أقول: هذا ما قاله القاتل نواب صفوي ونأتي إلى أحد مراجع الشيعة الكبار وهو المرجع الكبير الإمام آية الله العظمى المولى الحاج ميرزا حسن الأحقاقي في كتابه الفارسي (نامه شيعيان) والذي ترجمه حسن النجفي إلى العربية بعنوان (الإيمان) يقول الأحقاقي: "وفعلا فقد قتل كسروي إلا ان البعض ممن يطمع في الرئاسة من المرتبطين به لا يزالون أحياء يرزقون وأن شركاءه في تلك الاعتراضات من المذاهب المختلفة الأخرى سيقفون ويطلعون على محتوى كتاب نامه شيعين"().
ويقول الأحقافي: "إن كسرويا وبعد أن واجه الحكم والنتيجة المتأتيين من أقواله وأفعاله الشائنة خال البعض أن هدفه المخزي صار إلى التلاشي والزوال حيث ظنوا أن ظهور اسمه وكتاباته مرة أخرى لا تثمران عن شيء ولكن على العكس من ذلك() فإن الرد على أقواله وتسليط الضوء على مكره وخداعه واجب على كل واحد في جميع الظروف() إن ذلك الذي نثر بذور التقلب والتلون بين أبناء المجتمع الشيعي المظلوم() وإن قسما من معتقداته المشبعة بالسموم نبعت من جذورها في أعماق الناس البسطاء إذ لا يزال بين مجموعة من الجهلة والسطحيين منيعتقد أن اعتراضات كسروي لا تستلم إلى رد.." ().
قلت: الله أكبر .. كيف أقنع الكسروي بالحق من اقتنع أن اعتراضاته على مذهب التشيع لا تستلم إلى رد هؤلاء من الطبقة المثقفة وطلاب العلم كما اعترف بذلك الأحقاقي وولده الذي يوجه إليه الأسئلة في كتابه المذكور فيجيب عليه الوالد يقول: "اضطررت إلى تحرير هذا الكتاب على شكل حوار بيني وبين ولدي وقرة عيني الحاج ميرزا عبد الرسول الأحقاقي.." () .
أقول: ولقد اعترف الاثنان بأن اتباع الكسروي الجدد من الطبقة المثقفة وطلاب العلم يقول الابن لوالده: "إنني لأتعجب يف أن هذه المجموعة من الطلبة المثقفين لم تلتفت إلى الباطل الذي اكتسب صفة العلنية فارتبطوا بكسروي وصدقوا أكاذيبه"() .
فيرد عليه والده الأحقاقي فيقول: لا يمتلكنك العجب وتتوقع من أتباعه أكثر من هذا إذ أن أكثر الشبان الذين يسيرون وراء كسروي رغم كونهم في عداد طلاب العلم في المملكة لكنهم وفي نفس الوقت لم يلموا بشيء"().
فلاحظ قول الأحقاقي: "رغم كونهم في عداد طلاب العلم" مع العلم أن احمد الكسروي يرحمه الله تعالى من اصل شيعي ويقول الولد موجها كلامه إلى والده الأحقاقي مقرا بأن قسما من شبابهم أخذبأقوال الكسروي رحمه الله تعالى واعتبروها أمرا مسلما به يقول: "يقول الكسروي إن الشيعة مشركون يعبدون الأموات ويقدسون القباب وإن أولئك الذين يذهبون لزيارة المراقد المقدسة إنما يذهبون لعبادة أئمتهم ونتيجة لذلك فإن قسما من الشباب في هذا العصر أخذ بهذا المبدأ إلى حد واعتبره أمرا مسلما به أرجو تفضلكم بالرد().
قلت: ونحن ندافع عن الحق الذي من أجله قتل الشيعة الكسروي رحمه الله فنقول إن القباب والمشاهد التي يقيمها الشيعة مخالفة لهدي المصطفى فقد نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن البناء على القبور فضرب الشيعة بنيه عرض الجدار رغم ثبوته من طرقهم فهذا الحر العاملي الشيعي الإمامي الاثنا عشري يروي في (وسائل الشيعة ج2 ص 869/ ج3 ص454): "عن أبي عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى ان يصلي على قبره أو يقعد عليه او يبنى عليه".
وروى الحر في وسائله (2/869): "عن علي بن جعفر قال سألت أبا الحسن موسى عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه".
وروى الحر في الوسائل (2/870): "عن أبي عبد الله قال: لا تبنوا على القبور ولا تصوروا سقوف البيوت فإن سول الله صلى الله عليه وآله وكره ذلك".
وروى الحاج حسين النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل (1/127): "عن النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه وأن يقعد عليه..".
وعد الإمام الصادق رحمه الله تعالى البنيان على القبور من أكل السحت وذلك في رواية عنه ذكرها الحاج حسين النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل (1/127): "عن عبد الله بن طلحة عن الإمام الصادق أنه قال: من أكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور..".
وقدكان النبي صلى الله عليه وآله يهدم القبور المبني عليها في وراية عند الحر العاملي في وسائل الشيعة (2/870): "عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور".
وفي رواية في وسائل الشيعة (2/869): "عن أبي عبد الله قال: قال امير المؤمنين : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبراً إلا سويته.." .
قلت: فهذا ما نهى عنه الكسروي رحمه الله اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته رضي الله عنهم في التديد في النهي عن البناء على القبور ومن الطبيعي أن يأخذ بهذا المبدأ قسم من شباب الشيعة من طلبة العلم خصوصا وأن هذه الروايات من طرق الشيعة أنفسهم حيث كان البناء على القبور سببا في إفساد معتقد الشيعة حتى جعلوا (مثلا) زيارة قبر الحسين افضل من الحج لم يراعون شروط زيارته كما تفوه بهذا أحد المقربين للإمام الخميني وهو آيتهم عبد الحسين دستغيب في كتابه (الثورة الحسينية ص15 ط دار التعارف بيروت) وإليك كلامه بنصه قال: "لقد جعل رب العالمين لطفا بعباده زيارة قبر الحسين بدلا من حج بيت الله حرام ليتمسك به من لم يوفق إلى احج بل إن ثوابه لبعض المؤمنين وهم الذين يراعون شرائط الزيارة أكثر من ثواب الحج كما هو صريح كثير من الروايات الواردة في هذا المعنى".
وأقبح منه وأشنع آيتهم المعروف محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه (الأرض والتربة الحينية ص26 ط 1402 هـ مؤسسة أهل البيت) حيث ردد هذا البيت من الشعر:
ومن حديث كربلا والكعبة لكربلا بان علو الرتبة
هذه هي النتيجة الحتمية لمخالفة سنة النبي ومنها أن تأتي الشيعة وتروي وتنسب إلى الإمام الصادق رحمه الله تعالى أنه قال: "إن الله ينظر إلى زوار قبر الحسين نظر الرحمة ف يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفات". أورده الحر في وسائل الشيعة (10/361) وذكره آيتهم عبد الحسين دستغيب في الثورة الحسينية (ص15) واللفظ له.
بهذا تمكن الكسروي من هزيمة علماء الشيعة فلم يجدوا من الوسائل في الرد عليه إلا وسيلة واحدة وهي اغتياله فاغتالوه ولقاتله ومن دبر جريمة قتله وقفه امام الله لا ينفع مال ولا بنون.
المفضلات