ا ل م ي ز ا ن
من ما لا يعرف الميزان
هو هيكل حديدي مضاف اليه كفتين من نحاس
احدى الكفتين نضع عليها المكيال او المقياس
و الاخرى نضع عليها القيمة المعادلة له من البضاعة
و رغم ان ميزان المحكمة ليس له هيكل و لا كفة و ليس مصنوعا من حديد ولا نحاس . فالدين و القيم و المبادء و القوانين هي الهيكل, الا انه لا يختلف في آلية عمله عن ميزان البيع و لشراء
فاحدى كفتي ميزان المحكمة تحمل الدليل – و المحكمة لا تعترف الا بالدليل و القانون لا يحمي المغفلين – و في الكفة الاخرى ما يعادل هذه الادلة من حكم
او بمعنى آخر مواد القانون التي تسمح باعدادا حكم معين بناء على ما توفر من ادلة.
الميزان الاول معد للبيع و الشراء و ضابطه هو البائع
و الميزان الثاني معد لاحقاق الحق و العدل و ضابطه هو القاضي
- و ضابط الاثنين هو القانون* –
ان اخطا الضابط الاول عن غير قصد بامكانه ان يصحح خطاه باضافة غرام او غرامين او كلغ او اثنين او حتى طنا او طنين
و ان تعمد الخطا فذاك شيء عظيم
و ان اخطا الثاني فذاك شيء اعظم
اذ لا مجال للخطا هنا
و ان وجد فهو متعمد
و لا مجال لتصحيح الخطا ان ارتكب فالعمر و احد و ليس اثنين
و بارتكاب الخطا تتداخل الموازين و تصبح كلها للبيع و الشراء
و عندها يتحول القاضي الى بائع
بل الى بائع مطفف
و عندها تسقط و تتهاوى كلمة العدل من قاموس العدل
و عندها يتحول العدل الى جبروت
جبروت نكرة واسع
و ليس الى الجبروت المعرف المحدود
فالجبروت المحدود
يمكنك ان تصل اليه
و تحاربه
اما الجبروت النكرة
اينما التفت وجدته
او شممت ريحه
على يمينك او شمالك
امامك و خلفك
تجده حتى في ظلك
و اذا كان هذا الجبروت النكرة هو القاضي
فما تنتظر غير حكم الاعدام او المؤبد
المفضلات