الرمال
إذا أمسكت بها بيدٍ مرتخية ومنبسطة ستظل بين يديك
و إذا قبضت يدك وضغطت عليها

بشدة لتحافظ عليها
سالت من بين أصابعك
وقد يبقى منها شيء في يدك و لكنك ستفقد معظمها !!

والعلاقات الإنسانية كذلك..
فإذا أمسكتها دون إحكام محافظاً على احترام الآخر
وحريته فغالباً ما تستمر العلاقة كما هي
ولكن إذا أحكمت قبضتك على العلاقة رغبة في التملك
فإن العلاقة ستأخذ في التلاشي إلى أن تفقدها نهائياً

عندما تصاب بأي جرح عاطفي يبدأ الجسم في القيام بعملية طبيعية
كالتي يقوم بها لعلاج الجرح البدني

فدع العملية تحدث وثق أن الله سيشفيك مما أصابك
وثق أن الألم سيزول
وعندما يزول ستكون أقوى و أسعد و أكثر إدراكاً ووعياً

بعد فترة
ستدرك الفارق الدقيق بين الإمساك بيد و تقييد الروح
وستدرك
أن الحب لا يعني مجرد الميل
والصحبة لا تعني الأمان
و الكلمات ليست عقوداً
و الهدايا ليست وعوداً

ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوعه وعينين مفتوحتين
وصلابة تليق بالكبار وليس بحزن الأطفال
ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم
لأن أرضية الغد غير مستقرة تماماً لبناء خططك عليها
ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس
قد تحرق إذا تعرضت لها طويلاً


ولذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك
بدلاً من أن تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود
وستعرف أن بإمكانك حقاً أن تتحمل وأنك بحق أقوى
وأنك بحق شخص ذو قيمة ..
ستعرف و تعرف وتعرف
مع كل وداع ستتعلم ،،

الحب الحقيقي لغيرنا يعني أن لا نشترط فيه أية شروط
كما أنه يعني القبول الكامل بل والاحتفاء بشخصيته كما هي

البعض يدخلون حياتنا ويخرجون منها سريعاً
والبعض الآخر يعايشنا لفترة تاركاً بصماته في قلوبنا
فالناس جميعاً لم و لن يكونوا شيئاً واحداً أبداً

إذا قضيت وقتك في الحكم على أفعال الناس
فلن تجد وقتاً لتحبهم وتعرفهم



تقبلوا فائق تحياتي