[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]







منذ أن خلق الله تعالى هذه الحياة و قبل الحياة الدنيا والأرض خلق الإنسان
وأعد له جنات عرضها كالسماء والأرض وأسكنه فيها ..
إلا أن الإنسان بطبعه و بنتيجة وجود جينيوم الخيانة لم يحافظ على ما وهبه الله
له من جنات و حياة آبدة بلا موت فعصى الله تعالى في قلب الجنة حينما خالف
أوامر خالقه و تبع هواه وإبليسه فحدثت الخيانة الكبرى الأولى في تاريخ البشرية.

فاستحق آدم وحواء الطرد من الجنة مصداقاً لقوله تعالى :
( اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) .
ومنذ ذلك الحين و لتاريخنا الحالي وحتى تقوم القيامة وينفخ اسرافيل في البوق
سوف تستمر الخيانة و تشتد و تتمكن منا حتى تقضي علينا و على أرواحنا
فنصبح مجرد خشب مسندة .


إن جينات الخيانة تسري في سلالة آدم وحواء لذلك نرى الخيانات على أشدها
حيث كثرت للأسف الشديد طبعاً الخيانات وأضحت معلماً من معالم الكينونة البشرية
فحيث الخيانة نرى الخراب والدماء و التشويه .
ولاتزال سلالة آدم تتكاثر حتى ولد منا أفراد خونة لـ الأوطان و للمبادئ و للدين و للشعوب
أما الخيانة التي تترك مذاق المرارة في البلعوم حقيقة هي خيانة الرجل لزوجته فهو يعتقد
أنه مستثنى من الشرف و القيم والأخلاق ويحق له مالا يحق لغيره فيمارس الخيانة
بأوسع حدودها وأشمل معانيها .

غالبية الرجال خونة سواء كانوا متزوجين أم لا .. تبدأ أظافر الخيانة تنشب في عقل وروح
الرجل الى أن يصل به الأمر لأن يصبح ذئباً بشرياً يغتال كل فتاة وكل امرأة يصادفها بدربه
وبعد الزاوج تبدو الخيانة في أعلى مظاهرها حينما يحجر على زوجته مائة باب ويقفل
عليها مليون نافذة ليعربد في ساحات الخيانة كما يشتهي هو و غريزته الحيوانية ..

وحينما يهم اي رجل بالزواج أو الخطبة يرسم هالة حول نفسه أنه ملاك قادم من الملكوت
الإلهي وأنه لا يخون بينما يقترن في قلبه وعقله ونفسه معنى الخيانة الحقيقية..
لا تجرؤ فتاة في عالمنا العربي على مصارحة شاب جاء لخطبتها أنها كانت مخطوبة
أو كانت معجبة بفلان مثلاً لأنه سوف يعتبرها فتاة شاذة و غير خلوقة ولا تليق باسمه كرجل
وينبذها كأنه ينبذ شوكة من حياته بينما لجهته هو وفي الخفاء نراه قد أقام مئات العلاقات
و أنه قد انسحق مع الخيانة الى درجة الاندماج ...

تلك برأيي أسواء انواع الخيانات عدا عن خيانة الضمير كالقاضي الذي يتقاضى رشوة
و كالموظف الذي يرتشي لتمرير معاملات بطرق غير مشروعة فيكثر الفساد وتنهار القيم
الاخلاقية للمجتمع مع انهيار تام لمعنى الإنسانية ..
للخيانات كوارث لا تعد ولا تحصى كيف ولينا الوجه نرى الخيانة ونسمع عنها فتلاحقنا
كأنها فرض يستوجب الخضوع بل كأنها هي القاعدة الاساسية للحياة فيما الاخلاص
أصبح المستثنى ..

ولعلنا إذا تقصينا جواباً لسؤال عن الوقت الذي يمضيه فلان مثلاً في المشاركة بأعمال
الخيانة سنخرج بقيم مذهلة تبين مستوى خيانة الآخر وطغيان الخيانة على كافة القيم
النبيلة كالوفاء والاخلاص .. إذن يمكننا رسم خط بياني تصاعدي ولانخشى لومة لائم
فالقيم سنتبئ عن مخزون من خيانة لا تبشر بأننا سنكون من القوم غير الضالين ...!


[/align][/cell][/table1][/align]