[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






لا يمكننا أن نختبئ وراء ظل اصبع ولا يمكننا نكران التسليط الاعلامي على قضايا
المرأة وحقوقها بطريقة أو أخرى ..
فـ بعض المحطات الدعوية سلطت الكثير من الاضواء على المرأة في الاسلام وأبرزت
مناحي حيوية وهامة كنا في غفلة عنها لحين من الزمن .
بعض المحطات الأخرى و التي لا تعتبر دعوية إنما تجارية اعلانية أو ثقافية قد سلطت
كل الأضواء على حقوق المرأة ، وقد نظرت للمرأة نظرة دونية على عكس ما تبناه ديننا الحنيف
فراحت تصول يميناً ويساراً وشاقولياً وعامودياً في تلك القضية التي اعتبرها قضية استهلاك
محلي عربي اسلامي بالدرجة الأولى و تبني فكر غربي تحرري من كافة القيود و التشريعات.

لست بصدد الخوض في التشريعات السماوية التي حفظت و اعطت للمرأة حقها كاملاً
غير منقوص ولكني بصدد تلك البهرجة الاعلامية وهي تتبنى قضايا محلولة سلفاً
و تلغي من قاموسها العقيدة و الشريعة و تدعو للانفلات و ليس للحرية المنصوص عنها
شرعاً وقيماً وأخلاقاً .

وافق نهج تلك المحطات غالبية أدمغة نساء العالم العربي الاسلامي على الأخص فراحت
المرأة تصغي و تصغي للمزيد من أوامر الانفلات و التحرر من سلطة الدين و الرجل حتى
كانت النتائج الحالية آلا وهي أن تلك الأفكار و الدعوات أنتجت لنا جيلاً من النساء عبارة
عن نساء مستهلكات لا منتجات و نساء مغرورات بالمكياجات و أخر ابتكارات الموضة
نساء ليس لديها أدنى فكرة عن تربية الطفل و تاهيل المنزل ليكون نموذجياً
بل نساء حطمت تاج الأنوثة بمبادئ هلامية .

فمن مرحلة الانتاج التي عرفناها عن النساء في العالم العربي سواء داخل البيت أو خارجه
تحولت المرأة بفضل ذلك الاعلام الموجه الى مستهلكة فهي استطاعت الوصول لمنابر
العمل في كافة الميادين ولكن أين تدفع دخلها المالي ..
لاشك أن للأسواق وفرة من دخل المرأة المادي فهي لا تكاد تحصل على اي مبلغ حتى
تسارع الى شراء الملابس و الأزياء و الجوارب و الأحذية و مستلزمات المكياج و العطور
وغيرها وأما بقية الشهر فهي تحتاج لجيوب زوجها أو أبيها لا محالة.

ذلك الاعلام الموجه وافق الى حد كبير ميول و أهواء النساء في العالم العربي الاسلامي
وذلك لأنه حطم الصورة النمطية للمرأة المؤطرة حول الكنس و المسح و الغسيل و الطبخ
و النفخ وأخرجها من دائرة المنزل الى دائرة المرأة المستهلكة التي لا تهتم الا بملابسها
و مظهرها ..

رافق تلك المحطات الفضائية ايضاً المجلات و الصحف التي يتم اعدادها و اصدارها
في خدمة اظهار صورة المرأة المستهلكة بالدرجة الأولى وذلك من خلال تسليط
كافة الاضواء على المكياجات و برامج الريجيم و الأزياء و اخر صيحات التجميل و البوتوكس
و السيليكون فراحت النساء تبادر لاستهلاك تلك المنتوجات بأسعار خيالية مسببة
الارهاق و الارهاص المادي للزوج و الأب على حد سواء .

إن تلك التوجهات التي تباها اعلامنا العربي الموجه لعقول النساء قد رسم أكثر من
صورة استهلاكية للمرأة في مجتمعنا العربي صورة أصبحت هي الطاغية على كافة
البرامج و الاصدارات المقروءة إضافة للاهتمام بالفنانات و عارضات الأزياء وغيرهن ..
على اعتبار أن تلك الشريحة هي الشريحة الأهم لأنها هي التي تأتي بالمرابح المادية
بالدرجة الأولى .

والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه في معمعة هذا الطوفان الاعلامي ..
إلى متى سوف تستمر عملية تشويه دور المرأة و تشويه الفكر النسوي في عالمنا
ومتى يا إعلامنا ستتخلى عن القشور وتهتم بالمضمون ..
فمن صورة المرأة في المطبخ إلى صورة اخرى للمرأة التي تهتم فقط بشكلها
كأن لا يوجد نساء أخريات و فكر ومنهج آخر يستحق الضوء و النور .


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]