سحابةُ الصيف تكسوهُ وتعزفُهُ
ودمعهُ في سجوف الليل يذرفُه
قد ماتَ حيًّا وروحُ البؤس شاهدةٌ
ووعْدُهُ جفَّ يامحظور مورفُهُ
ضبابُها لم يزلْ يغتالُ فرحَتَهُ
وبحرها في خضمّ الشوق يلقفُهُ
فاتورةُ الهجر زادتْ من تلعثمها
وزفرةُ البوح تدميه وتخطفُهُ
وديمةُ الصبح ماأغرتهُ من وله
وطائرُ الحبّ ما أضحى يشنّفُهُ
تجيئهُ خلسَةً والليلُ وشوشةٌ
وخارجُ السرب ما أحياهُ مُسعفُهُ
يروعه حرفُ إرسال فيحسبهُ
ذرّ الرّماد إذا ماضاعَ موقفُهُ
تاهتْ على بحر شوق الشعر أشرعةٌ
وحارَ في ليلة السّمّار مُدنفُهُ
ورحلةُ التيه أزرتها ومابرحتْ
تدغدغُ الحسّ حتّى جارَ منصفُهُ
ونأيها حار منه شاعرٌ فطنٌ
وقربها بات يضنيه ويوجفُهُ
تلكَ الحكاياتُ أطيافٌ مزوّرةٌ
إذا همى الليلُ وعْدُ الريح يصرفُهُ
جنايةُ الصدق مافي الصدق من نَزَق
وزورةُ الزّيف تغريه وتألفُهُ
ضحكٌ على الذّقن فنٌ من تفنّنها
وطردهُ لسراب الوهْم يكلفُهُ
ما أمرعتْ في رياض العشق سوسنةٌ
والورد ماعادَ صبح العيد يقطفُهُ
المفضلات