السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الاستماع إلى أشرطة بعض المشايخ في القصائد الزهدية حيث يغلب عليها المؤثرات الصوتية والكورال .
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
الحث على الزهد في الدنيا له اصل في الشرع ، وهو غير ما يَفهمه بعض الناس من ترك ما أحلّه الله وأباحه لعباده ، ولكنه ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة ، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية .
فليس من الزهد ترك أكل الطيبات ، ولا لبس الجميل .
فإن سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام – محمد عليه الصلاة والسلام - لم يُعرض عليه طعام أو لباس وتَرَكه تزهّداً ، وهو عليه الصلاة والسلام الأسوة والقدوة .
فلم يكن عليه الصلاة والسلام يتكلّف ضد حاله ، فلا يطلب معدوما ولا يردّ موجوداً إلا أن يكون لا يشتهيه أصلا .
وأما بالنسبة للقصائد الزهدية فالقصد منها أصلاً ترغيب القلوب في الدار الآخرة ، والحثّ على عدم التعلّق بالدنيا
أما أن تُصحب بمؤثِّرات صوتية وغيرها فقد أصبح القصد منها السماع وحده ، أو السماع والتلذّذ بالصوت الحسن .
ولا يجوز استعمال مؤثِّرات صوتية في القصائد والأناشيد ، أعني المؤثِّرات التي تُعطي نغمات موسيقية ، كجهاز " السامبلر " وغيره .
والله أعلم .
المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية
ملحق (4) فتوى أخرى للشيخ عبد الرحمن السحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س/ما حكم استخدام الأصوات البشرية في الأناشيد كخلفية لصوت المنشد ، وهي تشبه إلى حد بعيد صوت الموسيقى ، وأحيانا لا تستطيع التمييز بينها وبين الموسيقى ؟؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المؤثِّرات كـ ( السامبلر ) وغيره من الآلات التي تُصدر أصواتا موسيقية يُزعم أنها كالأصوات البشرية أو كالأصوات الطبيعية ، فهذا هو عين صنيع اليهود ! الذين حُرِّمتْ عليهم أشياء فتحايلوا عليها
وقد جاء التحذير من صنيعهم وأخلاقهم ، وتكرر كثيراً في القرآن ، بل وفي السنة .
وهذه المؤثِّرات لا يجوز استعمالها في الأناشيد ولا في غيرها .
والله أعلم
المصدر: شبكة المشكاة
ملحق (5) فتوى الشيخ عصام الحميدان
حُكم الأناشيد بالمؤثرات الصوتية
كتبه / د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعـــد
للجواب عن هذه القضية جانبان شرعيّ ، وتربويّ :
أولاً : الجانب الشرعي :
إن الاستماع إلى الآلات الموسيقية عدّه جمهور علماء السلف الصالح من اللهو المنهي عنه بقوله تعالى ) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) ( لقمان:6 ) ، وقوله صلى الله عليه وسلّم " كل لهوٍ يلهو به الرجل فهو باطل إلا ثلاثة ... " رواه
وبأقوال وردت عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
وعارضهم آخرون من القدماء والمحدثين بأن اللهو المنهي عنه ما كان يصدّ عن سبيل الله بنصّ الآية ، وبأن الأصل في الأشياء الإباحة ، وبما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى غناء جوارٍ – وهما تضربان بالدفّ - في مناسبة(1) ، وبأن امرأةً نذرت أن تضرب بالدفّ في فرح ، فأمرها بالوفاء بنذرها(2) ، وبما ورد أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كان يستمع للغناء بالآلات الموجودة آنذاك .
ولكلٍّ من أنصار الفريقين ردود ومناقشات للقول الآخر ، وترجيحات قابلة للنظر .
ومن هنا يتبين أن مسألة الاستماع للغناء واللهو من مسائل الفروع المختلف فيها ، والتي لا تدخل في مسائل الإجماع المتفق عليها .
ويتفق الفريقان على أن الغناء يصبح حراماً إذا استخدم في الصدّ عن سبيل الله ، أو الاستهزاء بآيات الله ، أو شرعه ، أو المؤمنين ، أو يتضمن الفحش والفجور ، والدعوة للدعارة ، أو الاختلاط بين الرجال والنساء ، أو صور الفاتنات ، أو الرقص المختلط ، أو الاستماع للمرأة جميلة الصوت من قبل الرجال بألفاظ الغزل .
