وعندما عاد الى حانوته كاسف البال, زري الحال إذا بصاحبته الجميلة تأتي اليه فكاد يتعلق بها ويخنقها غير أنها حذرته من أن يصيبها مكروه,وإلا فانها ستصيح صياحا يجلب عليه السوء من كل الوجوه.
فقال : ألا تخافين الله تعالى في أن اذهبت مااالي, وسودت مآآآلي ؟
فقالت له: لانك تستحق ذلك لكونك عكست الآية القرآنية الكريمة (إن كيدكن عظيم) فجعلته إن كيدكن ضعيف.
فقال:اشهدي أنني قد أخطأت , وأنني الآن قد ندمت على ما قدمت ,ولكن أيكون عقابي على هذه الخطيئه الصغيرة هذة المصيبة الكبيرة؟
فقالت ياهذا إنني إذا عرفت أنك قد تبت وانبت ورجعت عن الذنب الذي أذنبت ,فأنني سوف أخبرك بخطة تتخلص بها من الورطة.
ففرح حتى كاد يبكي أو قد بكى وقال: أني تائب الى الله على يديك ,ولكنني معول في الخلاص عليك فهدأت من روعه , وقالت : أذا كان يوم غد الجمعة فاذهب قبل الصلاة وافرش فراش في الشارع الذي يسلكه صهرك القاضي إلى المسجد الجامع واجعل آلة الفصد والحجامة ولا تخش الملامه ولا تنس المقص والمرآه والموس الذي لا يشك من يراه بأنك حلاق ابن حلاق.
حتى اذا مر عليك القاضي مبكرا َذاهبا للجامع,فأنه سيراك ويخشى أن يراك الناس في هذه المجامع فأذا سألك عن السبب الذي جعلك تمتهن هذه المهنة فأجبه بأنها مهنة أبيك وجدك قبل أن تشتغل بالتجارة وأنك بعد هذه الخسارة في المهر مضطر إلى أن تعودإلى الحلاقة والحجامة شهراَ او عدة أشهر واذا لم تتحسن حالتك المادية .. بقيت دهراَ .
وأعلم أنه سوف يكثر عليك اللوم والتقريع فقل له ياسيدي القاضي إن الجميع يعرفون أن الحجامه ليست من العمل الحرام ,ولا هي أثم من الأثام ,فيقول لك أنها عمل وضيع , فقل إنني لا أقبل مطلقاَالتنازل عن صنعة أبي وجدي فهي مصدر حظي وسعدي وهي سبب المال الذي جمعته منها أول الأمر أصبحت لسيدنا القاضي من الصهر فاذا قال لك:اذا عليك أن تؤجل هذا العمل أياماَ لتفاهم فقل له : ياسيدي إن الحجامين لا يقبلون أحلاما في التعامل ولا يعرفون غير النقد الحاصل.
والمعتقد أنه اذا عرف منك أنك مصر على أن يراك الناس وأنت تقوم بالحجامه عندما يخرجون من الجامع , فأنه سيعرض عليك أن تطلق أبنته فأجبه بأنك لا يمكن أن تتنازل عن شرف رفيع حصلت عليه حتى لو بذل لك القاضي كل ما لديه .
ولا شك أنه بعد الأخذ والرد والاقبال والصد سيعرض عليك أن يعطيك كل ما انفقته على ابنته من مهر ,فعن ذلك اقبل بشرط أن يعود معك الى بيته فيعطيك ذلك نقداَ معجلاَ وتعطيه طلاقها مكتوباَ مسجلاَ .
فقام التاجر من فوره ألى تلك اللوحه فأصلحها , ثم مد يده لفتاة ليصافحها غير أنها صدته, وقالت:ألم أقل لك بأنني لست ممن تعرفهن بما لا يشرفهن!
ثم ودعته على أن تعود اليه نهار السبت لتسأله عما أنجز من العمل .
وعندما عادت إليه يوم السبت وجدته منشرح الصدر طيب القلب , إلا أن ذلك لم ينسه ما كان يكنه لها من حب , فعرض عليها الزواج .....وردد التاجر أن كيد النساء كيد عظيم واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم
انتهت
اتمنى تكون اعجبتــــــــــــــــكم
تحيآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآتي
المفضلات