الى ايهما تميل : الدولة الدينية ام الدولة المدنية ؟
كان هذا سؤال وجهه لي اخي واستاذي عبدالرحمن في حواري الاخير معه وكان جوابي له اميل للدولة المدنية فكانت ردة فعل عنيفة من الاخوات ريم شمر ولوليتا ووعدت الاخيرة بانني سوف اشرح وجهة نظري حول هذا السؤال بمقال منفرد وها انا افي بوعدي .
بطبيعتنا وفطرتنا الاسلامية كان ولا بد من ان يكون الجواب على سؤال اخي عبدالرحمن هو الدولة الدينية ، ولكن هل نعرف الفرق بين الدولة الدينية والدولة المدنية هنا يجب ان نتوقف قليلا !!
سوف اقارن مقارنة بسيطة هل يمكننا وصف الدولة الاسلامية بكل مراحلها كالدولة الدينية التي نشأت في اوربا بالعصور الوسطى اي ان نقول بانها دولة دينية وليست اسلامية ؟؟
اذا اجبنا على هذا السؤال سوف نعرف الفرق بين الدولتين ، فما افهمه هو ان الدولة الاسلامية كانت دولة مدنية تعتمد على مبدأ الشورى كمنهج ، وتحكم بالعدل والحرية والمساواة على اساس شرعي والهي ، والامة هي مصدر السلطات ، وتنفي مبدأ الكهنوت ، وكانت الدولة الاسلامية منذ نشأتها تعتمد على النظام المدني في تكوين مؤسساتها وذلك في الاطار الشرعي الذي رسمه القرآن والسنة النبوية فهي بعكس الدول الدينية التي تعتمد على من يعتقدون بانه معصوم فيحدد لهم كل جوانب الحياة كما حصل في اوربا قديما وكما يحصل في ايران وطالبان ، فالدولة الدينية تقوم على فكرة ان الاله هو مصدر السلطة ، بينما الدولة المدنية وخاصة الاسلامية تقوم على فكرة ان الله هو مصدر القانون والامة مصدر السلطة ومن ثم فلاحصانة ولا عصمة لحاكم ..
هناك من اراد الاساءة للدين بانه اساس للتطرف والعنصرية فربطه بتاسيس الدولة محاولا ابعاد الدين عن الحياة العامة وهذا ما جعل البعض يعتقد ان الدولة المدنية لا علاقة لها بالدين بل البعض يعتبرها علمانية او ليبرالية وهذا ما يجعل الكثير منا يختلف حول معنى الدولتين ، فباعتقادي ان الدين هو اساس قيام الدولة اي دولة وهو المنظم لحياة الناس والمجتمعات والضابط لانفلاتها كما انه اساس الدولة المدنية فكل ما جاء بالدين هو المباديء الاساسية التي تقوم عليها الدولة المدنية ولكن البعض استغل ذلك ليضع الدين في سلة التطرف والعنصرية كما اجتهدوا لاقناع الآخرين بانه يضع السلطة بيد شخص هو المعصوم وهذا مخالف للشريعة السماوية ، لذلك فلا يمكن فصل الدين عن الدولة المدنية وهذا ما جعلني اختار الدولة المدنية عندما اجبت على الزميل عبدالرحمن لقناعتي بان الدولة الدينية غير موجودة حسب مفهومها الاسلامي والذي نشأت عليه اول حضارة اسلامية .
أخيراً ما اردت توضيحه ان الدولة المدنية ليست دولة كفرية ولا دولة خارجة على النظام الشرعي بل هي الدولة الاسلامية التي نظمت الحياة بين الناس وجعلتهم سواسية امام الله لافرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوى بعكس الدولة الدينية التي قرأنا وسمعنا عنها ، لذلك لا توجد دولة دينية منذ نشأت الخليقة سوى ما حصل في اوربا قديما وباعتقادي ما يحصل الآن في ايران وطالبان .
اتمنى ان لايفهم ما ذكرته من راي خارج ما قصدته ومستعد لاي توضيح وحوار من اي طرف مختلف معي في الفكره ..
تحياتي
المفضلات