بقي أن نعرف هل سبب التحريم في الغناء هو الصوت الحسن ، أم الكلام ، أم الآلة المستعملة .
الحقيقة أن الصوت الحسن لا يستطيع أحدٌ تحريمه ، لأنه هبةٌ من الله تعالى ، ومأمور بإظهاره في بعض الحالات كالتغني بالقرآن الكريم ، فإذا اقترن به ما يمنع منه كأن يستخدم في الفحش أو الفتنة ، كقوله تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) فيحرم حينئذ .
وهذا الاقتران لا يختصّ بالصوت وحده ، بل يشمل كل تصرفٍ إنساني ، كالمشي ، والإشارة باليد أو بالعين ، وغير ذلك ، فالأصل في هذه الأشياء الإباحة ، وتجب في حالات وتحرم في أخرى .
فثبت أن الصوت الحسن لا يحرم لذاته ، وقد كان أنجشة يحدو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، أي يتغنى ببعض الكلام ، ولم ينكر عليه .
والحقيقة الثانية أن الكلام المنظوم لا يستطيع أحدٌ تحريمه لذاته؛ لأنه شعر ، والشعر كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره ، بل كان يأمر به أحياناً كما كان يأمر حسان بالشعر ، وحتى الشعر الغزلي كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، كقول كعب رضي الله عنه : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من الغزل العفيف .
ولكن الشعر يحرم إذا استخدم فيما نهى الله عنه ، كالصوت تماماً ، فثبت أن الكلام المنظوم لا يحرم لذاته .
وبقي القول في الآلات الموسيقية .
وهنا نجد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواه البخاري عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه .
فقرن المعازف بالخمر والزنا المجمع على تحريمهما ، وأكّد ذلك بقوله " يستحلُّون " مما يدلّ على سبق التحريم .
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع صوت زمارة فوضع أصبعيه في أذنيه ، وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راعٍ فصنع مثل هذا . رواه الإمام أحمد وأبوداود بسندٍ حسن ( نزهة الأسماع في مسألة السَّماع لابن رجب الحنبلي بتحقيق محمود الحداد : صفحة 51 ).
( انظر أدلة التحريم وترجيحها على أدلة المخالفين في : حكم ممارسة الفنّ في الشريعة الإسلامية لصالح الغزالي : 187 ، وهي رسالة علمية للماجستير أشرف عليها د. عابد السفياني وناقشها د. صالح بن عبدالله بن حميد ود. سليمان التويجري ، وأجيزت بتقدير " ممتاز " )
ونظراً لأن التحريم لا يمكن أن يتوجه إلى الصوت أو الكلام ؛ لما ذكرته سابقاً ، فيبقى التحريم منصباً في هذا الحديث وغيره على ذات المعازف ، وهي الآلات الموسيقية .
فمتى صاحب الأغنية آلات موسيقية حرمت ، وإن لم تصحبها آلات فهي كلام ، قد يحلّ وقد يحرم بحسب ما يتضمنه ، وما يقترن به مما ذكرته آنفاً .
مع العلم أن بعض العلماء ذكر مبررات أخرى لتحريم الغناء غير هذه ، لكنها لا تنهض للمناقشة .
بعد هذه المقدمة - التي أراها ضرورية – عن حكم الأغاني ، يتساءل القارئ : ما علاقة هذا الشرح بالأناشيد الإسلامية المصحوبة بالمؤثرات الصوتية ؟
أقول : إن العلاقة قوية جداً ، بل لعل بعض القراء فهموا الجواب مما تقدم ، ومن لم يتضح له الجواب أزيد فأقول :
لا شك أن الأناشيد الإسلامية لا يمكن القول بتحريمها إذا خلت عن المؤثرات الصوتية الشبيهة بالموسيقى ؛ لأنها كلامٌ حسن مؤدَّى بتنغيم ، وهو جائز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع لمثله أحياناً ، ولا ينكره ، ولكنه بلا شك ليس خيراً من ا لاستماع للقرآن الكريم ، وليس بديلاً عنه ،إلا أنه – الاستماع للأناشيد الإسلامية - يفيد في الترويح عن النفس ، وشحذ الهمم للطاعات .
فإن صاحبت المؤثرات الصوتية الشبيهة بالموسيقى هذه الأناشيد الإسلامية ، حرمت هذه الأناشيد ؛ لما تقدم من تحريم المعازف .
