من الخيال للواقع ..قصه
حصه فتاة جميله تحلم كــ أي فتاة في هذا الكون ببيت وأسره ..
تحلم بالسعاده ..
كانت دائما ماتحكي لصديقاتها عن المستقبل ..
عن الوظيفه والزوج والأطفال ..
كانت مغرمه بحب الأطفال فقد تشربت حبهم من حب أبناء أخيها ...
في الفصل الأخير من السنة الأخيره لها بالجامعه ..
وتحديداً في اليوم الأخير يوم أعلان النجاح ..
ودعت زميلاتها على أمل اللقاء في الحياة العمليه القادمه ..
تفرق الأصحاب والزملاء وبقيت الذكريات .
بعد سنتين من الأنتظار تعينت حصه في قرية تبعد عن حائل 250 كلم .
تعينت بفرحة ناقصه حيث أنها على بند 105 .
ولكنها آمنت أن الكفاح لابد أن يبدأ من البدايات .
أتفق والدها مع أحد السائقين لتوصيلها الى المدرسه في القرية النائيه مع مجموعة المدرسات في تلك القرية .
في صباح اليوم الأول من العام الدراسي وقف السائق ابو فرحان عند الباب .
وكانت حصه في أوج نشاطها وأبهى أناقتها وكامل زينتها .
كأنه العيد بالنسبة لها فهو عيد التعيين وعيد أحساس الأنسان بكينونته المستقله .
تحرك نقل المعلمات وأتجه الى القريه مع ذلك الطريق المتعرج المتهالك .
وبعد ثلاث ساعات من السير وصلت حصه وزميلاتها الى المدرسه .
وكان الأرهاق واضحاً على حصه وزميلاتها .
بدأ اليوم الدراسي الأول بتعب وأرهاق وحيث أن اليوم الأول هو أقل أيام الدراسه عملاً رغم تأكيدات وزير التربيه والتعليم بأن العمل يبدأ من اليوم الأول .
إلا أن حصه وزميلاتها بدأن رحلة العوده الى المدينه عند الساعه العاشره صباحاً .
وكانت حصه في منزلها حوالي الساعه الثانية ظهراً .
لم يرهق الطريق حماس حصه للأنظمام الى العالم التعليمي .
وأخذت تتردد هي وزميلاتها يومياً من حائل الى القريه النائيه .
حيث تبدأ رحلة الذهاب عند الساعه الثالثه فجراً وتكون ساعة العوده الرابعه عصراً .
لم تهتم حصه بالأرهاق حيث أن مسئوليتها نفسها فقط .
كنت أبحث عن زوجه فقد ذُكرت حصه لي بأخلاقها وحسن تعاملها مع من حولها ولم يكن ينقصها الجمال .
في أجازة تلك السنه طرقت باب أهلها طالباً الزواج بحصه .
فتم القبول وتمت مراسم الخطبه والملكه في تلك الأجازه .
وبعد أن تم تحديد الزواج بالأجازه الصيفيه التاليه .
كانت هناك مكالمات بيني وبينها كل حين .
طلبتها أن تستقيل من العمل لتتفرغ لبيت المستقبل وللأسره القادمه .
لم تكن حصه مقتنعه بالفكره فكانت تُحب المشاركه في رسم خطوط المستقبل وكان ترسيمها على أحد المستويات دافعاً لها بالأستمرار فأقنعتني بأن تستمر وستكون الظروف القادمه أفضل بكثير .
مرت السنه الثانيه على حصه في التعليم وقد تم نقلها الى مدرسة أقرب كانت تبعد حوالي 200 كلم .
كانت تلك السنه سنة الأحلام والآمال .
وفي الأجازه الصيفيه تم الزواج .
فعلاً حصه كما وصفت لي فهي الخلوق الجميله .
كانت نعم الزوجه ونعم المعينه .
لم تكن زوجة فقط ولكنها ولكنها كانت الروح .
كانت تلك الأجازه الصيفيه بشهر العسل بروعة اللقاء بهذه المخلوقه .
لم يكن الزواج مجرد لقاء للأجساد .
بل كان عناق للأرواح وتجسيد لمعنى الحب .
انتهت الأجازه الصيفيه وقد مر على زواجنا شهرين .
نعم ظهرت حركة النقل الداخلي واقتربت غربة حصه .
حيث تعينت في قرية تبعد عن المدينه 100 كلم .
بعد شهر من بداية العام الدراسي أي بعد ثلاثة أشهر من زواجنا شعرت حصه بغثيان ودوار وصداع .
وحست بأعراض لا تعلمها .
كانت تشتكي لي فظننت أنها أعراض تعب او برد .
فقررنا الذهاب الى الطبيب .
وعند إجراء التحاليل وبعد وقت ليس بالطويل .
يأتي الطبيب فيطلق كلمة مبروك .
زوجتك حامل .
أبتسمت ونظرت إليها بفرحه فـ مسكت يدي حصه فقلت لها الف مبروك .
ومن خلف الغطوه أتضحت مراسم الأبتسامه الممزوجه بالقلق على وجه حصه .
فرحه وارتباك من حصه وهي تقول ابي ابشر امي .
بس خايفه من الحمل .
خايفه من الولاده .
مدري وش اسوي ..!!
لم يكن أمامي خيار سوى تطمينها نعم يا حصه لابد من الارتباك ولكنهم الأبناء .
وعند وصولنا الى المنزل اتصلت بأمها لتخبرها .
وانا كنت مع أهلي على التلفون لأخبارهم .
الجميع فرح .
لم تذهب حصه الى مدرستها في اليوم التالي .
البيت يطير من الفرح .
ينتظر ابتسامة طفل بعد 6 أشهر .
في تلك الليله أختلفنا على الأسم .
ولكن كان لابد أن نتفق .
اتفقنا إن كان ولد سأسميه أنا وإن كانت بنت ستسميها هي .
كان الوقت يمر متثاقلاً لأنتظار الفرحه .
وبعد أجازة منتصف العام أي بعد مرور 7 أشهر من الحمل .
وفي أحد ايام مراجعة الطبيبه لمتابعة الحمل .
قالت الطبيبه لحصه هل تريدين أن أحدد لك جنس المولود .
لا أدري ماذا قالت لحصه عن جنس المولود المرتقب .
كل ماقالته حصه لي لقد كسبت التسميه ياحبيبي ...!!
بدأت حصه تشتري وتجهز للمولود .
كانت دائما تسألني عن أسم المولود .
قُلت لها ذات يوم أسمه فهد .
قالت أسم حلو يابو فهد .
لم يكن شعوري عادياً عندما نادتني يابو فهد .
أحسست بفرحه ليست عاديه وكأني من الفرحه أتشكل من جديد لهذه الحياة .
في الشهر الثامن وذات صباح .
صحيت على صوت ( الأستشوار) فإذا بحصه تسرح شعرها أستعداداً للذهاب الى المدرسه .
أفقت وانتبهت وكأن هذا اليوم غير طبيعي .
فالجو ممطر ةالضباب يكسو المكان . نظرت لي حصه فقالت صباح الخير يابو فهد بصراحه اليوم الجو رائع ويجلب النشاط أنهض سـ أجهز لك فطوراً قبل ذهابي .
نظرت أليها قلت حصه هذا اليوم أنا سـ أوصلك للمدرسه .
قلت حصه لي يالله أنهض بجهز لك الفطور وانت خلك بشغلك مابي أشغلك وهذا النقل رايح على غير حسابي وياخذ أجرته الشهريه .
أنت ارتاح بس وانتبه لشغلك الظهر موعدنا ياحبيبي .
جهزت حصه الأفطار ولم تفطر معي خرجت مسرعه حيث أن النقل كان بالأنتظار ...
لم أفطر ..!!
خرجتُ بعد وقت للدوام وبين كل فتره وفتره أتصل على حصه كانت ترد علي .
وش فيك حبيبي اليوم مو على بعضك ..؟؟
جاوبتها لا ياحصه لا تأبهي كثيراً بأتصالي فمع هذه الأجواء الممطره لا أرى في حبات المطر سواك .
كانت حصه تضحك وتغمرها السعاده فتقول أنت السحاب الذي تكونت منه هذه القطرات إن كانت أنا هي القطرات بعينيك .
أتصلت عليها بعد الظهر فقالت حصه الآن نحن نستعد لركوب سيارة النقل للعوده لا تتأخر ياحبيبي سـ أنتظرك حتى نرتاح فالليله ابي السوق بشتري لـ فهد آخر الأغراض .
ماودي فهد يجي وناقصه شي من الدنيا .
آآآآه يافهد .
وبعدين حبيبي تراني تعبانه بنام بسيارة النقل والوعد البيت ..!!
عند الساعه الثانيه والنصف إذ بهاتفي يرن ..!!
الووو ... مرحبا ... مرحبتين
معك قسم الشرطه بالمستشفى ..!!
خير ان شاءالله .
فيه نقل للمعلمات صار عليه حادث وزوجتك معهم بس تجي شوي .
كيف حادث ..؟؟ طمني ..!! حصه صار بها شي ..!!
والله فيه حالة وفاة والباقي اصابات بس اظن زوجتك مصابه ..!!
انت تعال وان شاءالله خير ..!!
أتجهت بسرعه الى المستشفى وبين الف تفكير وتفكير ..!!
حصه ... فهد ..!!
وعند دخولي المستشفى منطلقاً وإذا بوالد حصه كان قد سبقني إلى المستشفى ..
فقط مسكني وقال لله ما أخذ وله ما أعطى فالحمدلله رب العالمين ...
الصبر ياولدي زين ..!!
عظم الله أجرك بزوجتك وأبنك ..!!
فقط نظرت أليه قلت له ياخال حصه نايمه بنقل المعلمات .
ليست ميته ...!!
سمعته يُردد إنا لله وانا أليه راجعون ..!!
إنا لله وانا أليه راجعون..
إنا لله وانا أليه راجعون ..
حصه ... أما زلتي نائمه ..؟؟
فهد ... أما زلت الفرحه المنتظره ..؟؟
حصه ... فهد ...
ناموا عليكم رحمة الله ...
حصه ... فهد أنتظركم ولن أُزعجكم ..
المفضلات