قدوم يستحق الاحتفاء
اهلاً بالاستاذ القدير و معلمي محمد الشمري ..
واسمح لي بصفتي تلميذتك أن افش خلقي .. أنا ايضاً ..
بعنوان ثقافة القنادر استهل الكاتب مقالته التي سببت لي الاحباط ..
ولنحذر من الاحباط لما له من تداعيات نفسية و ثقافية وحضارية وثورية.
أورد في المقالة السطور التالية:كنت أتابع المؤتمر الصحفي وفي لحظة شاهدت أحد الصحفيين يقذف نعاله " قندرته بالعراقي " على وجه الرئيس الامريكي والحقها بالثانية .شعرت بالسعادة في بداية الامر ، وأعتبرت أن ما قام به هذا الرجل عملٌ جلل وشجاع ، وبدأت ابحث في كل المحطات الاخبارية لمشاهدة المنظر مرة وأخرى مسروراً لكي افش خلقي كما يقول الاخوة اللبنانيين .كانت بادرة جليلة منك أن تنوه عن هذا الشعور الذي نأى عن غيرك من أصحاب القلم .. ومع ذلك قاد بي قلمك نحو هاوية فكرية .
الا أنني وبعد فترة انتابني الحزن بعد ذهبت السكره واتت الفكره ، حيث كنت اتعامل مع الحدث بعاطفتي دون ان يؤثر عليها عقلي قد انمله الامر الذي جعلني بعد التدخل المفاجيء للعقل بان ما حصل لا يعدوا سوى ثقافة اعتدنا عليها نحن العرب .
لم أقرأ في تاريخنا القديم والحديث أن عالمنا العربي قد تعامل مع اي
وجه من وجوه الاحتلال بهذه الثقافة فاضلي ..
وحالياً للظروف استثناءات ولها ضرورات ..
فمن أين أتيت بهذه الثقافة ...!تذكرت ذلك الرجل العراقي الطاعن في السن عندما أمسك صورة الرئيس العراقي صدام حسين وأخذ يضربها بنعاله وهو يصرخ وكأنه بحالة هستيرية ، كما تذكرت صورة بوش الاب عندما وضعت بعهد الحكم الصدامي على مدخل فندق فلسطين ببغداد لكي تداس من قبل قنادر من يدخل بوابة الفندق ، كما تذكرت صور الرؤساء الصهاينه والامريكان والبريطانيين في اي مظاهرة يخرج بها العرب فتوطء قنادرهم تلك الصور ، فتيقنت أنها ثقافة عربية تنم عن الضعف والوهن الذي يعيشه هذا الشعب حيث لا يملكون سوى النعال او القندرة للتعبير عن آرائهم ومعاناتهم .ولماذا نستنكر على أنفسنا مظاهر احتجاج
اذ طالما تعامل الغرب بالبيض والبندورة
لماذا نستنكر أدوات غير محظورة بقوانين مجلس الأمن
بينما يقتل بوش آلاف الابرياء بالسلاح المتطور
و يحطم البيوت فوق رؤوس أصحابها!!!!!!!!!!!
لماذا نستنكر أداة كالحذاء تواجدها في حين
صمت قادتنا وزعمائنا و تسلحوا بالاسلحة المتطورة
لمواجهة من لا أدري ..؟؟؟؟
إن الأعزل حينما يحتل وطنه و يقبع في السجن
يحق له الدفاع عن نفسه وعن وطنه
بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ..
فيما عدا لو حدث هذا الامر في اي بلد أوربي
فهل كنا سوف ننعتهم بالحذائين ..
أشك في ذلك حقيقة .. لأننا نحن فقط من نمارس جلد الذات
و نقهر اي ظاهرة ايجابية و نعلل بعض الانتصارات بالانهزامات
إذن نحن بأنفسنا نطفئ نيران الثورات ونقضي على الانتفاضات
و نباعد عن التحرير .. و نرضى بالهوان ...
مسكين هذا الشعب الذي بدل ثقافته العريقة والنبيلة بثقافة أقل ما يقال عنها انها ثقافة القنادر
لا ليس مسكين ... بالعكس البداية حذاء
والنهاية ستكون سيوف و أسلحة وانتصار
المهم هو الهمة المهم هو الرفض المهم هو التعبير
أم أن حرية التعبير حكر على الغرب و حرام علينا ...
لو كنت مكان الصحفي لفعلت مثله ولتقولوا عني ماتقولون..
يكفي أنه صنع هزة في الرأي العام العالمي
حينما صمت الرأي العربي .. خوفاً على مشاعر بوش..
مسكين هذا الشعب الذي يعتبر أن القندرة اصبحت رمزاً للشجاعة والبطولة واسترداد الكرامة المهدورة ، ومسكين هذا الشعب الذي وصل الى هذا المستوى بعد أن كان في القمة يحلق في السماء من أمجاد قد حققها بالسيف والعلم والايمان .
صعقت عندما قرأت خبراً بان أن التجار في الشقيقة السعودية يعرض عشرة ملايين ريال لشراء قندرة الزيدي ، واهل غزة محاصرين يستنجدون باخوانهم العرب فلم يخرج لنا هذا التاجر المتبجح ليقدم لهم عشرة هللات يسد بها رمق طفل هناك .
صعقت عندما سمعت وقرأت عبر الوسائل الاعلامية العربية هذا الفرح العربي العارم بقندرة الزيدي والافتخار بها شعراً ونثراً ومقالاً بينما لم تكن تلك المشاعر من أجل أطفال غزة ولا من أجل ضحايا دارفور او الشعب العراقي .
صعقت وصعقت عندما نتحرك بكل هذه القوة من أجل قندرة بينما لا نحرك ساكناً حين نشاهد طفلاً يمزق أو عجوزاً تقتل او شاباً يعذب او شيخاً ينحر .
وبعد ما صعقت تذكرتالمتنبي قبل أكثر من الف عام عندما قال :
يا امة ضحكت من اجلها الامم
لعل في خبر الشراء هذا (عشرة مليون ) نوع من أنواع المبالغة هذه النقطة
أوافقك بها تماماً وحيث أنه لا يوجد لدينا ادلة مادية حول
شراء الحذاء بعشر ملايين ريال إذن لنتجاوزها ..
ونلقي الضوء على مسؤولينا
ممن يذهبون لباريس ولندن لأجل الشوبينغ
فهم يصرفون أكثر من ذلك بكثير
فهلا من جرأة أو هم بحاجة لوقاحة ..
عموماً لن استفيض ..
ولكن هذا الحدث بكل ماحمله من فرح شعبي
شمل كافة الاوساط و كافة الشرائح
يكفي للبرهان على أن هذه الأمة قادرة أن تخلق لنفسها
ثقافة غير ثقافة البكائين و المازوخيين..
حدث لن نسجله نحن بل سوف يسجله التاريخ
و لله وللتاريخ أستاذي
انه حدث كبير وسط جمود وصمت و خنوع
لعله يحيي همة وأمة...
وتقبل رأيي و الاخوة الاكارم بصدر رحب
احترامي للجميع.
المفضلات