فإن كانت هذه المؤثرات ليست شبيهة بالموسيقى ، ولا يحصل بها الترنُّم ، كأصوات السيارات، وسقوط الأشياء ، وكسر الزجاج ، فلا مانع منها .
وأما الدفّ فالخلاف فيه معروف ، وحكم المؤثرات الصوتية الشبيهة بصوته كحكمه سواء بسواء .
ثانياً : الجانب التربوي :
يجب أن يتساءل الشابّ قبل أن يستمع للأناشيد المصحوبة بالمؤثرات الصوتية الشبيهة بالموسيقى بينه وبين نفسه :
* هل هذه الأناشيد والاستماع إليها بكثرة يزيد الإيمان أو ينقصه ؟ وهل كان قبل استماعه إليها أكثر إقبالاً على العبادة ، أم الآن ؟ أم لم يتغير ؟
* هل يحسّ إذا استمع إليها برغبة أن يهزّ رأسه ويحرِّك يديه تجاوباً مع أنغامها ؟ أو هو يفعل ذلك أصلاً .
* هل كمية استماعه للقرآن الكريم ككمية استماعه للأناشيد ؟
* هل هذه الأناشيد تزيد من حماسه للطاعات ، وتزوِّده بمفاهيم إسلامية ، أم هي للتسلية فقط دون فائدة تذكر ؟
* هل لدى الشابّ قناعة كافية بحل هذه الأناشيد ، أم فيها شبهة تستوجب الحذر منها ؟
أرجو من كل شابٍّ يستمع لهذه الأناشيد أن يجيب على هذه التساؤلات ، إضافة للاطلاع على الحكم الشرعي فيها .
تعقيبان قد يثيرهما بعض الشباب :
الأول : هذه المؤثرات ليست معازف ، بل هي أصوات بشرية أو صناعية ، يتحكّم فيها عن طريق الكمبيوتر .
الجواب: العبرة في تحريم المعازف هو الاستماع لها ، ووصول صوتها إلى أذنيه ؛ لأن المعازف وسيلة للعزف ، وإنما يستفيد المستمع من الاستماع إليها والترنُّم بصوتها ، لا من النظر إليها ، ومعرفة نوعها .
ألا ترى أن الناس يترنمون بتشغيل المسجِّل والاستماع له ، وهم لا يعرفون نوع الآلات المستخدمة . بل لو شغَّلت مسجِّلاً بمؤثرات صوتية على وزن الموسيقى لم يفرق الناس بينها وبين صوت الآلات الموسيقية .
فإذا كان التحريم معلقاً على الاستماع ، فمتى حصل هذا الاستماع – سواء كان بآلة موسيقية ، أو بكمبيوتر ، أو بغيرهما – وُجِد التحريم ، وإن كان أصل الصوت بشرياً ، ثم عدِّل وغيِّر وخضع للتحكُّم .
بل حتى الصوت البشري المجرَّد الخالي من التغيير إن خشي منه الفتنة يمنع منه سداً للذريعة ، كما قلت في استماع الرجال للمرأة جميلة الصوت .
وبذا يتضح تحريم الاستماع للمؤثرات الصوتية الشبيهة بالموسيقى ، سواء أدخلت مع الأناشيد الإسلامية ، أو كانت خلفيات صوتية لكلامٍ عاديّ ، أو لم تدخل مع أحدهما .
الثاني : إذا حرَّمنا هذا النوع من الأناشيد على المتديِّنين فلا بدّ أن نستثني المنشدين من التحريم؛ لأنهم يُنشِدون لغير المتديِّنين فيريدون أن يؤلفوا قلوبهم على الدين ، ويتدرَّجوا بهم من سماع الأغاني إلى سماع الأناشيد بالمؤثرات ثم سماع الأناشيد بغير مؤثرات .
الجواب : إذا كان الغرض من النشيد ما ذُكِر فلا مانع من إنشاده ولو كان أصله محرَّماً ، كالخمر والنبيذ يتدرَّج فيهما مع المدمِن حتى يتركهما بالكلية ، ولا يؤثر هذا على أصل الحكم ، ولكن ينبغي أن ينتبه إلى أن هذه حالة خاصة تقدَّر بقدرها فلا تستعمل فيما يزيد على ذلك ، وينبغي أن ينتبه إلى أن التائبين ليسوا على مستوى واحد في قوة الإقبال على الله ،فربما كان بعضهم يناسبه أن ينسى الأغاني والنشيد والشعر كله ، وينشغل بالقرآن الكريم ، وعنده قوةٌ على ذلك .
