[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]




ديماغوجية - ديماغوجي
و مفردة من أصل يوناني تعني ( قائد الشعب)
يعتبر أفلاطون أول من استخدم هذا المصطلح عندما أطلقه على قادة
النظام الديمقراطي في أثينا حينما انتصرت فيها الديمقراطية.
ونظراً لانتماء افلاطون لطبقة استقراطية تعده بتولي المناصب الهامة
و خاصة السياسية فإن انتصار الديمقراطية قد سبب له حرمان من تلك المناصب
وبالتالي ساعدت في القضاء على تطلعاته السياسية فنشأ لديه عامل الاحتقار
لقادة الديمقراطية و الذين وصفهم بـ الديماغوجيين.


بينما يرى بعض المفكرين أن الهجوم الذي شنه أفلاطون على النظام الديمقراطي
يعود لملاحظته الفعلية لتجربة الحكم الديمقراطي في أثينا وأن عدم قناعته بذلك
النظام ناشئ من أسباب موضوعية و ليست شخصية، وقد أكد افلاطون في خطاباته
بأن جميع الأنظمة فاسدة بلا استثناء بدلالة قوله :
إن الشعب في مجموعه جاهل وأنه لذلك يكون عرضة للتأثر الشديد بالخطب
المنمقة والعبارات الرنانة التي يستخدمها قادته ومن ثم فهو يشكل آراءه ويتخذ قراراته ويصدر أحكامه متأثراً بما تقوده إليه انفعالاته لا بما يمليه عليه العقل.

من هذا التحليل جاء الاستخدام المعاصر لـ مصطلح الديماغوجية التي تستخدم
في إثارة عواطف الناس واللعب بمشاعرهم وليس عن طريق الحوار العقلاني
والديماغوجي : هو شخص استطاع الوصول الى السلطة عن طريق الخطابات
المنمقة والرنانة والمهارة الخطابية الإنشائية متحكماً بانفعالات من يستمع إليه
فيصار الى توجيههم إلى الاتجاه المراد والمطلوب.

كثيرة الدراسات التي وضعت في معنى الديماغوجية و الديماغوجيين فمنها من
رأت أن الديماغوجي يتصف بالكاريزماتية والقيادية ، ذو ثقة قوية بنفسه وانه
قادر على الرؤية المستقبلية فيقوم بدعوة الشعب للتكتل وراءه لمحاربة قوى
الطغيان ... .
و أوضحت الدراسات بأن الديماغوجي لا يهتم إلا بالوصول الى السلطة وفي
حال تمكنه من التسلط على جهاز السلطة يسير بشعبه نحو عواقب وخيمة لا
تحقق مصالح الشعب بل مصالحه الشخصية .


من جهة أخرى أوضح علماء الدين بأن هذا النهج ( الديماغوجي ) مخالف للعقيدة الاسلامية من حيث :
- طلب السلطة وهذا غير جائز في العقيدة الاسلامية ولا ينبغي لمسلم أن يسعى
وراء السلطة .
- يرون أن اتباع هذا النظام يعتمدون على خداع الآخرين وهذا إثم لا ينبغي
أن يسير فيه أي مسلم .
- كما يرون أن الديماغوجي فقير المواهب عليم اللسان وهو غير مستعد للعمل
و الانتاج وهذا مانهى عنه الاسلام قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
-ومن ثم يرون مدى استعداده لتحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عن
مصالح الشعوب من خلال تبني سياسات ذات عواقب رديئة.



أخيراً ...
وبعد تلك المقارنة التي أتى بها العلماء بين الديماغوجية وموقف الاسلام
منها نرى أن ما يحدث في عالمنا الاسلامي ماهو الا صورة حقيقية للديماغوجية
فمعظم حكامنا طلاب سلطة لا اكثر ، في حين تبنوا فكر غريب عن قيمنا وديننا
كالاشتراكية و الديمقراطية والعلمانية مما أدى لانعكاس ذلك بمزيد من الفقر
و الاضطهاد وانتشار المعتقلات و الانهيار و النكسات والفقر والذل
و خيبة الآمال ... الخ

[/align][/cell][/table1][/align]