[align=center]
في ليلة باردة من ليالي الرياض
كنت على السرير الأبيض استعد لليوم التالي
لمزيد من الفوحصات المعتادة المملة
قد خالط قلبي الخوف وقليل من الوحدة
من عادتي ان اجوب الممر وادخل على المرضى لأحيي قلبي
واشكر الله على النعمة وادعو لهم
كان بالقرب من غرفتي إمرأة عجوز اسمها ام احمد
طرقت بابها ودخلت عليها كانت لوحدها
يكسو ملامحها تجاعيد السنين وعينيها لا ابالغ
بها من الهموم والاسرار ما لجم لساني عن الكلام في البداية
تحدثت معها لساعات لم اشعر بالوقت .. كانت تحكي لي عن فلذة كبدها
احمد وانة بكرها وانها ضحت بحياتها من اجلة توفى والدة ووهو صغير فتحملت العناء
وكانت تحكي لي كم كانت قاسية تلك الايام تقولي بالعامية
يابنيتي ايامنا مو مثل ايامكم الحين كل شي متوفر كنا في فقر حتى ان الواحد ممكن يشتغل
اي شي بس عشان يعيش ويعيش اعيالة وانا اشتغلت في البداية شغالة في البيوت
اي يابنتي وش اسوي ؟؟ من يتحمل عيالي ومصاريفهم ؟؟
وبعد مشوار طويل من الكلمات اللي كان يملؤها الصبر والمثابرة والعزيمة
توقفت قليلا واخذت نفس عمييييييييييييييق وحسيت ان عينييها متلأت بالدموع
قلت لها خالة ليه انتي هنا وش فيك ؟؟
قالت ايه يابنتي خليها على ربك
حسيت ان داخل هالمرأة العجوز الم تبي تتكلم عنه ..
قلت لها الله يعطيك الصحة والعافية
هنا لما رفعت عيوني لقيت دمووعها تنزل .. ماكنت اقدر اتمالك نفسي
قلت تكلمي ياخالة وش فيك
قالت احمد بعد عناي وتعبي معاة دفني ((دفعني )) من على الدرج عشان زوجتة
وهذا انا هنا ما اقدر اتحرك وارتفع عندي كل شئ وانا امشي بالاسبوع الثاني ماسأل عني
ما قدرت اقول شئ حسيت اني مصدومة
هذي الام المثابرة الي قطعت من لحمها عشات تعيشة وماتخلة يحتاج
هذا جزاها .. انتهى هذاالموقف بدخول الممرضة وطلبها مني الخروج
ما اقدرت انسى تلك الملامح وتجاعيد الزمان
اهكذا يقابل الفضل ؟؟.. اهكذا تقابل التضحية بالنكران ؟؟
هل نسي قولة تعالى
(( وقضى ربك الا تعبدو الا اياة وبالوالدين احسانا))
وقول رسولة الكريم (( أمك ثم أمك ثم أمك .. ثم أبوك ))
عجبا ...... أرى !!!
فمااااااذا ترون ؟؟؟!
ضي القمر
14 / 11 / 1429 هـ
[/align]
المفضلات