منذ حوالي عامين كتبت هنا مقالة بعنوان " البحرين جزء من أيران " حين صرح مندوب المرشد الاعلى للثورة شريعت مداري بان مملكة البحرين جزء من ايران ، وهاهو مستشار مرشد الجمهورية علي أكبر ناطق نوري فيقول عن البحرين أنها «المحافظة الرابعة عشرة»، وقال ان «نائبا كان يمثلها في مجلس الشورى الوطني»، وهذا يذكرنا بصدام حسين الذي اعتبر ايضاً الكويت «المحافظة التاسعة عشرة»، وكان ما كان، فدفع العراق والعرب جميعاً، ولا يزالون، ثمن مغامرته وخفته واستخفافه بالحقائق .
عندما ننتقد ايران ونظام حكمها القائم على القومية الفارسية بستار طائفي أعتبرنا البعض أننا ممن يستمعون لأمريكا والغرب دون أن يتمعن باهداف هذه الثورة التي اشغلتنا منذ قيامها واشعلت نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد عبر تصديرها لأفكارها لمعظم الدول العربية ودعم الاحزاب بها .
من يعتقد ان ايران حليف استراتيجي للعرب فهو مخطيء ولا يفهم بالسياسية كما انه لم يقرأ التاريخ أو لم يستفد منه ..
لقد استطاع ملالي طهران أن يرسلوا اشاراتهم لكل خصومهم بمن فيهم امريكا والغرب أن العرب العوبة في يدي وأن اي تسوية لمشاكل الشرق الاوسط يجب أن تمر عبر طهران وهذا ما حصل فعلاً طوال تلك الفترة منذ عام 1990م وحتى يومنا هذا ، والمؤسف ان العرب افسحوا لها الساحة ليسطر الايرانيين على معظم القضايا العربية بدأ بفلسطين واتتهاءً ببغداد .
ما نتمناه من الجارة ايران أن تعيد النظر بسياستها التوسعية وان تعي حقيقة ما حصل لنظام الحكم في بغداد عندما اقدم على نفس الفكرة التي يتبناها الآن البعض من قادة طهران فدول الخليج دول مسالمة ولكنها ليست بالسهلة لتلتهم من جيرانها الكبار فلا تأخذكم العزة بالأثم فتكون نهايتكم كما هي نهاية من سبقكم ..
كما أتمنى من الاحزاب العربية الموالية لنظام الملالي أن تعلن موقفها الرافض لهذا التوسع الفارسي والعودة لأحضان بني جلدتهم من العرب حتى لايقعوا فريسة الاطماع الفارسية وتوسعها على حسابهم ..
المفضلات