بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنا في احد المجالس المشرفه
و دار الحديث حول مكارم الرجال من قبيلة شمّر و القبائل الأخرى خصوصاً عندما يغمرك أحدهم بشيء يفوق الخيال و لم يكن في حسبانك و لم تسعى إليه و إنما فيض و مبادرات كريمة من لدن كرماء في أحداث تبقى مدى الدهر تروى و تعبق بروح الكرم و الأخلاق الرفيعة التي تتسامى مدى الدهر و لا يكون مؤهلاً لها سوى رجال ورثوا الكرم و سمو الأخلاق من أسلاف كرام رسخوا بذلك ...
و بعدما شارف حديثنا على الانتهاء و إذا بشاب لم أكن أعرفه من قبل يروي لنا قصة جميلة كانت مثار إعجابي ليس لأني أعرف بطلها و أجلّه و أسلافه الكرام و أشقائه و أنجاله الأعزاء على قلبي و أفاخر بهم في شتى المحافل و المساحات التي يكون للقلم فيها متنفس و منبر صادق و حرّ كهذا المنبر ( رواسي طيء ) بل لأن الذي يرويها شاب عن نفسه هو دعمها في أبيات جميلة من قصيدة من شعره لم أتمالك نفسي عند سماعها و ما كان مني إلا أن تناولت القلم و الورق لكتابتها خوفاً من عدم حفظها على الرغم من وعود الشاعر لي بإرسالها لاحقاً و لكن لم أثق كون هذه الأيام أيام مشاغل و نسيان متفشي عند الجميع فما كان منه إلا أن كرر لي القصيدة مشكوراً مرة أخرى و التي قالها الشاعر الأستاذ / ممدوح بن محمد بن برجس الجنفاوي الأسلمي الشمري . في مدح الأمير / مشل بن سالم بن مشل بن كتاب بن طواله .شيخ قبيلة الاسلم و الثناء عليه سلمّه الله و استعراض شيئاً يسيراً من تاريخ أسلافه الكرام .
و القصيدة عام 1421هـ . و هي عبارة عن ترحيب في سعادته عند زيارته لقرية غمره من قرى جبل سلمى في منطقة حائل . و فيها قوله :
سلام يا أميرٍ زهتك الأماره
======= سلام يا زيزومها يا فخرها
سلام يا عوق العداء يا ذعاره
======== سلام يا غيث القلوب و قهرها
يالوافي اللي حاسبينٍ وقاره
======== عقب الرجال اللي ربح من نحرها
مشل رفيع الساس عقب النماره
========= اللي إليا مدحت شهرها سطرها
حرٍ ينومس بالهدد و الصقاره
========= يا طالع أجوال الحباري ذعرها
إليا أستوت برقاء الجناح بمطاره
========== طير السعد يا من لطمها حدرها
يالليث ياللي كان كضّه سطاره
========= لك سطوةٍ كلٍ يداري خطرها
للصاحب أحلى من دراير بكاره
========= شقحٍ رعت روضٍ تخالط زهرها
فيك الوفاء و الطيب هو و الغياره
========= و العنف و القسوة و حلمٍ جبرها
و العزّ و النوماس منكم مساره
========== يوم الدهر حد البشر و أختبرها
و الطيب و الطوله خذيتوا قراره
========= غصبٍ على العاصي و كلٍ ذكرها
ثم ينتقل إلى سعادة الشيخ / عبدالله بن سالم بن مشل بن طواله . بقوله :
و عبدالله اللي قولة النعم كاره
========= و نعمين مع خمسين نعمٍ بثرها
حرٍ تسلسل من صيارم حراره
======== ماكره عالي ما نزل في وعرها
الطيب تاجه و الحميّة شعاره
=========و الموج كفّه لا ألتطم في بحرها
ثم يعود إلى والدهم المرحوم الأمير / سالم بن مشل بن طواله .
شيخ قبيلة الاسلم
بقوله :
و الشيخ سالم عزّ ضيفه و جاره
========= عزّ الضعيف اللي سطا به دهرها
أمير أمير و زير زير الزياره
========== بحر بحر فعايله ما أحصرها
ثم يذهب موغلاً إلى حيث تاريخ أسلافهم المجيد بقوله :
و جدك مشل سيفٍ نفل بالشطاره
============ سيف الوغى نبع الوفاء مختبرها
له المراجل تنحني في مساره
=========== غصبٍ تجي و أن ما نحرته نحرها
و سالم معشى الرمل في وسط داره
======== يجلاء عن كبود اليتامى كدرها
كريم به من حاتم الطيء شاره
========== و من عنتر الفريّس مبدأ صورها
وافي و من قومٍ رفيعٍ وقاره
========= خلّد له التاريخ خالد سيرها
له فزعةٍ يا جاء نهار الكراره
========= تشفي غليل اللي تحرّى ظفرها
ثم يقول قبل الختام و بعدما يعدّد الكثير من الأحداث التاريخية الهامة مخاطباً الأمير / مشل بن سالم بن طواله . آطال الله عمره ... آمين :
ذولا جدودك يا قديم الأماره
======= و أنته بعد من فعل الأجداد و أرها
و صلاة ربي عد ما الخلق ساره
======== على النبي ما هل و أنصف قمرها
و القصيدة أطول من ذلك و هذا مختصرها ....
ثم يقول الشاعر الشاب الأستاذ / ممدوح الجنفاوي . أن الأمير / مشل بن سالم بن طواله . طلب منه إرسال عدد ثلاثة و خمسون 53 صورة شخصية و قام بتجنيده في الفوج التاسع و الثلاثون الذي يتولى قيادته في نجران و خدم هناك سبع سنوات و قام بإكمال دراسته حتى تخرّج معلماً لـ اللغة العربية في منطقة الرياض فـ لله درّ الأمير / مشل بن سالم بن طواله . ذلك المثال السامي سليل الرموز من شيوخ الأسلم الكرام و الذي تطرّق لهم الشاعر في قصيدته الجميلة التي توافق حال الموصوفين رحم الله السابقين منهم و آطال أعمار الأحياء و متعهم بالصحة والعافية ... اللهم أستجب
المفضلات