[align=center]
ثعالب الوعاظ بين فتوى اللحيدان وخطبة النمر
مها بنت عبدالمحسن
عندما أطلق الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان فتواه الشهيرة التي تقضي بوجوبمناصحة مالكي القنوات ثم محاكمتهم –إن لم يستجيبوا- واستتابتهم من نشر الفساد..في حاللم يرضخوا للشرع؛ طار بهذه الفتوى كتاب الصحافة مشنعين على الشيخ مشهرين بفتواه، وأنها ستفتح باب الإرهاب واستباحة الدماء المعصومة!!، فنسجوا الأكاذيب حول الفتوى ورأجفوا أيما إرجاف في سبيل التحريض ضد الشيخ –حفظه الله-. وليس هذا السلوك غريبا، بل هو سلوك ورثوه عن أسلافهم من المرجفين في المدينة في العهد النبوي، الذين كان لا يتوقفون عن الإغراء بالمسلمين!!،
وكل هذه الجلبة التي أحدثوها حول الفتوى رغم أنها كانت واضحة لا لبس فيها ولا دخل ولا غبش، فمن صدرت عنه ليس طالب علم مبتدئ يجرب الإفتاء، بل قامة من قامات العلم في هذا العصر، وشيخ فاضل أمضى عمره في مدارسة كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وقاضيا عالج القضاء دهرا من حياته حتى تشربه، لكن ثعالب الصحافة متى شاءوا لبسوا ثياب الواعظين وتصنعوا الخوف على الوطن وأمنه ووحدته، ليسطروا المقالات تلو المقالات مظهرين خوفهم على الأمن والوحدة الوطنية!!
بيد أن ثياب الزور هذه سرعان ما سقطت عنهم! لتظهر حقائقهم وتنكشف عورات فكرهم وتبرز خباياهم!!،
فها نحن نشاهد موقفهم الصامت المخزي من خطبة الصفوي المارد النمر، تلك الخطبة التي حرض فيها شيعة القطيف ضد الدولة السعودية ودعا للانفصال عنها، ورفض الوحدة الوطنية، وأعلن ولاءه لمن هم على دينه أينما كانوا!!
لقد اختفت شعارات ثعالب الوعاظ، وأطبق الصمت على أقلامهم فلا استنكار لما نادى به النمر, ولا جعجعة ولاطحن!!
فجأة اختفى هلعهم على مصلحة الوطن وأمنه؟.
وتبخرت المنشيتات العريضة التي كنا نتظر أن نراها تحذر من تصريحات الصفوي المتهورة وعواقبها ومآلاتها؟.
لقد بدا واضحا جليا أن وطنيتهم لا تظهر إلا إن كان الأمر متعلقا بعالم سني..يفتي بما يرضي الله ويقمع الفساد والمفسدين، كما أن شعارات المواطنة والحرص على الأمن لا أثر لها في كتاباتهم إلا عندما يفضي الأمر إلى التشنيع على أحد رجالات العلم ودعاة الإصلاح الحق، أما إذا تعلق بحليف لهم ودود كالشيعي النمر فليس ثم إلا الصمت المطبق، ولجم الأقلام!!.
إن الكيل بمكيالين ومناصبة العلماء العداء ليس جديدا على صحافتنا –إلا من رحم ربي منهم-، فمنذ أن مكن لهم بعد الحادي عشر من سبتمبر وهم يمتهنون الطعن في علمائنا وتهييج ولي الأمر والشارع العام ضدهم ، وفي الوقت ذاته يغضون الطرف عن غيرهم من دهاقنة المذاهب المنحرفة ويقدمون حسن الظن -حتى وإن كانت فعالهم وأقوالهم لا تحتمله ولا قيد أنمله-، ويرفعون شعار التسامح مع من يظهر لنا العداء، وهذا السلوك بات واضحا عندهم كالشمس في رابعة النهار..لا ينكره عاقل ولا يغفل عنه فطين
[/align]
المفضلات