وربما كان بعضهم متعلِّقاً بالأغاني لا يستطيع تركها فجأة ، فينظر في وضعه بحسب ما يضمن له بإذن الله الثبات .
هذا ما تيسَّر لديّ ، والله الميسِّر لكل الأمور ، وهو الهادي إلى سواء السبيل ، والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ،وصلى الله وسلم على خير خلقه ، ومصطفى رسله ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ،،،،،
ملحق (6) فتوى الشيخ صالح السلطان
فتوى الشيخ صالح السلطان في برنامج الجواب الكافي في قناة المجد
المتصلة :
أنا اتصلت في الحلقة الماضية وسألت لكنكم لم تجيبوني ما حكم إيقاعات الكمبيوتر المصاحبة للأناشيد الإسلامية والتي تباع في التسجيلات الإسلامية وهي جداً وصلت إلى حد الموسيقى السؤال الثاني الآهات انتشرت جداً في أشرطة على الانترنيت وأنا حقيقة لا أهتم بسماعها لكن انتشرت جداً في مجتمعاتنا فأرجوا أن تقدموا النصح لمن يهمه ذلك
الدكتور صالح :
أنا أقول هذا يرجع إلى نوع الإيقاع إذا كان الإيقاع شبه بالأدوات الموسيقية شبه كبير بحيث أن من سمعه لا يفرق بينه ويبن الأدوات الموسيقية فإن الشبه يأخذ حكم الشبيه ونظيره أما إذا كان وجه الشبه فيه يسير ولا يمكن لمن سمعه أن هذه أداة موسيقية فالأصل الجواز
المصدر:
ملحق (6) فتوى الشيخ مصطفى مخدوم
س/ ما حكم الاستماع للأناشيد التي يستعمل معها الدف، ولكن صوته معالج بالتقنيات الحاسوبية بحيث يكون صوته بعد المعالجة يشبه صوت الطبل وغيره من الآلات الموسيقية ولا يبقى على صوته الأصلي المعروف؟ فهل يباح الاستماع إليه تمسكا بأنه في الأصل صوت دف، وأنه بديل عن الغناء المحرم ؟
ج/
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الظاهر من الأدلة وكلام الفقهاء عدم جواز الاستماع لهذه الأناشيد بالصورة المذكورة، وذلك لأمور :
1- ما ذكره بعض الفقهاء من أن الأحكام الشرعية متعلقة بحقائق الأعيان، فإذا تغيرت هذه الحقائق تغيرت الأحكام معها، والأعيان التي تستحيل من صفة إلى صفة تكتسب حكم الصفة المستحيلة إليها .
والصوت في مسألتنا بعد المعالجة تبدلت حقيقته وتغير اسمه ووصفه فلا تتناوله نصوص إباحة الدف ، وإنما تتناوله نصوص النهي عن المعازف ، ولو سئل شخص عن هذا الصوت المسموع - وهو يجهل أصله - لنفى كونه صوت دف .
2- التخريج على مسألة الماء الطهور إذا وقعت فيه نجاسة فغيرت أحد أوصافه فإنه يسلبه الطهورية ولا يجوز التطهر به بالإجماع كما حكاه ابن المنذر وغيره ، ولا ينظر هنا إلى أصله الطاهر فكذلك في مسألتنا .
3- التخريج على استحالة الأعيان الطاهرة إلى نجسة فإنها تكون نجسة كالطعام الطاهر يأكله الإنسان ثم يتحول في الجوف إلى قيء أو دم أو بول أو عذرة فلا يقال بطهارتها نظرا للأصل ، وهكذا كثير من الأعيان النجسة هي مستحيلة عن أعيان طاهرة .
4- أن العبرة في الشرع بالظاهر وليس بالأصل ، فإذا كان ظاهره يشبه المحرم فهو محرم ولا عبرة بكونه مباحاً في الأصل .
5- أن الأصل في المعازف المنع إلا ما دلّ الدليل على جوازه .
