طوال التاريخ الإسلامي ومنذ بدايته لم تخل فترة من فتراته من "المرجفين"، والمرجفون هم الذين يبثون الفزع وروح الضعف والاستسلام والرعب.. إلخ.
وقد توعد الله المرجفين في كتابه فقال: "لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً".
والمرجفون لا يحبسون فزعهم وجبنهم وخورهم داخلهم، بل يشيعون هذه الروح، وينشرونها، وينادون بها.. قال تعالى: "وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا".
وعندما جاء التتار كانوا يغزون بلاد المسلمين بالرعب قبل الجيوش، فكانوا يسفكون دماء كل من بالبلدة ثم يتركون اثنين أو ثلاثة من ضعاف النفوس، ويرسلونهم إلى البلدة التي تليها فيحكون عما جرى، ويقومون عن عمد أو غير عمد بدور "الإرجاف" وبث الرعب، لذلك اتخذ سيف الدين قطز قرارا بعدم استقبال الفارين من التتار، ومنعهم من الكلام وقص ما رأوه حتى لا يوهنوا عزائم جيشه.
وما أكثرهم اليوم في هذه الفتنه التي اصابت المسلمين في غزه.
المفضلات