[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
لم يشغلني شاغل في الآونة المنصرمة سوى الاصغاء لما تبوح به أقلام الكتاب
على اختلاف مشاربهم و مللهم وجنسياتهم و مستويات تفكيرهم ...
ذلك الاصغاء كلفني من الوقت الكثير ومن الجهد الاكثر ومن الصداع الاكثر اكثر..
فخلصت نهايةً إلى نتيجة أننا اختلفنا في كل الأمور إلا أمر واحد اتفقنا عليه
و هو جلد الأمة بسياط القلم و عصا الكلمة على اعتبار أن الأمة العربية ليست
سوى كائن يغري على الجلد والشتم وصلنا لمرحلة البحث عمن يستطيع ابتكار
أجمل موضوع ومقال وقصيدة وخاطرة في جلد الأمة.
فكانت كل الساحات بلا استثناء على امتداد الشبكة العنكبوتية تصولها جلسات
أشبه بمبارزة الثيران حيث كلاً من الهجائين و البكائين يحاول استعراض مقدراته
الأدبية و الإبداعية والبلاغية في الجلد و الشتم و السب .
حتى وصلت لدرب أشبه بضبابي الرؤيا فلم تعد تجلجل في أفكاري سوى أصوات
السوط القادم من ساحات المبارزة ، في حين اقتنعت بأن أمتي الاسلامية العربية
هي الأمة الوحيدة التي تلقت الجلد من أبناءها على هذا الشكل المثير للاستغراب
المثير للشفقة ، فحقيقة لم أعهد في ثقافات الأمم الأخرى هكذا جلد بهكذا سوط
وبهكذا كره ..وكأن من نجلدها ليست أمتنا وليست شرفنا وكرامتنا وهويتنا...!!
ومما تفتقت به عقول الكتاب في العالم الافتراضي ككل بأن توصلوا جميعهم الى اتفاق
موحد وهو أن الأمة العربية الاسلامية أمة قمقمائية لا تستحق المكوث سوى في
مزبلة التاريخ و الحاضر و المستقبل ...!!
ناسين بالوقت نفسه أن ماينعتون به الأمة له فضل عليهم بأن أصبحوا كتاب لـ يهجوها.
أثار حفيظة قلمي و اخرجني عن ديناميكية البروفايل الخاص بي نعوت لم أكن اتصور
أن اقرأها في مجالس النشر الالكتروني ..
منها وسأختصر وأوجز ( أمة الضجيج - أمة مصابة بالعصاب النفسي - أمة ذات شعارات
أمة الغيبوبة الكبرى - جرذان الأمم ... الخ ) من تلك النعوت التي لم يخترعها كاتب
أو متفلسف غربي في أمته ..
قاموس الجلد هذا و الشتم لن ينتهي ولن ينتهي اذ طالما هناك أقزام الحروف تجول
بين افكارنا و قيمنا ومبادئنا وتحط من شأن أمتنا ، لكني حفاظاً على مشاعر القارئ
اختصرتها الى الحدود المعقولة دون المرور بماتحتوي جعبتي من مفردات شتم وجلد.
يعلل البعض من المهتمين بشأن هذه الأمة بأن مايطفو على السطح حالياً هو
( ثقافة الجلد و الشتم ) أقلام وظفت في هذا الأمر دونما ايراد اي شيء نعتز به
ولو كان ماضياً أو تاريخياً ..فهل لتلك الثقافة العقيمة إنجاب فجر جديد ..!!
أظن الجواب صعب بل مستحيل بسبب سيطرة هؤلاء الجالسين وراء شاشاتهم
و لوحات مفاتيحهم يركبون الحروف على ماتهوى نفوسهم ومايجعل حروفهم مقروءة
من قبل العالم والجاهل و الحساس و بليد الاحساس و الثوري و الخائن و الوطني
و بائع العهر في قوالب انموذجية فينثرها على جسد الأمة دون رادع ولا وازع
أسفاه .. وأسفاه ... على أمة الاسلام بعد قيادة الامم قادتها النعام
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات