وبعد يومين لم يشعر الا بها قد وقفت على رأسه , في صمت كأنما لتستمع الى وسواسه الذي يختلج في فؤاده , فخضع لها وذل, وقال: إلا خير الكلام ماقل ودل فأنا أريدك زوجة لي على سنة الله ورسوله فأخبريني من أنت ومن أهلك حتى أذهب اليهم خاطبا ,واخبرهم بكوني لقربهم طالبا
أظهرت له السرور والحبور ,وقالت: اعلم ان اسمي (جليله ) و أنا ابنة قاضي البلد, ولكنه- سامحه الله-لا يريد أن يزوجني لانني وحيدة أمي وهي لاتريد أن تسلمني للزوج فتفارقني, لذلك دأب _هداه الله_على أن يقول لمن يأتيه يخطبني اتخطب ابنتي جليلة وهي فتاة عليلة بل أنها مشلولة لا تستطيع التحرك من مكانها ولا تقوى على السعي في شأنها فيذهب الخاطب عند ذلك ويشمئز,وأكون أنا أبنة العز التي رأيت جمالها وكمالها ضحية ذلك الحب الزائد من أمي وضحية مطاوعة والدي على غمي وهمي. فسألها بلهف وشغف قائلا : ًماهي الطريقة للفوز بيدك من والدك القاضي ؟
فقالت: الطريقة الصحيحة,أن تقول له:أريد أبنتك زوجة لي ولو كانت قبيحة.بل أريدها ولو كانت مسلولة او مشلولة .فالسل والشلل,لا يهمان في سبيل أن تكون ابنة مولانا القاضي لي من الأهل.ففرح بهذا الحل السهل, وكاد يذهب من فوره غير انها قاطعته قائلة: إياك إياك أن تقول لوالدي إنك قد رأيتني فضلا عن أن تقول أنك كلمتني فذلك,سوف يوردني المهالك ,, وأياك أياك أن تفضي بهذا السر الى غيره فأنه قد يوصله اليه من فوره.فقال:ثقي أن ذلك لن يكون , وأن كل شيء يمكنني من أن أتزوج منك يسهل علي ولوكان مالاً يهون.
ولم يكن الا أن لبس ثيابه , وأصلح إهابه حتى ذهب إلى القاضي وقال له: ياسيدي القاضي لقد اتيتك طالبا القرب منك مؤملاً أن تزوجني ابنتك (جليلة)
فقال له القاضي وبأسف ظاهر: ولكنها يابني عليلة, فهي لاتصلح زوجة لمثلك ، فقاطعه الرجل قائلا: ولكنني أقبل بها ياسيد ي القاضي على أية حال, فالقصد من الزواج هو نيل الشرف بالقرب من قاضينا المفضال فسأله القاضي :اعرفت ابنتي يابني ؟
فأجاب : لا ياسيدي. ولكنني عرفت من عرفها حق المعرفة , وقد زادنا ذلك شغفاً بأن أتقدم الى مقامكم العالي , بمقالي,ولعل الله أن يكتب لي معها المحبة والألف,مع أنه كما قلت يكفيني شرف المصاهرة عن المعاشرة.
فطلب منه القاضي مهلة يوم يشاور خلاله ام البنت .
فلما حضر الخاطب لاستنجاز الوعد , قال له القاضي: لقد وافقت لكن لابد من تكرار ماقلته لك عنها ففرح الفتى وقال :المهم أن اتزوج منها .
فأرسل الفتى لها مهراَ عالياَ,وحلياغاليا وحانت ليلة الزواج فصنعوا لها من الزينة انواعا تبعث الابتهاج ,واقبل المدعوون افواجا بعدها افواج ... حتى ا ذا زفت اليه وهو يمني النفس بذلك الجسم الغض,
فوجيء بانها قد احضرت الى المخدع تحملها نساء اربع على بساط من القماش القوي,واذا بداخله جسم ملتوي .
ففزع وجزع لأن حبيبته في ظنه _قداعتراها وجع إلا انه عرف الحقيقة بعد ذلك فوجد زوجته بنت القاضي, جثة حية معطلة الأعضاء,حتى لا تكاد عيناها تقوى على الإغضاء. فلم عرف الحقيقة أدرك أن تلك الفتاة الجميلة ماهي إلا شيطان في ملبس فتان. ولم يستطع أن يقترب من هذه الحليلة العليلة فقضى ليله كسيراَ حسيرا َينتظر الفرج حتى يهرب من هذا الحرج.
يتبــــــــــــــــــع
المفضلات