C).
16- يدعي الغربيون وخاصة الفرنسيون والأمريكيون أم مرض الإيدز مصدره الأفريقيون السود وأنه قد انتقل إليهم عن طريق القرود وأن المرض قد أنتقل إلى الأوربيين السياح من الأفريقيين السود .
17- إن النظرية تنفي تماماً وجود حياة بعد الموت علاوةً على وجود جنةٍ أو نار ، بل تصر النظرية على أن الموت هو نهاية الحياة .
18- إن النظرية تعُتبر الأساس في إنكار مسألة الذنب والمعصية حيث تعتبرهما من الاعتقادات المتخلفة التي صنعهاالإنسان القديم لتفسير الظواهر والكوارث الطبيعية وربطها بسلوكه وتصرفاته.
19- إن النظرية تعتبر الأساس في الإباحية الجنسية الحديثة والتي تسمت بمسميات مختلفة مثل ( الغناء ، والرقص ، التمثيل ، العشق ) والشذوذ الجنسي الحديث بمختلف أشكاله وألوانه واعتباره نوعاً من السلوك الغريزي الجنسي البديل والتي جميعها تحبذ وتنشر وتشجع أعمال الجنس الغير المشروعة بين البشر وتضفي عليها صفة الطبيعة الغريزية وحرية الاختيار الفردية والجماعية .
20- إن النظرية كانت الأساس الذي اعتمد عليه ( كارل ماركس ) و ( إنجلز ) في إنشاء الفر الشيوعي المبني على الإلحاد وإنكار الإله ، وتبعهما ( لينيين) و ( ستالين ) وغيرهم .
21- إن النظرية هي الأساس الذي قامت عليه نظرية ( فرويد ) الجنسية ، و(دور كايم ) الاجتماعية وغيرهما من النظريات التي سنعرض لها فيما بعد.
22- إن هذه النظرية هي الأساس الذي اعتمده الغربيون في تبرير محاربتهم وإبادتهم لغيرهم من الشعوب الأخرى وخاصةً أهل البلاد الأصليين مثل الهنود الحمر بأمريكا والإسكيمو بكندا والأبوريجنيز باستراليا ، حيث يقول داروين إن الأجناس المتقدمة لا يمكنها أن تعيش بسلام حتى تقضي تماماً على سلسلتين أو لاث من السلاسل البشرية في أسفل السلسلة وإن لم تفعل ذلك فستعيش هذه الأجناس عالة على الأجناس المتقدمة.
23- أدت هذه النظرية إلى اعتناق سياسة التمييز العنصري لدى الدول الغربية ضد غيرها من الأجناس مثل السود والهنود والعرب وبقية الآسيويين في كل مناحي الحياة من تعليم واقتصاد وسياسة واجتماع وغيرها ، كما حدث في أمريكا والتي لم تكن تسمح للزنوج في استكمال تعليمهم الجامعي مهما حصلوا على درجات متفوقة عن البيض حتى الستينات ، وكما حصل في جنوب أفريقيا وفي روديسيا ( زيمباوي) ، وبريطانيا ( قوانين الهجرة للهنود والآسيويي تختلف عن تلك التي تمنح للغربيين ) وألمانيا وفرنسا وغيرها.
24- إن داروين عندما كان يسأل عن الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان كان يدعي بأنه إذا أردنا أن نحصل على الحلقة المفقودة فعلينا أن نجامع زنجياً مع غوريلا فقد نحصل على الحلقة المفقودة.
المفضلات