[عدل] مقدمة
هذا المقال يتكلم عن أسرة آل سعدون امراء قبائل امارة المنتفق من عام 1530م والى عام 1918م .
[عدل] النسب:
يرجع نسب اسرة السعدون إلى الاشراف آل البيت ، وتحديدا إلى المهاينة امراء المدينة المنورة لاكثر من خمس قرون. حيث تنتسب الأسرة
إلى :
الامير سعدون(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق و الذي سميت الاسرة به) بن الامير محمد(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني
(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الصخا (شيخ مشايخ قبائل
امارة المنتفق) بن الامير شبيب الاول (مؤسس البيت الشبيبي و أول من تأمر على المنتفق 900هـ) بن الشريف حسن( مؤسس امارة المنتفق) بن
الشريف مانع بن مالك بن سعدون الاول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة
المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم
(امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة
المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود
(أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن
طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله
عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.
و تفرع منهم عدة فروع ( آل صالح ، آل محمد ، آل روضان ، آل صقر ، آل راشد).
و أنجب سعدون بن محمد ولداً واحداً ، هو ثامر بن سعدون ، و انجب ثامر 10 من الولد هم آل السعدون الآن و هم:
1- حمود الثامر و ذريته المطلق و الماجد.
2- محمد الثامر و ذريته المحمد.
3- علي الثامر و ذريته الفهد و البدر
4- صالح الثامر و ذريته الصالح.
5- ناصر الثامر و ذريته البندر و الزيد و الشجاع
6- منصور الثامر و ذريته الداود و الظاهر
7- عبدالمحسن الثامر و ذريته البراك و المشرف
8- راشد الثامر و ذريته الناصر و المنصور ، ( آخر أمراء آل سعدون ).
9- عبدالله الثامر و ذريته المشاري و العمر.
10- خالد الثامر ، لم يعقب ذرية.
[عدل] التاريخ:
ينقسم تاريخ أسرة آل سعدون الى ثلاث مراحل :
1- امارة المدينة المنورة:
وهي الفترة التي كان اجداد أسرة آل سعدون فيها امراء للمدينة المنورة وتبدأ من عام 300هـ وقد استمرت لاكثر من 500 عام.
2- النزوح من المدينة المنورة الى نجد والقصيم:
وهي فترة قصيرة نسبيا وتم في هذه المرحلة تأسيس قرية الشبيبية بالقصيم.
3- امارة المنتفق :
وهي الفترة التي تمتد لما يقارب 400 عام حيث اسس جد أسرة آل سعدون امارة المنتفق والتي حكمت معظم قبائل وعشائر نصف العراق الجنوبي
والتي اصبحت من اقوى الامارت في العراق وشمال الجزيرة العربية.
[عدل] امارة المدينة المنورة:
اسس الامير عبيدالله بن طاهر الحسيني الهاشمي القرشي امارة المدينة المنورة عام 300 هـ تقريبا والتي استمرت في احفاده حتى عام 850هـ عندما
اخذها منهم أبناء عمهم الحسنيين . تاريخيا لم يكن لاحد اجداد أسرة السعدون من امراء المدينة المنورة في هذي الفترة اي نفوذ او مشاركة في
الاحداث خارج الحجاز باستثناء الامير قاسم بن الامير مهنا الحسيني الهاشمي القرشي , حيث كان قائد في جيش صلاح الدين الايوبي و شارك في تحرير
القدس من الصليبين . قاتل إلى جانب السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) الذي كان يحرص على وجوده معه، حكم سبعة عشر عاماً، جمع إلى جانب
كرمه شجاعة فائقة,لقب بأبي فليته لسخائة وكرمه الذي بات يضرب به المثل.
هو الأمير عز الدين أبو فليته قاسم بن مهنا، هكذا ذكره مؤلف (الروضتين في أخبار الدولتين) النورية، والصلاحية.
قال العلامة أبو شامة في "الروضتين": وكان السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته محباً في الأمير قاسم بن مهنا،
يستصحبه معه في غزواته وفتوحاته، فحضر معه أكثر الفتوحات، وكان السلطان صلاح الدين يجلسه عن يمينه ويستوحش لغيبته، ويستأنس بشيبته.
قال: وما حضر الأمير قاسم مع السلطان صلاح الدين حصار بلد أو حصن إلا فتح الله تعالى على المسلمين، فكان السلطان يعتقد بركة نسبه
الطاهر، ويكرمه ويتحفه بأجل الكرامات.
نصيحة المشاور وتعزية المجاور عبد الله بن محمد بن فرحون ص247 دار المدينة المنورة ط1-1417هـ
[عدل] النزوح من المدينة المنورة:
الهجرة الأولى كانت في نزوح جد الاسرةالشريف إبراهيم ( أحمر العينين) من المدينة المنورة بعد صراعه على الإمارة مع ابن عمه محمد بن عطية بعد وفاة الأمير عطية بن منصور
وانتهى الصراع بإمرة محمد وهجرة إبراهيم وأبنائه خارج المدينة نحو نجد وهو أول من هاجر من المهاينة من المدينة المنورة نحو القصيم سنة 783 هـ.
واستمرت الأمرة في أبناء عمه المهاينة المنصور.
[عدل] تأسيس امارة المنتفق:
اختلفت الروايات على الهجرة الثانية إلى نجد و تكوين مدينة الشبيبية ثم إلى العراق و التأمر على المنتفق.
منها ، ففي بداية القرن التاسع للهجرة كان من جملة أشراف الحجاز أخوة أربعة هم حسن و مهنا و بركات و مسرور ، و قد شاءت الأقادار أن يختلف هؤلاء الإخوة فيما بينهم لأن الشريف حسن لم يقبل تزويج ابنته و مدللته ( نورة ) من ابن أخيه مسرور لأنه ابن أمة ، فأدى ذلك لنشوب خلاف شديد بين الأخوة فتفرق شملهم فغادر مهنا إلى تونس و بركات إلى خوزستان في إيران و بقي مسرور في الحجاز.
أما الشريف حسن فهاجر بأهله إلى نجد ، و تحديداً إلى القصيم التي أنشأ فيها قرية و اسماها باسم ابنه الوحيد ، الشبيبية ( القائمة إلى الآن ).و اقام فيها ، ولكن عوادي الزمن ظلت تلاحقه ، قتوفي ابنه و توفيت ابنته نورة ، فجزع أشد الجزع ، و لايزال آل السعدون نخوتهم عند الشدة حتى اليوم ( أخو نورة ).
فلم تطب له الاقامة في القصيم ، فشد الرحال نحو العراق ، و نزل الباطن عند بني مالك إحدى قبائل المنتفق ، بعد ذلك تزوج الشريف حسن من بنت شيخ قبيلة بني مالك وانجب منها عدة أبناء,في تلك الفترة كانت الحروب متواصله بين قبيلة بني مالك
وقبيلة الاجود وكانت الكفه تميل لصالح الاجود وفي أحد المعارك قتل ابن الشريف حسن,بعد ذلك تسلم الشريف حسن قيادة بني مالك في حروبهم
ضد قبيلة الاجود وانتصر في معركة حاسمة ضد الاجود فقدوا فيها الكثير من مقاتليهم ونتج عن تلك المعركة ضم القبيلتين لبعض وذلك كان
بداية تكوين امارة المنتفق وبعد ذلك انضمت للحلف قبيلة بني سعيد وعشرات العشائر من عدة قبائل كما ضم الحلف فيما بعد بعض
القبائل في فترات مختلفه مثل قبيلة الظفير و استمرت الامارة في احفاد الشريف حسن (ال شبيب) ثم تغير الاسم إلى (ال سعدون) بعد مقتل الامير
سعدون بن الامير محمد في معركة ضد الدوله العثمانية, ولقب آل سعدون يطلق حاليا على كل ذرية الشريف حسن.
[عدل] راية امارة المنتفق:
رسم يحاكي علم امارة المنتفق
في بداية ترؤس آل شبيب (الاسم القديم ل آل سعدون) على المنتفق كانت راية (بني مالك) هي المستعملة لكن فيما بعد جرى تطريز علم خاص
بالمنتفق عموما وهو المعروف بـ (وارد), وهذه الراية عبارة عن قاعدة حمراء طولها ( 3 * 2 متر ) يتوسطها هلال وثلاثة أنجم, فالهلال يرمز
لآل شبيب والأنجم الثلاثة يرمز للقبائل الثلاث الرئيسية في الامارة (بني مالك, والأجود, وبني سعيد).
وقد أضاف الامير سعدون بن منصور السعدون بعد مشيخته على راية المنتفق عبارة( منصور الله وارد) ومكان العبارة فوق الهلال والأنجم الثلاثة.
وكان لا يسمح لأحد غير منتفقي أن يحمل بيرق وارد إلا (إبراهيم أخو بدهة) الذي كان يرفعه طيلة أيام الامير سعدون بن منصور السعدون و
الامير عجمي بن الامير سعدون السعدون , وإبراهيم هذا من قبيلة مطير النجدية عاش وتزوج ومات في المنتفق, وكان من أشجع الناس, ولم تفقد
المنتفق طيلة حروبها رايتها, ومازال بيرق وارد موجودا لدى أحفاد الامير سعدون بن منصور السعدون.
[عدل] حواضر المنتفق (أهم المدن التي اسسها آل سعدون):
1-الشبيبية:
قرية شيدها الشريف حسن بن مانع جد آل شبيب عند نزوحه إلى القصيم قادماً من المدينة المنورة، وكانت في الأصل مزرعة سماها بهذا الاسم
نسبة إلي ولده الوحيد وقتئذ، وقد قضى فيها عدة سنوات ثم هجرها إلى العراق، وما تزال الشبيبية موجودة على مقربة من عنيزة بمنطقة
القصيم السعودية ضمن منطقة تعرف الآن بالبدائع.
2-العرجاء:
عاصمة المنتفق الأولى أسسها الشريف مانع بن الشريف شبيب الأول بن الشريف حسن سنة 1641 م وهي من المدن المندرسة الآن ويمكن مشاهدة
خرابها على الضفة اليمنى لنهر الفرات, وتبعد عن مدينة الناصرية 5 كيلو .
3-كويبدة:
وهي تقع في الصحراء الغربية للبصرة شمال الزبير، وفي نفس الفترة كانت العرجاء القريبة من الناصرية تعد عاصمة لآل شبيب( الاسم القديم
لأسرة آل سعدون)، وذكرت غير مرة في أحداثهم الأولى وكويبدة التي تقع قرب الزبير بقيت حتى دمرها وأحرقها حاكم البصرة علي باشا أفراسياب
سنة 1034هـ.
4- سوق الشيوخ:
بناها الامير ثويني بن الامير عبدالله,أما لفظة الشيوخ فهي نسبة إلى آل شبيب الذين سرعان ما تملكوا البساتين في المنطقة، وأقاموا فيها خلال
أشهر الصيف.
5- الناصرية:
من أكبر مدن العراق حالياً، وأسسهاالامير ناصر السعدون وسميت على اسمه.وقد بنيت على طراز حديث خططه المهندس البلجيكي جولس تيلي.
6-الشطرة:
بلدة قرب الناصرية، وسميت بهذا الاسم لتشطرها عن الغراف وقد بنيت كبديل عن الشطرة القديمة التي درست آثارها، وعمرها
الامير فالح بن ناصر السعدون.
7-المعامر:
مقاطعة زراعية شمالي الفاو كانت تسمى الدكاك، وعمرها راشد بن ثامر السعدون، وأطلق عليها هذا الاسم، وقد أُرخ تعميرها بعبارة (
تعامير راشد)، سنة 1226هـ، وكانت الفاو من ملحقات المعامر إلى أن أهداها الامير راشد السعدون إلى حاكم الكويت الشيخ جابر الصباح.
8-قرمة عثمان:
موقع نهري جنوب شرقي الناصرية ينسب إلى الامير عثمان بن صالح الأطرش آل شبيب.
9-قلعة صالح:
حصن بناه الامير صالح بن عيسى السعدون قرب الغبيشية تمهيداً للثورة على العثمانيين ، وهي غير قلعة صالح المدينة المعروفة جنوب العمارة.
10-كتيبان:
اتخذها الامير سعدون بن محمد قاعدة له طوال فترة ثورته على الأتراك حتى مقتله 1154هـ, ولهذا يمكن أن تعتبر العاصمة أيام الامير سعدون
الكبير.
أسماء أمراء قبائل امارة المنتفق من اسرة آل سعدون1-الشريف حسن بن مانع (مؤسس امارة المنتفق)2-الامير شبيب(الاول) بن الشريف حسن3-الامير مانع بن الشريف محمد الوسيط4-الامير حسن بن مانع بن محمد الوسيط5-الامير مانع بن شبيب (الاول)6-الامير شبيب(الثاني) بن مانع7-الامير مغامس(الاول) بن مانع8-الامير راشد بن مغامس بن مانع9-الامير عثمان بن مهنا بن راشد10-الامير مانع بن شبيب (مانع السخاء)11-الامير مغامس(الثاني) بن مانع12-الامير محمد بن مانع بن شبيب13-الامير منيخر بن ناصر بن صقر بن مانع14-الامير سعدون بن محمد بن مانع، والملقب بسعدون الكبير15-الامير بندر بن عبد العزيز بن مغامس16-الامير عبد الله بن محمد بن مانع17-الامير ثامر بن سعدون الكبير بن محمد18-الامير ثويني بن عبد الله بن محمد19-الامير حمود بن ثامر بن سعدون الكبير (حمود الأعمى)20-الامير عجيل بن محمد بن ثامر بن سعدون الكبير، والملقب (أخو سعدى)21-الامير ماجد بن حمود بن ثامر22-الامير فيصل بن حمود بن ثامر23-الامير عيسى بن محمد بن ثامر24-الامير بندر بن محمد بن ثامر25-الامير فهد بن محمد بن ثامر26-الامير فارس بن عجيل بن محمد27-الامير منصور باشا بن راشد بن ثامر28-الامير صالح بن عيسى بن محمد29-الامير بندر بن ناصر بن ثامر30-الامير فهد بن علي بن ثامر31-الامير ناصر باشا بن راشد بن ثامر32-الامير فالح باشا بن ناصر باشا بن راشد33-الامير سعدون باشا بن منصور باشا بن راشد34-الامير عجمي باشا بن سعدون باشا بن منصور باشا35-الامير عبدالله بيك بن فالح باشا بن ناصر باشا36- الامير يوسف بيك بن عبدالله بيك بن منصور باشا [عدل] نفوذ الامارة الاقليمي من 1530م إلى 1918م :
تزايدت قوة الامارة ونفوذها بشكل سريع حتى اصبحت اقوى الإمارات في العراق وشمال الجزيرة العربية . خاضت العديد من المعارك ضد الدولة
العثمانية وضد الدولة الصفوية وضد الإنجليز , ووصلت غزوات المنتفق إلى نجد( في عهد الامير ثويني بن الامير عبدالله) و إلى البادية السورية
(في عهد الامير سعدون بن الامير منصور).
[عدل] العلاقة مع الدولة العثمانية:
دخلت امارة المنتفق في كثير من المعارك ضد الدولة العثمانية وانتصرت في اغلبها حيث:1- تمكنت الامارة(بقيادة اسرة ال سعدون) من الاستيلاء على مدينة البصره اربع مرات (في عهد الامير مانع بن الامير شبيب ولمدة اربع
سنوات, وفي عهد الامير مغامس بن الامير مانع ولمدة اربع سنوات, في عهد الامير ثويني بن الامير عبدالله لمدة 3 أشهر)
2- تمكنت ايضا من الاستيلاء على مدينة بغداد مرة واحدة(في عهد الامير حمود بن الامير ثامر) حيث قامت بالقوة العسكرية بدخول
بغداد و بتعيين أحد الولاة والذي لجأ اليهم ورفضوا تسليمه للدولة العثمانية لانه دخيلهم وبعد معركة كبيرة (معركة غليوين) انتصرت
المنتفق و دخلوا بغداد وعينوا الوالي بالقوة واضطرت الدولة العثمانية إلى القبول بتعيينه.
3- اعلن الامير ثويني بن الامير عبدالله نفسه حاكم على العراق وبذلك تكون امارة المنتفق اول من اعلن دولة عربية في العراق بوجه
الدولة العثمانية.
4- قام الامير مانع بن الامير شبيب بقيادة أكبر تجمع في العراق ضد الدولة العثمانية (100 الف مقاتل نصفهم من المنتفق) قال
العزاوي في كتابه لو قدر لذلك الجيش ان ينتصر لاستقل العراق منذ مده طويله.
5- دمرت امارة المنتفق العديد من الحملات العثمانية الموجه للقضاء على الامارة, نتيجة لذلك اضطرت الدولة العثمانية إلى اتباع
سياسة شق وحدة رئاسة الامارة وتأجيج الصراع بين أبناء الاسرة الحاكمة, ثم اتخذت أهم خطوة لأضعاف الامارة عندما استطاعت اقناع الامير
ناصر السعدون بالحصول على لقب باشا وتحويل الامارة إلى لواء مقابل تعيينه حاكم لهذا اللواء بالاضافة إلى لواء البصرة , واستطاعت
الدولة العثمانية ان تجني ثمار هذا الخطوة بالانتصار الكبير على الامارة في عام 1871م وسقوط الامارة لاول مرة من أكثر من 300 سنه من
المعارك الدامية , بعد سقوط الامارة بعشر سنوات استطاع الامير سعدون بن الامير منصور السعدون من اعادة تأسيس الامارة مرة اخرى لكن
القبائل الخاضعة للامارة انقسمت إلى قسمين قسم معه وقسم مع الامير فالح السعدون , واستمر الصراع الداخلي بالاضافة إلى الصراع مع الدولة
العثمانية حتى بدايت الحرب العالمية الاولى.
[عدل] المعارك ضد الدولة الصفوية:
خاضت امارة المنتفق 3 معارك ضد الدولة الصفوية وانتصرت بها جميعا:
1- المعركة الاولى في عهد الامير شبيب الاول بن الامير حسن (مؤسس امارة المنتفق) حيث انتزع مدينة البصرة من الدولة الصفوية ,
2- المعركة الثانيه والثالثه وهي الأشهر تاريخيا في عهد الامير ثامر بن الامير سعدون و الامير ثويني بن الامير عبدالله (ولي عهده وساعده الامين
وقائد الجيش في المعركتين "ابي حلانه" و" الفضلية") حيث تم ابادة جيش الدولة الصفوية في المعركتين ونتج عن المعركة الثانية تحرير البصرة
والتي كانت محتله للمرة الثانية من قبل الدولة الصفوية.
[عدل] النفوذ في شرق ووسط الجزيرة العربية:
امتد نفوذ الامارة في عهد الامير ثويني بن الامير عبدالله إلى شرق الجزيرة العربية بعد انتصاره على بني خالد وكذلك كان نفوذه يصل إلى
عنيزة حيث كاتبه اهل امارة الجناح واتجه للقصيم غازيا . كذلك امتد نفوذ الامارة في عهد الامير ناصر السعدون إلى الاحساء حيث قام بتعيين
ابنه مزيد السعدون عليها.
هذا بالإضافة للامير يوسف بيك المنصور ( امير قوات الهجانة في العراق )، و تحالفه مع الملك عبدالعزيز آل سعود بعد أن اختلف مع ملك العراق فيصل ، و لكن تاقت نفسه لغزو قبيلة الظفير ، و هذا ما أغضب الملك عبدالعزيز واختلفا ، بعدها عاد للعراق من جديد.
بعض المصادر التي تحدثت عن هذا النفوذ في عهد الامير ثويني:
يقول الألماني ماكس فرايهر في كتابه البدو (بعد وقت قصير حدث نزاع جديد في عائله الامراء فقد فر عبدالمحسن بن سرداح إلى شيخ المنتفق
ثويني لانه شعر بان سعدون(المقصود بن عريعر) يهدده وعندما دخل ثويني إلى شرقي الجزيره العربيه ومعه عبدالمحسن انتقل اليه فرعان من
قبائل بني خالد هما ( المهاشير و الصبيح ) ففر سعدون إلى الدرعيه في بادىء الامر تردد عبدالعزيز ابن سعود لانه لم يكن يرد حدوث قطيعه
بينه وبين ثويني ولكنه قرر في النهايه تحت الحاح محمد بن عبدالوهاب قبول اللاجى سعدون 1785وبالفعل اعلن ثويني انهاء صداقته مع
الوهابيين وفي خريف 1786هـ دخل إلى القصيم على رأس جيش قوي ولكنه تخلى عن حصاره لبريده لان هدفا أكبر كان يلوح له في بلده )
التعليق:
الهدف الأكبر الذي يعنيه الكاتب هو احتلال البصرة من قبل الامير ثويني بن الامير عبدالله واعلان نفسه حاكم على العراق في وجه الدولة
العثمانية.
وهناك بعض الآراء التي ذكرها بعض المؤرخين حول أسباب قيام ثويني بحملته على القصيم ، منها:
1 - أنها معاونة لابن عريعر لاسترجاع بريدة بعد فشله في ذلك ) .
عند مقبل الذكير) .
2- أنها انتقام من الدولة السعودية بسبب إيوائها سعدون بن عريعر ، بعد هزيمة الامير ثويني له مناصرة لخصوم سعدون بن عريعر عام 1200
هـ) . عند محمد الخضيري).
3- أنه انتقام من أمير القصيم حجيلان بن حمد ، الذي أغار على قافلة قادمة من
البصرة ، وسوق الشيوخ ، إلى جبل شمر عام 1200 هـ ، فسلبها ، وقتل بعض
رجالها . (عند ابن غنام).
4- أنه كان لثويني نفوذ في القصيم ( خاصة عنيزة ) قبل دخولها في طاعة
الدرعية . (عند داوتي ).
وما أورده ( داوتي ) : من أن لثويني نفوذ في القصيم ( خاصة عنيزة ) قبل دخولها في طاعة الدرعية .
هو الرأي الأقرب من هذه الآراء ..
فبعد مكاتبة أهل الجناح لثويني ؛ رأى ثويني أن الفرصة مواتية لاسترجاع نفوذه على منطقة القصيم .
وهذا ما حدا بأمير عنيزة ( عبد الله بن رشيد ) من قيامه بالاستيلاء على ( بلدة الجناح ) ، وهدمه بيوت أهلها .
فهو يعلم أن هناك قوتين تتصارعان على مد نفوذهما في منطقة القصيم عامة ، ومنطقة عنيزة خاصة .
[عدل] المعارك ضد الإنجليز:
مع بداية الحرب العالمية الاولى في عهد الامير عجمي بن الامير سعدون السعدون رفض الوقوف في صف الإنجليز واختار الوقوف في صف الدولة
العثمانية على الرغم من انهم قتلوا والده غدرا وبعد عدة معارك اشهرها معركة الشعيبة والتي شارك فيها (18000 مقاتل نصفهم من
المنتفق) انتصرت بريطانيا العظمى وخسرت المنتفق الحرب وبعد رفض الامير عجمي بن الامير سعدون السعدون العرض المقدم من السير بورسي كوكس
بتاريخ 1915 تم مصادرة اغلب اراضي واملاك اسرة السعدون , وبذلك انتهت الامارة في عام 1918م.
, نص الوثيقه: (شيخ العرب الأمير السعدوني
نبارك النسب السعدوني الهاشمي في الجزيرة العربية وشجاعة أبائكم وأخوانكم ونقدر مواقفكم من الاتراك نعرض عليكم كأمير عربي ونود أن
نعلمكم إن الشيخ مبارك أمير الكويت وعبد العزيز أمير أرضه تخلو عن الاتراك وإننا نعرض عليكم أميراً على أرضك لا تضيع الفـرص علـى
أهليكـم يا شجـاع نقـدر فـيـك المـوقف نعرض عليك لانك أحق من غيرك.
السير بورسي كوكس
الحاكم الملكي لبريطانيا العظمى
العراق 1915م .)
[عدل] بعض الاقوال في اسرة السعدون وامارة المنتفق من 1530م إلى 1918 م:
لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت
الامارة،وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره
السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي
مدة تناهز الأربع مئة سنة،وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على
العشرين شيخا من أبنائها البارزين .
وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من
مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه
الأتراك والايرانين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة.
والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان
تاريا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد
لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال .
وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين اللذين يتألف منهما
العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.
وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك
كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم
الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات
العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها .
(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)
لقدأورثت المنتفق لباشا بغداد ودولته ،متاعب جمة ،وفي الوقت الذي تريده...
(كارل بروكلمان - تاريخ الشعوب الأسلامية)
ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون ، ذوي الشرف الباذخ والعز
الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل ، حاربوا به العثمانيين
والفرس وأنزلزا بهم الهزائم ...
(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)
قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في
تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب ...
(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)
فإن هؤلاءالمنتفق ،العرب مضرة،عجزت الولاة عن كسر شوكتهم وذلت
الوزراء عن درء أذاهم ....
(عبد الرحمن السويدي - حديقة الزوراء في سيرة الوزراء)
إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم
إلى ساحة المعركة مايقارب من (50,000) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله
ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى
الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر ...
(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)
كانت العشائر العربية والمدن العربية هي التي حفظت للعراق وجهه العربي خلال
القرون الماضية ،وقد وجد العثمانيون منذ أن استولوا على العراق ،أنهم أمام
مجموعات عشائرية قوية لها كيا نها وسيطرتها، وخاصة في الجنوب ،الذي كانت
تغطيه عشائر المنتفق ، ذات المسؤوليه الكبيره داخل العراق وخارجه ,التي كونت
إمارة عربية متمتعة با ستقلال كبير .....
(د.عبد العزيز سليمان نوار - تاريخ العراق الحديث)
إن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثماني ، وهم ذوو الأنفس الأبية
والشيم العربية ،الكماة المشهورون والحماة المذكورون... فكم وال خذلته ورجع
بالخيبة وكانت تعقد عليه الآمال . وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر في
العراق ،تجلت بأظهر أوضاعها ، شادوا مكار الأخلاق ، وبنوا للحرب أرفع رواق...
(عباس العزاوي - عشائر العراق -ج 4-)
إن عربان المنتفق أصل الفتن والاضطربات في بغداد والبصرة ، فهمجمرة
الحرب وأشجع العربان ، ومنشأ القلاقل ... في رؤوسهم المغافر وعلى أبدانهم
الدروع الذهبية ،وإن خمسة عشر منهم يقابلون ألفا ،اعتادوا الرمي بالقوس على
ظهور الخيل ،يلعبون برماحهم في الهيجاء بصورة لا مثيل لها .... وعلى قلتهم لا
يوازيهم أحد ، فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالا’ ....
(يوسف عزيز المولوي - قويم الفوج بعد الشدة )
(قد ان تحالف المنتفق باستقلال فعلي عن السلطة التركية منذ أواخر القرن
السادس عشر حتى عام 1871....
(حنا بطاطو - العراق ، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية - الكتاب الأول)
وفي الواقع فإن تاريخ المنتفق الطويل يشهد على محاولاتها الدائبة للتملص من
سيادة بغداد ،كلما سنحت الفرصه . واستيلاؤهم البصره غير مرة ، دليل واضح
على نواياهم تلك ،وفكرة تأسيس حكومة عربية في البصرة تعيد مجد العرب أزاء
تسلط الترك ،لم تكن بعيدو عن أذهان قادتها ، غير أن اضطراب الأوضاع السياسية
في أواخر عهد المماليك وازدياد الضغط القبلي على المنتفق والمخاوف القائمة من
أعمال الوهابيين العسكرية في جنوبي العراق ، لم تكن تسمح بأية حال بتحرك عام
تجاه مثل تلك الأهداف ....
(د. عماد عبد السلام رؤوف - الأسر الحاكمة)
في ظل الأسرة الحجازية الجبارة ، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به
في تاريخ المنطقة الحافل ، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات
البريطانية ، وخصوصآ وأنهم رأوا أمراءهم السابقين (السعدون ) متمسكين بكبرياء
وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم
البلاد ، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919 ....
(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)
المصدر : إمارة المنتفق . وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الاقليمية / د . حميد حمد السعدون
[عدل] المصادر:
1- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية – للنبهاني.
2- إمارة المنتفق . وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الاقليمية / د . حميد حمد السعدون.
3- تاريخ امراء المدينة المنورة- د. عارف عبدالغني.
4- القبائل والبيوتات العراقية الهاشمية في العراق- للشيخ يونس إبراهيم السامرائي.
5- تاريخ العراق بين احتلالين- للمحامي عباس العزاوي .
6- قاموس تراجم الأعلام – خير الدين الزركلي.
7- الاسرة الحاكمة في العراق- د. عبدالسلام رؤوف.
8- ذكرى السعدون-الشيخ علي الشرقي.
9- كتاب أركان الباديه- الكريدي.
10-تاريخ إيران السياسي- السيد مصطفى طبطبائي.
11- عنوان المجد في أحوال بغداد وبصرة ونجد- السيد إبراهيم فصيح الحيدري.
12- المس بيل ، فصول من تاريخ العراق القريب ، ترجمة : جعفر الخياط ، ( بيروت – 1971م ).
13- ارلند تي ويلسون ، بلاد مابين النهرين بين ولأين ، ترجمة : فؤاد جميل.
14- ( إمارة عنيزة وإمارة الجناح ).. علاقة سلم ، أم علاقة سلاح ,
المفضلات