جميل ما كتبته الأخت ريم بردها على مقالتي على أعتبار أنها وضحت ما كنت قد أعتقدت بانه تلويح لمقالتي (ما بين القندرة ومجزرة غزة علاقة !!! ) حيث ذكرت الزميلة بعض الجمل التي وردت بمقالتي المذكورة الأمر الذي دفعني لكتابة المقالة (شكراً ريم .. فهديتك وصلت !!) ، وبعد أن وضحت الكريمة ريم بردها الأخير (عفواً محمد الشمري ...لكنني لم أرسل لك أي هديه ) اردت ان أكتب هذه المقالة لعلنا نستوعب بعض النقاط المهمة في كتابة المقالة وطرح اي وجهة نظر تتعلق بفهمنا لحدث ما يثير اقلامنا فنكتب عنه .

لا شك انني والاخت ريم والجميع نشعر بالحزن والاسى لما يحدث لأخوتنا في فلسطين المحتلة وخاصة غزة وأهلها ، ورغم اننا جميعا متفقين على أن ما يحدث هناك هو جريمة بشرية وارهابية بايدي الصهاينة الا أننا نختلف على عجزنا وقلة حيلتنا أتجاه ذلك الحدث .

البعض يعتقد أن انتقاد الواقع العربي هو جلد للذات وخنوع للمعادلة الاقليمية والعالمية واستسلام للعدو وشروطه دون أن يحاول أن يفكر قليلاً بالواقع العربي المتشرذم والمنهك من كثرة الخلافات فيما بينهم بينما هناك بشرٌ تقتل كل لحظة ويفتك بهم أمام مرآى ومسمع العالم باجمعه بما فيه نحن العرب والمسلمين الذي أصبحنا لا نفهم سوى كلمات الشجب والاستنكار التي لا يمكن لها ان تحمي اؤلائك العزل من آلة القتل الصهيونية .

يقول الله تعالى في سورة الأنفال {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} فهل اعددنا القوة لنرهب بها عدونا ونحن في مثل هذه الحالة المزرية أو ليس لنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير دليل عندما ابرم وثيقة المدينة مع اليهود ، وصلح الحديبة مع المشركين والذي تنازل صلى الله عليه وسلم عن كثير من الامور في سبيل حقن دماء المسلمين .

لست من دعاة التطبيع ولا مع مصالحة اليهود ولكني مع حقن دماء المسلمين في ضل هذا الواقع المحزن لأمتنا فجميعنا يتذكر مجزرة لبنان وأهلها وها نحن ننظر لمجزرة أخرى لاهل غزة دون أن نتحرك لمنعها او حتى ايقافها .

أحبتي
علينا ان نعايش واقعنا ونلامسه بعقلانية فلا العواطف ولا الانفعال قد يغير شيء بحالنا اذا لم نستحكم لعقولنا ونعمل بحكمة وهدوء فشهداء غزة وغيرهم ممن قتلتهم رصاصات الصهاينة لا يمكن ارجاعهم فهل نستطيع ان نحافظ على ما تبقى من ذويهم ...

ريم تقبلي احترامي