الحمد لله رب العالمين
أما بعد :-
قرأت هذه القصيدة ….. فأعجبتني …
ولم أعرف ( قائلها )
سأوردها لكم … فأبياتها تتحدث عن نفسها ….
وبدون تعليق …………!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
أبتـــــاه ماذا قد يخــــط بنــــــــاني
…................... و الحبـــــــل و الجـــــلاد منتظران
هذا الكتـــــــــــاب إليك من زنزانة
…................... مقرورة صخرية الجـــــــــــدران
لم تبق إلا ليلة أحيــــــــــــــــا بها
…................... وأحس أن ظلامها أكفـــــــــــــاني
ستمر يا أبتاه لست أشـــــــــك في
…................... هذا وتحمل بعدها جثمــــــــــــاني
الليل من حـــــــــــولي هدوء قاتل
…................... والذكريات تمور في وجــــــــداني
ويهــــــــــدني ألمي فأنشد راحتي
…................... في بضع آيــــــــــــــات من القرآن
والنفس بين جـــــــــوانحي شفافة
…................... دبَّ الخشـــــــــوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإلـــــــه ولم أذق
…................... إلا أخيـــــرا لذة الإيـــــــــــــــــمان
شـــــــــكرا لهم أنا لا أريد طعامهم
…................... فليرفعوه فلست بالجــــــــــــوعان
هذا الطـــــــعام المر ما صنعته لي
…................... أمي و لا وضــــــــعوه فوق خوان
كلا ولم يشــــــــــهده يا أبتي معي
…................... أخوان لي جــــــــــــــاءاه يستبقان
مـــــــــــــدوا إلي به يدا مصبوغة
…................... بدمي و هذي غاية الإحســــــــان
والصمت قطعه رنين ســــــلاسل
…................... عبثت بهن أصـــــــــــابع السجان
ما بين آونة تمر وأختــــــــــــــها
…................... يرنــــــــــــو إلى بمقلتي شيـــطان
من كوة بالبــــــــــاب يرقب صيده
…................... ويعود في أمن إلى الــــــــــدوران
أنا لا أحس بأي حقـــــــــــد نحوه
…................... ماذا جنى فتمسه أضــــــــــــغاني
هو طيب الأخــــــلاق مثلك يا أبي
…................... لم يبد في ظمـــــــــــأ إلى العدوان
لكنه إن نـــــــــــــام عنيلحـــظة
…................... ذاق العيال مــرارة الحـــــــــرمان
فلربما وهو المُرَوِّعُ ســــــــــحنة
…................... لو كان مثلى شــــــــاعرا لرثاني
أو عاد من يــــــــدري إلى أولاده
…................... يوماً وذُكِّرَ صـــــــــــورتي لبكاني
وعلى الجدار الصـــــلب نافذة بها
…................... معنى الحياة غليظة القضـــــــــبان
قد طالما شــــــــــــــارفتها متأملا
…................... في الثـــائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضــــــباب مصورا
….................. ما في قلوب النــــــــاس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ
…................... كتموا وكان الموت في إعـــــــلاني
و يدور همس في الجوانح ما الذي
…................... بالثورة الحمــــــــقاء قد أغراني ؟
أو لم يكن خيــــــرا لنفسي أن أُرى
…................... مثل الجميع أســـــــير في إذعان ؟
ما ضرني لو قد ســــــــــكت وكلما
…................... غلب الأسى بالغتُ في الكتـــــــمان
هذا دمي سيسيل يجــــــري مطفئا
…................... ما ثار في جنْبََّّ من نيـــــــــــران
وفؤادي المَوَّار في نبضــــــــــاته
…................... سيكف في غــــــــــده عن الخفقان
والظلم باق لن يحـــــــــــــطم قيده
…................... موتي ولن يودي به قربــــــــــاني
ويسير ركب البـــــغي ليس يضيره
…................... شاة إذا اجتثت من القطــــــــــــعان
هذا حديث النفس حيــــن تشق عن
…................... بشريتي وتمور بعد ثـــــــــــــــوان
وتقول لي إن الحيـــــــــــــاة لغايةٍ
…................... أسمى من التصفيق للطغيــــــــان
أنفاسك الحَرَّى وإن هى أُخـــمدت
…................... ستظل تغمر أُفقهم بدخــــــــــــــان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم
…................... قسمات صبح يتقيه الجـــــــــــاني
دمع السجين هنـــــــاك في أغلاله
…................... ودم الشهيد هنــــــــــــــا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الـــــــــربا
…................... لم يبق غير تمرد الفيــــــــــــضان
ومن العواصف ما يكون هبـــوبها
…................... بعد الهدوء وراحـــــــــــــة الربانِ
إن احتدام النر في جــــوف الثرى
…................... أمر يثير حفيظة البـــــــــــــــركان
وتتابع القـــــــــــطرات ينزل بعده
…................... سيل يليه تدفق الطوفــــــــــــــــان
فيموج يقتلع الطـــــــــغاة مزمجرا
…................... أقوى من الجبروت والســــــلطان
أنا لست أدرى هـل ستُذْكَر قصتي
…................... أم سوف يعروها دجى النسـيان ؟
أو أنني سأكون في تــــــــــاريخنا
…................... متآمرا أم هادم الأوثــــــــــــــان ؟
كل الذي أدريه أن تجـــــــــــرعي r
…................... كأس المذلة ليس في إمــــــــكاني
لو لم أكن في ثـــــــــورتي متطلبا
…................... غير الضــــــــــــياء لأمتي لكفاني
أهوى الحيـــــــاة كريمة لا قيد لا
…................... إرهاب لا اســـــــتخفاف بالإنسان
فإذا سقطتُ ســقطتُ أحمل عزتي
…................... يغلى دم الأحرار في شـــــــرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الــدنى
…................... وأضاء نور الشمس كل مكــــــان
واستقبل العصفور بين غصـــونه
…................... يوما جديدا مشرق لألـــــــــــوان
وسمعتَ أنغـــــــــــام التفاؤل ثرة
…................... تجري على فم بائـــــــــــع الألبان
وأتى يدق- كما تعود- بــــــــــابنا
…................... سيدق باب السجن جـــــــــــلادان
وأكون بعد هنيــــــــــهة متأرجحا
…................... في الحبل مشـــــدودا إلى العيدان
لِيَكُنْ عزاؤك أن هذا الحبـــــل ما
…................... صنعته في هذي الربــــــوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضـــــــارة
…................... و تضاء منه مشاعل العرفــــــان
أو هكذازعمــــوا وجيء به إلى
…................... بلدي الجريـــــح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطــــــما
…................... في زحمة الآلام والأشــــــــــجان
إن ابنك المصفود في أغـــــــلاله
…................... قد سيق نحو الموت غير مـــدان
فاذكر حكايات بأيام الصـــــــــــبا
…................... قد قلتها لي عن هوى الأوطــــان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى
…................... تبكى شبابا ضاع في الريـــــــعان
وتُكَتِمّ الحسرات في أعمـــــــاقها
….................. ألما تواريه عن الجيـــــــــــــران
فاطلب إليها الصــــفح عني إنني
…................... لا أبتغي منها ســــــــوى الغفران
مازال في سمعي رنيـــــن حديثها
…................... ومقالها في رحمة وحنـــــــــــان
أَبُنَيَّ : إني قد غدوت عليــــــــلة
…................... لم يبق لي جَلَد على الأحـــــــزان
فأذق فؤادي فرحة بالبــــحث عن
…................... بنت الحلال ودعك من عصــياني
كانت لها أمنية ريــــــــــــــــــانة
…................... يا حسن أمال لها وأمــــــــــــان
غزلت خيوط السعد مخضّلا ولم
…................... يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدرى بأي جوانــــــــح
…................... ستبيت بعدى أم بأي جنـــــــــان
هذا الذي سطرته لك يا أبـــــــي
…................... بعض الذي يجرى بفكر عــــــان
لكن إذا انتصر الضياء ومُزِّقَتْ
…................... بيد الجموع شريعة القرصــــان
فلسوف يذكرني ويُكبــــر همتي
…................... من كان فى بلدي حليف هـــوان
وإلى لقاء تحت ظل عـــــــــدالة
….................. قدسية الأحكام والميـــــــــــزان
ــــــــــــــــــــــ
نقلها لكم
اخوكم
المفضلات