قمتنا يا ريم سوف تنتهي بالأستنكار والشجب والتنديد حالها كحال بقية القمم العربية التي لا تخرج في نهاياتها عن تلك الثلاث كلمات فبعد أربعة عشر يوماً من القتل والتدمير الصهيوني المنهجي اتخذ مجلس الأمن الدولي فجر الجمعة 9/1/2009 قراره رقم 1860 بوقف فوري لإطلاق النار، بموافقة أربعة عشر عضواً وامتناع الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت، وجاء ذلك بعد تهديد عربي بفضح التآمر والعودة إلى الوطن.. ولم يدن المجلس العدوان الصهيوني، ولم يفرق تفريقاً ملحوظاً ومطلوباً بين الضحية والجلاد،ومازال الكيان الهمجي يتابع جريمته البشعة ومسلسل إبادته المنظمة ضد الشعب الفلسطيني بتأييد أميركي مطلق ومحاولات غربية لإطالة أمد العدوان، وتواطؤ من العرب، لقد سقط في هذه المذبحة الهمجية الصهيونية أكثر من800 شهيداً و3300 جريحاً، واستمر الحصار والدمار والقتل والافتراء، ولم يتوقف بعد لموت المنظم.
أقول بعد كل هذا يعتقد البعض أننا ضد المقاومة أو أننا مع الأحتلال دون أن يقرقوا بين معاني تلك الامور كونه لا يعيشون المأساة الحقيقة لأهالي غزة التي بقت وحيدة وضحية تفترسها الآلة العسكرية الصهيونة فلا العالم ولاحتى العرب بل وحتى أهالي الضفة الغربية لم يتحركوا لأنقاذها .
أذن ما هو الحل في ضل ظروف كهذه وواقع نعتصر ألماً له بل نشعر بأنه واقع مرير لم يمر على تاريخنا من قبل .
الجماهير العربية لم تغب عن الساحة ولكن صوتها وصوت أمثالها ممن حركتهم المأساة في كل أنحاء العالم، لم يفلح في تحريك الأنظمة العربية إلى ساحة المواجهة ولا باتجاه موقف يردع العدو ويوقف الإبادة ، ولم تحرك وجدان أحد من الرسميين الأميركيين أو الأوربيون الذين لم يروا في الأطفال والمدنيين الفلسطينيين بشراً يستحقون موقفاً إنسانياً منصفاً وإدانة للعدوان عليهم ، ونحن مختلفون هنا حول مسألة أتقان التثبيط وظاهرة الصوت التي نتصف بها بينما هناك بشر تباد في غزة أمام مرآى ومسمع العالم بأجمعه فما هو الحل يا ترى نستمر في أختلافنا أم ماذا نحن فاعلون ؟؟

قرأت في احدى المنتديات سؤالاً لمذيعة قناة "المنار" الفضائية اللبنانية للبروفسور اليهودي الأمريكي فنكلشتاين الذي يلقي باللوم على الإحتلال إسرائيلي في مشكلة الشرق الأوسط ، قال لها أنه "يفضل الطريقة اليهودية: لاتنسى ، لا تسامح"! وحين قالت أن "من حقنا ***نانيين أن نعيش ولا نريد الحرب"، أي بمعنى أن لابأس من تقديم التنازلات وأن ليس من حق حزب الله أن يجبرنا على دخول الحرب، قال لها أنه يتفهم إرادة الناس للعيش بسلام حتى بالإستسلام للظلم، لكن "لا تطلبي مني أن لا أتفهم رفض حزب الله لهذا الظلم, ولا تطلبي مني أن لا أحترمه!".

ثم قال لها أيضاً: "أنتم لا تحترمون أنفسكم فكيف تتوقعون من العالم أن يحترمكم"؟

وقال أيضاً أن المقاومة سببت دائماً خسائر في صفوف من يريد ومن لايريد أن يقاتل، لكننا ندرك أن هذا لايجب أن يحرمها حقها في المقاومة وأشار إلى أن غالبية الأوروبيين أرادت العيش تحت النازية خلال الحرب العالمية الثانية وأن نسبة من اختار المقاومة كانت قليلة جداً، لكن "من نحترم الآن؟" نحترم من قاوم! مؤكداً لها أن إسرائيل بحاجة إلى ان تعاني من هزيمة! (فلم فيديو للمقابلة مع ترجمة إلى العربية) (2).



كما قرأت أيضاً :
كذلك كان جواب البروفسور اليهودي الأمريكي الآخر نعوم جومسكي حين سؤل في مقابلة في قناة فضائية عربية قبل بضعة سنين: "ولماذا نقاتل؟ لماذا لا نرضى بالأمر الواقع؟" أجاب جومسكي أن هذا خيار وارد، وأن هذا السؤال مطروح دائماً وأن على الإنسان أن يختار سلامة العبودية أو تضحيات الحرية والإنسانية الكاملة، والخيار له في النهاية.


وسبق وان كتبت هنا في المضايف عن وجوب بقاء المقاومة في حالة وجود اي احتلال وانه حق شرعي لا غبار او أختلاف عليه ولست من دعاة الغاء المقاومة باي صورة من الصور ولكني اعتقد أن المقاومة لا بد وان يكون لها عناصر مساندة ودعم متواصل من الداخل والخارج والا فانها سوف لن تجني ثمارها ولن تحقق أهدافها الأمر الذي سيجعلها عنصر لتكريس الاحتلال
واعطائه ذريعة الاستمرار في وحشيته وقتل ما يمكن قتله وتدميره

اتمنى ان نتفهم واقعنا العربي فالمقاومة تحتاج الدعم المعنوي والمادي لتستمر وتحقق اهدافها وهنا في غزة تفتقر المقاومة ابسط انواع الدعم حتى من حلفائها الاستراتيجيين كايران بينما العرب واقصد المواقف الرسمية يكادون يجمعون على ان حماس حركة ارهابية لاتمثل المقاومة ولا الشعب الفلسطيني الامر الذي سوف ينعكس عليها وعلى الشعب الفلسطيني سلباً وهو ما نشاهده الآن

الحرية والكرامة لا يأتيان بدون مقاومة وتضحيات ولكن يجب ان يصاحبهما الحكمة والعقل والتروي حتى يتم تحقيقهما

ريم انا وانت والكثير منا ندعوا لاهلنا في فلسطين ونشعر بالالم والاسى لما يحصل لهم من الصهاينة ولكننا لم نفعل شيئاً لهم سوى الدعاء والدعاء يحتاج منا العمل فهل نحن عاملون