سبق وأن قلت لا نريد قمم ولا نحبذها أو نطالب بها لقناعتنا كشعوب بانها ستزيد انشقاقنا وتفرقتنا ولعلي ما زلت على نفس المطلب وذات المبدأ رغم ما حصل بقمة الكويت التي خرجت بتصالح زعمائنا واتفاقهم .

عندما كنت انتقد بكتاباتي الامة العربية كان للبعض راي مناقض واعتقدوا بانني مثبط للعزيمة ويائس من حال الامة رغم ما كنت اتطرق له من واقع نعيشه بكل تفاصيله ولكن المشاعر كانت لها الغلبة على العقل والحكمة .

ولاول مرة أقولها للجميع قولاً يختلف عما قاله بعض الزعماء ، (( لقد أنتصرنا على الصهاينة )) نعم انتصرنا عليهم ولكن أنتصارنا هذا ليس بمعنى الانتصار الذي تفوه به قادة حماس بل مختلف تماماً عنه .

لقد أنتصرنا ولأول مرة بان نتفق كشعوب حول قضية الهجوم البربري على غزة ، لقد توحدنا كعرب سنة وشيعة ، مسلمين ومسيحيين ، ليبراليين واسلاميين متخاصمين ومتفقين جميعنا توحد من أجل غزة وأجبرنا زعمائنا على التوحد من أجلها .

نعم لقد انتصرنا على الصهاينة الذين كانوا يراهنون على خلافاتنا وتشرذمنا وواقعنا ، ورغم ما حققوه من أهداف لحربهم على غزة الا ان رهانهم خسر أمام توحدنا .

ما حدث بقمة الكويت كان نتيجة تلك المشاعر العربية الشعبية التي لم تتوقف منذ بدء العدوان على غزة فشعر البعض بانه يغرد خارج السرب وعليه ان يعود لاهله وناسه ويبتعد عن أصحاب الاجندات الاخرى واصحاب الشعارات الفارغة فالشعوب باتت تتفهم الاوضاع من حولها ولا يمكن ان تتأثر بخطاب رنان او وسيلة اعلام تعتاش على خلافاتنا .

ما اتمناه ان لا يخرج من يفسد انتصارنا هذا ببث روح الفرقة والفتنة بيننا من جديد وهو ما سوف يحاول العدو تحقيقه بشتى السبل فاحذروا من الوسائل المجيرة لهذا الهدف .