لقد وافق الشيخ دهام على مهادنة الانكليز كي يحافظ على مكانة شمر ويؤمن لها المؤن اللازمة وخاصة من الحبوب اذا ان موسم عام 1920م لم يكن جيدا واحتاج من بقي من شمر الى ان يتزود بالحبوب من الموصل فكان الشيخ دهام يزور من يذهب من شمر الى الموصل بتصاريح الدخول الى هذه المدينة وشراء الحبوب اللازمة والعودة ثانية في ذات الوقت الذي كان الشيخ دهام يتحين الفرصة امناسبة ليتخلص من قبضة السلطات الاستعمارية البريطانية وجاء شهر اب من عام 1920م لينتهي هذا التعاون بين الشيخ دهام والانكليز اذ ان الشيخ دهام كان قد سمح لمجاميع من قبيلة عبدة الشمرية ( فرقة من العفاريت والدغيرات ) بالمجيء الى أراضي غرب الموصل والنزول قرب تلة خميرة الواقعة على بعد 20 كيلو متر الى الجنوب الشرقي من تلعفر بين قريتي المحلبية والشيخ أبراهيم يقودها محمد الطفيري من العفاريت وحواس الهثمي من الدغيرات وعندما وصل الخبر الى السلطات البريطانية أرسلوا الى الشيخ دهام الهادي كي يحضر محمد الظفيري ولكنه منع عن ذلك وحاول ان يتدخل في هذا الموضوع مما أضطر نائب الحاكم السياسي على تلعفر ان يرسل ثلاث سرايا مع بطارية مدفعية ميدانية الى تلة خميرة لأجل القاء القبض على محمد الظفيري واذا ما رفض الاستسلام فان هذه القوة كفيلة بضرب هذه القوة من شمر وارغامها على الانسحاب نحو الشمال وصلت القوة البريطانية يوم 11 اب قرب قريتي المحلبية والشيخ ابراهيم ووجهت المدافع نحو خيام عبدة في تلة خميرة في حين كان محمد الظفيري ومن معه على استعداد لمواجهة هذه القوة البريطانية وقد خبروا القتال معها خاصة اثناء اشتراكهم في عملية تحرير تلعف سار نائب الحاكم السياسي لتلعفر الكابتن فلاكسيمان نحو تلة خميرة ومعه سرية من الخيالة يوم 11 اب من عام 1920م وحاول القاء القبض على محمد الظفيري ولكن رجال شمر من عبدة كانوا له بالمرصاد وحدث اشتباك بين الطرفين لم يستمر الا نحو ساعة انهزم الانكليز على أثره بعد ان صرع قائدهم فلاكسيمان برصاص الشمامرة مع سبعة من القوة الانكليزية وانسحب محمد الظفيري وحواس الهثمي مع من معهم من عبده نحو أرض الجزيرة مبتعدين عن مرمى الطائرات البريطانية وانتهت هذه المعركة بهزيمة ساحقة للمحتلين الانكليز ونصر حاسم لشمر ورجالها من عبدةالذين عاونهم رجال البو دوله من قريتي المحلبية والشيخ ابراهيم ونتيجة لهذه المعركة انسحب دهام بن الهادي عن الانكليز بعد ان حقق اهدافه وأفشل مخطط الانكليز في النيل من وحدة شمر وقوتها.
لقد كان شهر اب من عام 1920م نذير شؤم على القوات الاسشتعمارية البريطانية اذ وبعد يوم واحد من معركة خميرة وفي يوم 12 اب قتل الكولونيل لجمان الذي قال عنه أحد الكتاب بانه كان بتلذذ عند ركوب الطائرة أو سيارته المصفحة باطلاق النار على أفراد العشائر قتل هذا الضابط المهم في الاستخبارات البريطانية والحاكم السياسي العام للمادي في خان النقطة على الطريق بين بعقوبة وبغداد بيد ضاري المحمودرئيس قبيلة زوبع الشمرية النازلة أرض الفلوجة
نتيجة مشادة كلامية حدثت بين لجمان وضاري المحمود مع ابنه سليمان وبعد مقتل لجمان أعلنت زوبع الثورة على القوات البريطانية واستطا عت اسقاط احدى الطائرات الانكليزية ودخلت في معارك شرسه مع الانكليز ثم غادر بعدها ضاري المحمود وسبعة من رجاله وأبناءه الى ماردين وألتحق بشيوخ شمر ال محمد الجربا الذين كانوا قد رحلوا الى ماردين
المفضلات