أما التعلق بأنه صوت دف في الأصل فلا يصح لأن هذا المسموع ليس صوت دف ، وإنما كان صوت دف قبل المعالجة الصوتية ، والعبرة بالمسميات لا بالأسماء ، وبالحقائق لا الشكليات .
والخمر التي حرمها الله تعالى كانت في حالتها الأولى شراباً مباحاً ولكن بعد التغير والتخمر صارت محرمة .
وكثير من المواد الكيميائية وأنواع الصابون والدواء والمعاجين والمساحيق هي في الأصل مواد سمّية وضارة ، فلو نظرنا إلى أصلها السابق لقلنا بتحريم استعمالها ولكنها بعد التركيب والمعالجة تغيرت صفاتها وزالت آثارها فصارت مباحة .
أما القول بأنه يؤدي إلى استغناء الناس به عن الحرام ففيه نظر :
أولا : لأن الاستغناء عن الممنوع إن كان بالممنوع لم يتحقق المقصود .
ثانيـا : لأن المباح فيه غُنية لمن عقل وأراد الله والدار الآخرة ، أما صاحب الشهوة مريض القلب فلا يكفيه الحلال مهما تنوع .
وأخيرا فإن القائمين على إنتاج هذه الأناشيد من خيرة الناس ولا نشكك في مقاصدهم الخيرة ولكن التوسع في المباح أمر مذموم شرعاً، وهو طريق للوقوع في المحرم لأن النفس توّاقة يصيبها الملل ، فلا تصل إلى شيء إلا وطمعت فيما وراءه حتى يقع الإنسان في المحظور، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) فينبغي للعاقل الغيور على دينه أن يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال، ويحرص على التوسط والاعتدال في الأمور كلها فلا يخرج إلى التشدد ولا إلى التساهل، وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه .
والله اعلم ..
د.مصطفى مخدوم
ملحق (7) فتوى الشيخ محمد الحسن الددو:
سؤال عن حكم الغناء و الموسيقى وخاصة التي برمجت في الهواتف النقالة؟
الجواب:
إن الغناء هو ما يطرب له الإنسان من الأصوات و ما برمج في الأجهزة كثير منه غير مطرب لا يطرب الناس أصلا بل هو مزعج في كثير من الأحيان فلا يسمى غناء بذالك وما كان مطربا منه فينبغي للإنسان أن يغيره و أن لا يستعمله فقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن استصحاب الجرس و قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس و لا ***) والأجراس التي لها طنين يشبه صوت المزامير محرمة و لا يحل تعليقها في رقاب البهائم و مثل ذلك كل ما فيه شبه بصوت المزامير.
المصدر: موقع الشيخ الددو
ملحق (7) الفتاوى الشفوية:
قبل وأثناء وبعد بحثي لهذه المسألة كنت أسأل فيها عدداً من أهل العلم أسئلة شفوية وسوف أورد هنا أجوبة المشايخ بالمعنى باختصار:
1. الشيخ يوسف الأحمد: ((فيها شبهة قوية))[45]
2. الشيخ يوسف الشبيلي: ((إذا شابهت الموسيقى بحيث لايمكن التفريق بينهما فهي محرمة وإلا فلا))
3. الشيخ صالح بن حميد: ((الأصل الإباحة ولا دليل على التحريم))
4. الشيخ المفتي عبد العزيز آل الشيخ: ((الأفضل تركها واجتنابها))
5. الشيخ عبد الله بن غديان: ((عليك بالقرآن ودع عنك هذه الأصوات والأمور))
6. الشيخ عبد الله المطلق: ((جائزة، وهي بدائل عن الموسيقى، وقد عرضت علينا في الهيئة الشرعية لقناة المجد- أنا والشيخ ابن منيع والشيخ الحصين والشيخ إبراهيم أبو عباة، والشيخ عبد العزيز المسند- فأجزناها وقد قالوا لنا "لن نستخدم الموسيقى لكن عندنا 600 صوت بغير آلات تغني عن الموسيقى"، وهي ليست مماثلة تماماً للموسيقى فالمتخصصون يدركون الفرق بينهما، وأما غير المتخصص فقد لا يدرك الفرق لكن العبرة بالمتخصصين))
7. الشيخ صالح الفوزان: ((لا تجوز)).
