بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .. أما بعد ..
عندما كتبت كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" .. استوقفتني كثيراً كلمة "الرحمن" .. الله جل جلاله أرحم الراحمين سبحانه وتعالى .. كما أن الله ملك الملوك سبحانه وتعالى أنزل رحمةً واحدة يتراحم بها الخلق وقبض تسعة وتسعين عنده "ليوم القيامة" .. كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)) . رواه البخاري ومسلم
فسبحان الله أرحم الراحمين .. أخوتي وأخواتي .. استصعب علي أمر .. ولا أخفيكم القول بأني في أشد الحيرة .. وبما أن أمر المسلمين شورى بينهم .. أردت أن أطرح عليكم هذه القضية لعلي أستنير بآرائكم ..
القضية أن هناك فتاة في مقتبل العمر .. فتاة تحب والديها حباً جما .. وتتحمل من أجلهما وأجل من تحب أي المصاعب والمتاعب .. ومع ذلك تكون في قمة السعادة والرضى عن الذات .. واليوم والحمد لله على قضائه وقدره .. هي مريضة عافاها الله وشفاها بدائين .. وعلاج كلٍ منهما أكثر مرارة من الآخر .. فالأول يقتضي وفاة نفس أخرى .. والثاني لا علاج له لأنه قد انتشر .. طبعاً لا علم لوالديها بالأمر ولا لأحدٍ من أقاربها سوى الله ذو الجلال والإكرام فالطبيبة وأختكم في الله .. لاتريد إخبار والديها أو من تحبهم كي لا يحملون همها ويحزنون من أجلها .. وهي تحاول إسعاد كل من حولها إلى أن يئن الأوان ..
أعزائي .. أعلم وتعلم أن النفس أمانة .. ونحن محاسبين على مانفعل بأنفسنا في يوم القيامة ماذا فعلنا في هذه الأمانة التي وضعها الله بنا ليستردها في يومٍ من الأيام ويحاسبنا على مافعلنا بأمانته .. أخاف عليها من الحساب وهي خائفة ولكن ظنها وظني بالله أرحم الراحمين أكبر من المحاسبة والعقاب .. وهي لم تفعل ذلك إلا براً بوالديها وحباً بهما وبمن تحب .. وتعرف بأن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء ..
وسمعت مرةً من المرات ولا أعلم مدى صحة القول .. يحكى بأن إعرابي سأل النبي صلى الله عليه وسلم مستفسراً بما معناه : أيحاسبنا الله سبحانه وتعالى بنفسه يوم القيامة ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .. قال : إذاً سندخل الجنة .. فتبسم رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولسان حاله يقول صدقت والله ..
أعزائي .. حفظكم الله ورعاكم من كل مكروه .. أترون ماتفعله هذه الفتاة بنفسها ذنباً من الذنوب التي يحاسبنا الله عليها يوم القيامة .. أم براً وخلقاً حسناً وأن تستعيض شبابها في الآخرة فيما فعلته في نفسها ؟!
لو كنتم مكانها "حفظكم الله من كل مكروه" فماذا ستفعلون ؟!
أحببت أن أطرح هذا الموضوع في القسم العام ليشاركني الجميع في مسألة حلها "تضاد" بين العقل والقلب .. أفيدونا أفادكم الله وحفظكم بحفظه ورعايته
ودمتم بكل الود والتقدير
أختكم
نــ بنت الفهد ــوف
المفضلات