يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :
((انا لاأ عتبر التتار هم مسقطوا الخلافة الاسلامية فى بغداد . ان الذى اسقط الخلافة من قبل قصور ممتلاءة بالاثم ومتخمة بالملذات الحرام . انا لا أعد الصليببيين هم مسقطو دولتنا فى الاندلس ان المترفين الناعمين هم الذين انزلوا را ية الاسلام عن هذة الربوع الخضراء ان ملوك الطوائف فى الاندلس لم يكونوا ابناء شرعين لطارق بن زياد ولا لغيره من الابطال الذين باعوا انفسهم لله فاورثهم الله الارض .
هذا ماحدث فى الحقبة الماضية من تاريخ امتنا . ولنا فى التاريخ عبرة فالتاريخ يتكرر فبغداد عاصمة الرشيد سقطت فى الايدى الامريكان المعتدين والذى اسقطها هى القصور الفارهة والحكم الاستبدادى المطلق والتصلط الفردى هذة القصور الفارهة والعروش المستبدة هى التىحعلتنا نعيش فى ذل وهوان وجعلت الامم تتكالب علينا من من كل جهة ان لنا فى التاريخ عبرة فهل نعتبر)) .

عندما نقرأ التاريخ بهدوء ودون انفعال ولا عواطف نجد ان ما قاله الغزالي حقيقة لا يمكن ان نتجاوزها لنبرر لانفسنا ما وقعنا به من اسقاطات تاريخية دفعنا ثمنها غالياً .

ولا يمكن لنا ان نلقي اللوم على أعدائنا لسبب بسيط انهم أعداء لا يمكن ان يرحمونا ان اعطيناهم الفرصة للانقضاض علينا ، وها نحن نعطيهم الفرصة تلو الآخرى ليحققوا أهدافهم وطموحاتهم دون عناء ..

من يقول ان الغرب واليهود والامريكان دول مستعمرة وكانت هي السبب في كل ما نحن عليه هو كمن يطرف عينه باصبعه ، فتلك الامم لم تكن على مر العصور اصدقاء لنا بل هم الاعداء منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، وان العلاقات الحالية بين البعض منا وبينهم ليست سوى علاقات مصالح وقتية تزول بزوال تلك المصالح ..

إذن علينا ان تعتبر من التاريخ ونقر باخطائنا فلا فلسطين احتلت لولا تخاذلنا ولا بغداد سقطت لو استبدادنا ولا الجولان استعمرت لو خيانتنا ولا لبنان استبيحت لولا انقسامنا ولا غزة انتهكت لولا تسلطنا ..