في مسجدنا ...
يأتي شاب .. أعمى .. يقوده ... إخوته ..
لا أعرف اسمه ..
لا أعرف من يكون ..
ولكن كل ما أعرفه .. أنه مواظب على حضور الصلاة .. مع الجماعة ... رغم ....!!
جلست أرقبه من بعيد ... وكأنني خفت أن يلاحظ نظراتي ...
وكيف له أن يلاحظها ؟!
يمكنه ملاحظتها .. لأني على يقين بأنه أعمى بصر .. وليس أعمى بصيرة ..
(( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))
أخذ يلتفت يمنة ويسرة ..
وكأنه يرى كل ما حوله ..
يطرق رأسه .. أحيانا ..
يرفعه نحو السماء .. أحيانا أخرى ..
ينتظر إقامة الصلاة ..
لا أدري ما الذي أشغلني فغفلت عن متابعته ..
فلم أنتبه إلا بصرخات مدوية .. افزعتني ..
صرخات مدوية أطلقها ذلك الشاب الأعمى ..
ضجت بأرجاء المكان ..
لم يسمعها أحد ... من الحاضرين إلا أنا... لاأعرف لماذا ؟!
سمعته يقول .. بلسان حاله :
أنت يامن أتعبت عينيك في السهر لانتهاك حرمات الله .... أعرني عينيك لترى ماذا سأصنع ..
أنت يامن لم تغض بصرك عن رؤية الحرام ... أعرني عينيك لترى ماذا سأصنع ..
أنت يامن هجرت كتاب الله .. وبت تنظر إلى الأفلام ... أعرني عينيك لترى ماذا سأصنع ..
أنت يامن أطلقت لبصرك العنان .. في رؤية النساء .. فلم تسلم منك قريبة ولا جارة .. أعرني عينيك لترى ماذا سأصنع ...
وأنت ....
وأنت ...
وأنت ...
أعيروني أعينكم لتروا ماذا سأصنع ..
بدأ الصوت يخفت رويدا رويدا ..
وفجأة ..
الله أكبر الله أكبر ...
أشهد ألا إله إلا الله ...
أشهد أن محمدا رسول الله ..
حي على الصلاة حي على الفلاح ...
قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ...
الله أكبر الله أكبر.... لا إله إلا الله ...
ربنا اعف عن تقصيرنا ...
المفضلات