[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



على الرغم من التفاؤل الذي أصابنا نتيجة وصول أوباما إلى البيت الأبيض
وعلى الرغم من الآمال المنعقدة عليه أي اوباما و بالرغم من الأماني
التي نسجت خيوطها على طلته البهية وبدلته الشهية و ربطة عنقه
الثرية .. و على الرغم من الدراسات و المقالات و التحليلات و المنظومات
التي تفائلت بالمقابل بوصول أوباما لسدة الرئاسة الأمريكية ..

على الرغم من كل ذلك فإنني مؤمنة ايماناً مطلقاً بـ أن الجمهوريون و الديمقراطيون
هما وجهان لـ عملة واحدة .
ولم أجد افضل من تكنية لـ الجمهوريين بأنهم كالذكور الذين يمزقون كل شيء علناً
أما الديمقراطيون فهم كـ الإناث مستعدين لافتراسنا بنعومة الأنثى ودهاءها و خبثها.

و بنتيجة تراكم الخبرات الحياتية و بحكم التجارب الشخصانية و غيرها من الدروس
الحياتية فـ لازلت أجزم بـ أن مواجهة قبيلة من رجال أسلم وأخف وطأة من مواجهة
امرأة واحدة ..بالنسبة لي وحسب ما ورد أعلاه ..

نعود لأوباما فالحديث عنه أسلم في عصر نون النسوة ..
المهم مخطئ من يعتقد أن أوباما قد تم انتخابه بعملية انتخابية ديمقراطية كالتي
نشتهيها في عالمنا العربي .. فعلى العكس تماماً .. إن من صنع أوباما للأسف طبعاً
هو وسائل الاعلام و اللوبي الصهيوني و المؤسسات الاقتصادية والقوى السياسية
التي تحكم الولايات المتحدة فهو لم ينتخب نزولاً عند رغبة الشعب بل نزولاً لشيء
في نفس تلك القوى ..

ولكن ممايثير الدهشة حقاً ذلك التحول الذي حدث في قلب المجتمع الأمريكي وفي نظرته
للأعراق وخاصة بـ النسبة للزنوج .. فكلنا يعلم ماهي القوانين الصارمة التي أُصدرت
ضد الزنوج في الولايات المتحدة وقانون السود الذي سنّ عام 1848 و قائمة الممنوعات
المفروضة بشكل أو آخر على الزنوج .

إن ذلك التحول الذي حدث في قلب المجتمع الأمريكي لا يستحق الدهشة فقط
بل يستحق الاجلال لأنه تجاوز فترات ومراحل قوية سادت تاريخ الشعب الأمريكي
المعاصر فلقد زالت الافكار التي تتعلق بالعرق و بدأ يتعامل مع رئيسه على أنه
مواطن أمريكي غير منتسب لعرق أو قومية معينة.
مشاهد رائعة عرضت على شاشات التلفزة على مرأى من عيوننا حينما رأينا
الهتاف و التصفيق لـ أوباما من البيض ، بينما ما يخلق في القلب الحسرات و النزف و التجلط
بأننا لازلنا نحن العرب نقتل بعضنا بعضاً سواء على مبادئ طائفية أو إجتماعية
أوعشائرية أوإقليمية أوعائلية حتى وصل الاقتتال فيما بيننا أن يقتل المسلم
أخيه المسلم ..

في خضم تلك المشاهد خطر لي مشهد من فيلم لا أذكر أسمه كان يجسده
عادل إمام في دور سفير يقول للمتجمهرين حول السفارة الأمريكية :
( اللي عاوز فيزا يصف بالدور )...ولازل حلم كولمبوس يحطم بقية الأحلام
بامتلاك أرض الذهب و الفضة وحلم كل عربي أن يستشعر بـ أنه إنسان .


[/align][/cell][/table1][/align]