[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







أظن هذا المقال سيرى الرواج جيد فلنذهب معاً الى غرف و بيوت وأسطحة المجتمع
العنكبوتي أليس كغيره من المجتمعات..؟
سأدخل المجتمع العنكبوتي من الباب وليس من النافذة لأن مقاصدي شريفة و النوايا
نقية ولست أبحث لقلمي عن ثقب بحجم بيت النملة ليختفي فيه بل أبحث عن فوهة
البركان ليشتعل الشيب في رأس قلمي عله يهاجر عن ذا المجتمع.

البداية منذ أربع سنوات حيث قررت أن أعتزل من حولي من الناس فهاجرت الى ذا المجتمع
الذي قيل عنه قرية كونية صغيرة ومن عالم الأحرار انتقلت الى عالم الدرهم والدينار ..
ساورتني شكوك حول نموذج شخصيتي فهل بخطوتها تلك رسمت ملامح العقلانية أم هي
خطوة نحو الأمراض النفسانية..!!
تقول لي احداهن أنني مصابة بالأمراض النفسانية وعندما طلبت البرهان على الكلام برهنت
بالذي لا تقبله عقول الأصحاء فمابالك بمن ابتليت بالأمراض..!!

اتابع جولتي بين عالم المجتمع العنكبوتي لأجد هناك وعلى بُعدِ أمتار خلايا لأفكار تدعى
ليبرالية و أخرى علمانية وأخرى ديمقراطية .
ولجت في خلية الليبرالية فما وجدت فيها إلا دعوة للخمور و معاشرة النساء ..!!
ثم ولجت في خلية العلمانية فما وجدت فيها الا دعوة للانحلال و الاختلاط ...!
و لجت الى خلية الديمقراطية فوجدت حناجر وأبواق و تسلط ودماء ...!

أتابع جولتي بين عالم المجتمع العنكبوتي و على الجهة المقابلة وجدت خلايا داعية
للجهاد و أخرى داعية للدين وأخرى داعية للعلم لكني وجدت أنها خلايا خالية لا يزورها
فرد إلا في السنة مرة ، مرة في عيد الفطر ومرة في عيد الأضحى و أخر مرة لدى
العدوان على غزة .

قررت أخيراً الالتحاق بخلية النساء فعرفت منهن اشكالاً وألواناً و اصنافاً و الخلية كانت
تذكرني بالأفلام المصرية في العقد السادس من القرن المنصرم ...أجواء وردية و حمائم
سلام نقية و أفواه وأرانب و فكر وشخصيات منها ماتطابق واقعاً ومنها ماحدث التنافر
بين الافتراض والواقع كما يحدث التنافر بين القطب السالب و الموجب ..

المضحك في الأمر أني عرفت فتاة لا يزال عمرها عشرون وبضع سنوات منذ أربعة سنوات
يبدو أن آلة الزمن لا تلعب لعبتها القدرية مع النسوة الانترنتية وحينما سألتني هل تعرفين
نساءً في العالم العنكبوتي أجبتها وهل تعرفين رجالاً أيضاً أقسمت أنها لا تعرف سوى البنات
وتختار الفاضلات من الحريم العنكبوتيات و الجميل في الأمر أنني وقعت في براثن انثى
تتحدث مع جميع من أقوم بالتحدث اليهم في المجتمع العنكبوتي ..

في خلية اخرى للنساء وجدتها عامرة بالمواضيع و الفكر الحر و القلم المنير فـ/ ولجت خليتهم
على أمل ايجاد مادة لفكري فصادفت أحاديث الجهاد و افغانستان و مايحدث في العراق
فلسطين ولبنان فقررت الإقامة بينهم حيث شعرت ( ولعل شعوري خاطئ ) أني صاحبة مبدأ
مثلهن لكن في نهاية المطاف أتى من اكتشفني على حقيقتي و أظهرني بأني بلا مبادئ
وقيم و دين بل لعل من كشف حقيقتي كانوا يخشون أن أكشف حقائقهم كتلك الأنثى التي
حدثتكم عنها منذ هنيهة ..

وأخيراً افكر حقيقة في تقديم أوراق هجرتي من المجتمع العنكبوتي فأنا لا أريد صداقة عنكبوتية و لا اريد نساء عنكبوتيات ولا فكر عنكبوتي ..
أريد عالمي الحقيقي الذي منه ولدت وفيه أعيش و عنه انقطعت ..
لا أريد أن أكون كاتبة ولا مفكرة و لا أديبة أريد أن أعيش حياتي بكل مافيها
من سواد وبياض ورماديات ..فلا شيء وجدته في المجتمع العنكبوتي يستحق مني البقاء
كل شيء في هذا المجتمع ( لقافة وهياط ) خالياً من اكسير الحياة وما الوقت الذي ينقضي
إلا قطع لصلة رحم و عن الأهل وعن بلدي و مدينتي ..
إنه مجتمع قد تقول مايحلو لك و ماشئت وكيفما شئت ولكنه مجتمع تفقد فيه نفسك وربما
عقلك ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]