8. الشيخ خالد المصلح: ((لا تجوز وأرى أن استحلالها يدخل في حديث "يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"))
ملحق (8) صورة غلاف أحد الأشرطة التي استخدمت فيها الإيقاعات
[1] قال ابن تيمية: (فمذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام) الفتاوى11/557، وقال ابن رجب في شرح البخاري: (وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى.)
[2] للتوسع في معرفة الأقوال في حكم الغناء بغير آلة راجع "كف الرعاع" لابن حجر الهيتمي، وقد ذُكِرَ عن الإمام أحمد في حكمه ثلاث روايات: الجواز والكراهة والتحريم راجع: المغني ج14ص160، غذاء الألباب ج1ص118.
[3] ذكر هذه القاعدة عدد من أهل العلم منهم: ابن عابدين الحنفي في حاشية البحر الرائق 1/232، والنفراوي المالكي في الفواكه الدواني 1/112، والخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج 3/498، وابن النجار الحنبلي في شرح الكوكب المنير 1/50
[4] لسان العرب مادة (وقع)
[5] القاموس باب العين فصل الواو ص773
[7] أي في اصطلاح أهل الموسيقى.
[8] مفاتيح العلوم للخوارزمي
[9] أجرى منتدى واحات صحاري على الشبكة لقاء مع مهندس الصوت محمد الريمي ، وقد طرحت عليه أسئلة تتعلق بموضوعنا سأنقلها بأجوبتها هنا زيادة في توضيح المسألة:
((3- الأصوات البشرية والتلاعب بها . فهناك من يتلاعب بهالدرجه تصبح شبيه بالموسيقى . ما رأيك بهذا الشيء ؟ وهل يوجد أصوات بشريه لا تصل فيهندستها للموسيقى .!
ج/ الأصوات البشريه والتلاعب بها هذا نوع جيدللتجديد وانا شخصيا استخدم هذه الطرق محاولة في اضافة الجديد وتطوير الفن الاسلاميوالرقي به فرأيي بهذا الشيء كرأي الكثيرين من مهندسي الصوت بأننا نسعى لتطوير الفنالاسلامي لبلوغ الهدف الاساسي للفن الاسلامي وهو اكتساب شريحه من المجتمع ووصلوناإليهم عبر الكلمه الهادفه واللحن الجميل والأداء المتميز ..
الجزء الثاني منسؤالك شوي ملخبط فاذا كان تقصدي بأنه توجد اصوات بشريه تصل في هندستها للموسيقى نعم قد تصل بعض الاصوات البشريه إلى اصوات الموسيقى ولكنها بالاصل صوت بشري طبيعي 100%
4- بالنسبه للآهات كيف يتم التلاعب بها.؟ وكيف نفرقنحن كمستمعين للنشيد بينها وبين الموسيقى؟
ج/ الآهات طريقة التلاعب بهاعده طرق من هذه الطرق هي البلاجنس الحديثه وهناك ايضا طرق تقليديه استخدمها المنشديوسف اسلام لو احد سمع اعماله يلاحظه آهاته مرتبه بشكل جميل جدا بحيث يمتع السامعبعمل آهات مرتبه جدا ومنسقه جدا ولكأنها آلات خاصة البيز (Bass) والهارمونيات الذييقوم بادخالها بصوته وبصوت المشاركين معاه فاحيانا المؤدي يكون لديه خامة صوت جميلهجدا ومقدره في الأداء الرائع فيؤدي الآهات بشكل متقن جدا وهذا نجده في الغرب كثير .. احيانا يتم ادخال الموسيقى لمساعدة المؤدي في إدخال الآهات المناسبه وتنسيقهابشكل متقن ومناسب وبعد انتهاء التسجيل يتم حذف هذه الآلات الموسيقيه ويبقى الصوتالبشري بحيث تترتب بشكل افضل ومنسق بشكل رائع .. طرق عده يطول المقام لشرحها في هذاالجانب وكل هذه الطرق تؤدي عملها بشكل رائع متقن ومتميز فمنها من تظهر الصوت بشكل ولكأنه موسيقى ومنها من تبقى من نوعية الصوت البشري وهكذا .. وهذا ظهر بالطبع مؤخرالتقدم التكنلوجيا وتطورها بشكل سريع .. كان من قبل لاتوجد هذه الاشياء والسبب انكان التسجيل والاستديوهات كل اجهزتها أجهزه غير ديجيتال ومعتمده على الهارد ويروالاجهزه الخارجيه والافكتات الخارجيه .. والان اصبح الكمبيوتر له الدور الكبير فيتطور الاستديوهات والتقنيات الرقميه الحديثه اصبح لها دور في تطور التسجيل والمكساجسواء للأغاني او للاناشيد او لأي شيء كان ..
