[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
يقول شكسبير .. ليس هناك ظلام .. بل هناك جهل .
نعزو فشلنا واضطرابنا دائماً إلى قنوات الظلام التي تتمتع بظلمة دامسة
لم نحاول أن نشعل شمعة أو نرى ثقب لـ ضوءٍ قادم .. فالجهل يدمرنا
ويحطمنا ويؤطرنا و يجعل منا لوحة كاريكاتيرية قابلة للضحك و الاشمئزاز
الظلام .. من صنع الإنسان نفسه كما الضوء من صنعه و شتان مابين
المفردتين ..
أما الجهل فهو من صنع أكثر من عامل فهو من صنعنا و من اختراع
من حولنا و من تركيب مجتمعاتنا ومن اختيار زعمائنا .
الجهل المعرفي العدو الأول .. لكل نهضة أو حضارة .. فما إن تبدأ بالبناء
حتى ينقد معول الجهل ليهدم كل ما بُنيَ وكلَّ لبنةٍ .
ينشأ الجهل بادئاً ذي بدء بالنأي عن موارد المعرفة و عدم الاكتراث
بالمنجزات العلمية كما ينشأ عن عدم الفطنة لـ تجارب الماضي
سواء ناجحة أو فاشلة ..
يتمدد الجهل في النفس أولاً تاركاً اياها في غياهب تغييب مطلق
فلا تهوى النافع والمفيد بل تسعى الى غير المجدي وغير المفيد..!
و بفعل التكاثر يطال الجهل العقل فــ يتغير نظامه الكائني وينحو
نحو الترهات و اللاهيات فنراه في خمول و في جمود ..
إلى أن تمكّن من بعض العقول داء الزهايمر فـ دمر العقل ..
و بفعل تدمير العقل ينتفي الدور الفاعل للمخلوق البشري
لـ يصبح فرداً مستهلكاً لا منتجاً .. ويصبح بحاجة للآخرين
أما الآخرين فهم ليسوا بـ حاجة له .. فـ يُستغنى عنه ..
إذن كما قال شكسبير ليس لدينا ظلام فعلام نلعن الظلمة
كما ليس لدينا النور فمن أين لنا أن نستضيء بظلال الضوء.
لدينا جهل .. والجهل أمقت من الظلام ..
فإن قدر الظلام على بعض الحقب .. فالجهل ليس بمقدر
وليس بـ قضاء للإنسان لأنه كما نوهت من اختيار الإنسان
وحده ، عنه مسؤولاً وبه خبيراً .. وله ممارساً و داعماً .
إن التخلص من الجهل ليس ذو معادلة مستحيلة الحل ..
بل يبدأ من الترسيخ المعرفي و من تنمية المواهب
ومن غرس بذار العلم و العناية بها و تطويرها و هنا
لابد من التنويه الى ضرورة مواكبة المناهج المدرسية
و الجامعية بما يتلاءم و ضرورات المرحلة و الحاجة.
لخلق أجيال متمرسة تتمتع بالحرية الفكرية و تساعد
على التقدم الحضاري .
لـ يكن لنا هدف وثورة ضد الجهل لا كما يدعي البعض
ضد الظلام فتلك النظرة قاصرة و تنمي عن فكر مقعر
محدود وقاصر ..
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات