الهمسةُ الأولى : أيُّها الطالبُ العزيزُ الكريم .. أُولى هذهِ الكلِمات ، وفي مُقدِّمة هذهِ الهمسات لا أجدُ أفضل من أوصي بهِ نفسي وإياكَ بـ " تقوى الله تعالى " ، " ومن يتَّقِ الله يجعلَّ لهُ مخرجاً " ، " ومن يتَّقِ الله يجعلَّ لهُ من أمرهِ يُسراً " ، " ولقد وصَّينا الذين أوتوا الكتابَ من قبلِكم وإياكم أنِ اِتَّقوا الله " ، فبالتقوى تسهُل الأمورُ وتتيسَّر ، وتنفرجُ الضوائقُ ولا تتعسَّر .
الهمسةُ الثانية : اِعلم - رعاكَ الله – أن العِلمَ بالتعلُّم ، والتفوُّقَ بالجِدَّ والاِجتهاد ، والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة ، والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب .. والاِستعدادَ الجيِّدَ قبل الامتحان من أهمِ ما يُساعِدُكَ على بُلوغِ ذلك ، فمن زرَعَ البذلَ والعطاء حصَدَ النجاحَ والتفوُّق – بإذنِ الله –
الهمسةُ الثالثة : اِبدأ المُذاكرةً والاِستعداد للاِمتحان مستعيناً بالله وحده ، ودع عنكَ كلِمةَ " سوف " فإنها سبَبٌ لِفشلِ الناجحينَ إن تمكَّنت منهم ، واحرِص على فتراتٍ من الراحة ، وتجنَّبَ السهرَ وكثرةَ الإرهاقِ فإنهم يُؤذيانِك ..
الهمسةُ الرابعة : اِعلم أن التوفيقَ من عندِ الله ، والنجاحِ بيدِهِ سبحانهُ وحده ، فأكثر من طلبِهِ ذلك .. وتعرَّف إليهِ في الرخاءِ واليُسر يعرِفُكَ سبحانهُ عندَ الشِّدة والضيق .. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } .
الهمسةُ الخامسة : تجنَّبِ القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ الوساوِس ، وعليكَ بالإكثارِ من ذكرِ الله فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك " الذينَ آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكرِ الله ، ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوب " ..
الهمسةُ السادسة : قبلَ أن تُجاوبَ على الأسئلة .. تأنَّ في قراءتها ، فالتأنِّي من الله ، وابدأ بالأسهلِ منها ، " واذكر ربَّكَ إذا نسيت " ، وإذا استصعبَ عليكَ سُؤالٌ فاستغفِرِ الله كثيراً ، وردِّد : ( اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعلُ الحزنَ إن شئت سهلاً ) ، وقد كان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا استغلق عليه فهْمُ شيءٍ يقول : يا معلّم إبراهيم علِّمني ويا مُفهِّم سليمانَ فهِّمني .
الهمسةُ السابعة : الغشُّ ظاهرةٌ سلبيّة ، وفعلٌ سيِّء ، ومن أسبابهِ : ضعفُ الإيمانِ وغيابُ التربية ، وعلاجُهُ : تذكُّر الوعيدِ الذي ورَدَ في ذلك : ( من غشَّ فليس منَّا ) ، وآثارُهُ : تبوُّؤ أناسِ ليسوا أهلاً ؛ لمناصبَ ووظائفَ خطيرة ، فينتُجُ عندَ ذلكَ جيلُ هشٌ ضائع ، ولسنا بحاجة إلى أجسادٍ فارغةٍ من العقول والله المستعان .. كما أنهُ يجبُ على من رأى من يغشُّ أمامه أن يُنكِر ذلكَ عليه " من رأى منكم مُنكراً فلْيُغيِّرهُ بيَدِه ، فإن لم يستطِع فبِلِسانه ، فإن لم يستطع فبِقَلْبِه ... " .
الهمسةُ الثامنة : أحذِّرُ الشبابَ والفتيات من لصوصِ الامتحانات " رفقاءِ السوء الكُسالى " الذينَ يُفسدونَ في هذهِ الأيام ما يُصلِحهُ المُربُّونَ في شهرٍ أو أكثر ، فإنهم يصطادونَ في مثلِ هذهِ الظروف ، سواءً كانوا من أربابِ المخدرات أو من أربابِ الشهواتِ والفساد .
لا تصحبِ الكسلانَ في حالاته *** كم صالح بفسادِ آخر يفسُدُالهمسةُ التاسِعة : قال تعالى : [ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ] ، فنجاحُ الدنيا مرتبِطٌ بنجاحِ الآخرة ، بل من سعا إلى طاعةِ ربِّهِ وفلاحِ آخرته أتتهُ الدنيا وهيَ راغمة .
عدوى البليد إلى الجليد سريعةٌ *** كالجمرِ يُوضعُ في الرماد فيجمُدُ
الهمسةُ العاشرة : أخيراً .. (... وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) ، فارضَ بما يُقدِّرُهُ اللهُ ويكتُبُه ، والعاقلُ اللبيبُ هوَ الذي يستفيدُ من تجارُبِه
منقول للفائده
المفضلات