علق الشاب الوسيم على مدخل متجره لوحة تقول (ان كيدكن ضعيف ) ذلك بأنه وهو التاجر الذي يعرض بضائع للنساء قد جرب من النساء اعدادا وربما كن افواجا كلهن كان يغلبهن بقوة شخصيته وجمال مظهره حتى اعتقد انه لا توجد امراة تغلبه بقوة الكيد, ولا بفنون الصيد .
ولما لم يكن بامكانه ان يبلغ جميع النساء ما يضمره لهن من تحدٍ بل من تعد لعدم وجود الصحافه والاعلام في ذلك الزمان ..
فقد رأى ان اعلان رايه بتعليق هذه اللافته على حانوته (دكانه) كاف لهذا الامر شافٍ لما يضمره من فكر .... وهكذا كاان !
فقد اطلع عليه منهن اعداد كثيرة , بل كاد يكون حديث الصغيرة منهن والكبيرة .
حتى انتدبت منهن واحدة هي اجملهن جمالا , واكثرهن كمالا , وربما كانت من اوفرهن مالا . فتكفلت لابناء جنسها من النساء بنقص ارائه ,ورده عن اهوائه .
ولم تنس تلك الجميله ان تتطيب وتتعطر, ثم اقبلت اليه تتبختر, فقالت بصوت كله استعلا ء واستحلاء: كيف حالك أيها التاجر..!
فلم يعرها في أول الامر كبير اهتمام , الا أنها عندما حسرت اللثام , أسفر عن وجه كالبدر ليل التمام وقد خرج من الغمام .
ثم رمت اليه بنظرات متلاحقه من عينيها اللتين تفيضان بالسحر , وتنضحان بما لايطاق من السر. فنفذت نظراتها الى جنانه, حتى لم يستطع كبح جماح لسانه,
فقال:أهلا وسهلا بالظبي الغرير, والغصن النضير,والبدر المستدير, مري بما تريدين منى فستجيدني مطيعاَ,وأملي ماشئت فلن أكون لك الا مجيباَ سميعاَ.. سمحت لنفسها أن تريه من يديها الى مافوق ساعديها.
فرأى منها صفاء الخمار في لون النضار , ثم قربت كمها من فمه حتى شم منها رائحة الازهار.
عند ذلك انطلق لسانه فقال : يا ملكة الجمال وربيبة الدلال تقولين : انني اجمع المال , وهذا صحيح بلا جدال غير أني أجمعه لامثالك.
الا أنه عندما أقبل عليها بوجهه صدت وجهها عنه,مولية وقالت: ياهذا:اني ماجئت الى (دكانك) للغزل أو الهزل , وانما جئت لأشتري بضاعه أدفع ثمنها مثل غيري وأرجع وقد أرحت ضميري.
فقال وهو يتعطف ويتلطف :خذي ماشئتِ من البضائع بالسعر الذي تحددينه, فالغبن عندك هو الربح بعينه.
فاشترت منه مقدراً من السلع دفعت قيمتها نقداً وعدا, ثم انصرفت كما تنصرف المرأة التي لم يدنس سمعها كلام قبيح أو لفظ غير مريح..
فلما فارقته أحس بقلبه يتبعها, ولم يستطع في ذلك اليوم أن يستمر في افتتاح (دكــانه) ورجع فأغلقه وذهب الى بيته والشوق يحرق قلبه, والحب ينهش لبه .
للقصة بقيه
المفضلات