الجزء الثاني من سؤالك كيفية التفريق .. سؤالك وجيه جدا فأحيانا حتى مهندسين الصوت مايقدرو يفرقون أو بالاصح يحاول انه يفرق ويكتشف بصعوبه .. فهنا تكون الأمانه من المنتجين والمهندسين بنفس الوقت .. أي انه يتم كتابة ذلك على اغلفه الاشرطه بأنه لايوجد اي موسيقى في العمل وكل ذلك باصوات بشريه طبيعيه هنا اصبحت الأمانه في اعناقهم .. ولكن اغلب الاناشيد والآهات بسهوله يتم التعرف عليها للذي يمتلك حس فني واذن فنيه لهذا الامر يستطيع التمييز في ذلك .. مره من المرات قرأت لأحد الاعضاء في احد المنتديات يقول بأنالطريقه هي تسريع النشيد وبيلاحظ ان هناك كعزف موسيقي عندما تم تسريع الانشوده ولكنللاسف طريقته خاطئه .. لأن الأداء واللحن للأنشوده تفرض هذا الصوت وهو مجرد صوتعادي أو ادخالات عاديه وغالبا مايظهر هذا الشيء مع صوت البيز أي القرار ..))
[10] حاولت أن أجمع هنا كل دليل يصلح أن يستدل به في المسألة بعد التأمل، والأدلة المذكورة تتفاوت في قوتها.
[11] بدائع الفوائد ج3ص663
[12] إعلام الموقعين ج1ص149
[13] أي الوجه الأول في مناقشة الدليل.
[15] إغاثة اللهفان ج1ص228
[17] البخاري ح4928 كتاب فضائل القرآن باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن
[18] قال ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود وسنده صحيح، فتح الباري ج10ص113
[19] شرح الكوكب المنير ج4 ص45
[20] شرح الكوكب المنير ج4ص187
[21] أعلام الموقعين ج1 ص115
[22] البخاري ح5463 كتاب الأشربة باب ما جاء فيمن يستحل الخمر
[24] مجموع الفتاوي ج11 ص535
[26] فتوى للشيخ مصطفى منشورة في موقعه وسيأتي ذكرها بنصها كاملة في آخر البحث.
[27] أخرجه أحمد ح 5106 مسند عبد الله بن عمر جود ابن تيمية إسناده في اقتضاء الصراط ص163
[28] البخاي ح 937 كتاب العيدين باب الحراب والدرق
[30] إعلام الموقعين ج1 ص157
[31] هذا الدليل استدل به الشيخ مصطفى مخدوم وسيأتي نقل فتواه بنصها.
[32] الإجماع لابن المنذر ص4
[33] هذا الدليل استدل به الشيخ مصطفى مخدوم وسيأتي نقل فتواه بنصها.
[34] هذا الدليل استدل به الشيخ مصطفى مخدوم وسيأتي نقل فتواه بنصها.
[35] انظر الفروق للقرافي 4/75، المنثور في القواعد للزركشي 1/312.
[36] هذا الدليل مأخوذ من فتوى الشيخ عصام الحميدان وسيأتي نقلها.
[37] قال ابن كثيرأخرجه ابن بطة بإسناد جيد) تفسير ابن كثير ج2ص267
[38] البخاري ح2195كتاب البيوع باب لايذاب شحم الميتة
[39] (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)
[40] قال ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود وسنده صحيح، فتح الباري ج10ص113
[41] انظر فتح الباري لابن حجر ج10ص113
[42] جاء في فتاوى اللجنة الدائمة24/48: (لاحرج في استعمال ما يسمى الحرير الصناعي، لأن المحرم على الرجال هو الحرير الطبيعي، حرير دودة القز)أ.هـ. التوقيع: عبد العزيز بن باز، عبد الرزاق عفيفي، عبد الله بن غديان.
[43] سبق نقل هذا من كلام ابن القيم رحمه الله.
[44] لم أقف على فتوى مكتوبة، انظر الفتاوى الشفوية في آخر البحث.
[45] كان سؤاله وجوابه برسالة جوال.
المفضلات