الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد فقد جاءتني الرسالة التالية من الأخ ( أبو ليان ) هذا نصها :
________________________________________
المكرم الشيخ عبدالله الواكد
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد
فقد تم نسبه فتوى لكم وأناأعلم علم اليقين
بأنه تم الإلباس عليكم في هذه الفتوى من بعض
الإخوة الذين حاولوا أن يعتذروا للكاتبة سيدة القلم
وحقيقة السؤال هو هل يجوز وصف الأنبياء بأنهم
عانوا من أمراض نفسيه ؟ ومهما عُرفت به الأمراض
النفسية من قبل العلماء الغربيون(الكفار) المعاصرون
للمرض النفسي فهل يجوز إطلاق هذه الألفاظ
على الأنبياء أم يجب الأدب معهم كما علمنا الله عز وجل
فإن أبو سلطان عزيز علينا ونجل له كل الإحترام ولكن
الخطأ خطأ فقد استخدمت فتواك في هذا الموضوع
ونسب إليك تحليل قلة الأدب مع الأنبياء عليهم السلام
لأنه هو محل الخلاف والنزاع على هذا فنحن تنازعنا
بأنه مهما كان تعريف المرض النفسي فإنه لابد الأدب
مع الأنبياء عليهم السلام والتلفظ معهم
بألفاظ الشرع والوقوف عليها واتانا الرد بأنه الأمر لابأس
فيه وهو منسوب إليك .
فيجب عليك تبرأ نفسك من هذا في موضوع
مستقل تبين لنا هذا اللبس جزاك الله خير وبارك فيك
فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يعلم الله أنني ما كنت أريد أن أكتب في هذا الموضوع علانية مع ما رأيت ما دار حوله من الجدل وقد وردتني عدة إستفسارات على الخاص من بعض الأخوة والأخوات فرردت عليها في حينها ومكانها ولم أعلن بها لأن كثرة الجدل غير المبني على أصول وقواعد شرعية أو علمية يورث العداوة والشحناء لأنه إذا كان الأمر مبني على الظن والتقدير فكل له ظن وتقدير يختلف عن غيره وله رأي يختلف عن غيره ولم أرد أن أخرج بالموضوع عن الخاص حتى جاءتني رسالة خاصة من الأخ أبو ليان حفظه الله ورعاه وهدانا الله وإياه وإياكم إلى طريق الهدى والرشاد طلب مني الكتابة عن ذلك في موضوع مستقل وتبرأة نفسي من ذلك في موضوع مستقل والرسالة التي أرسلها لي عنونها بعنوان صدمني وهو قوله في عنوانها ( لقد نسب لكم جواز قلة الأدب مع الأنبياء عليهم السلام ) وطلب مني أن أكتب عن هذا الموضوع لأبين اللبس
أولا من قال أنني قلت بجواز سوء الأدب مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فهذا تحريف للكلم عن مواضعه ، فإما أن يكون الذي نقل إليك الكلام وأنا أعرف كل الذين راسلوني هداهم الله إما أن يكون هذا الشخص قد نسب إلي ما لم أقله أو أن أبا ليان هداه الله قد إستخدم هذا اللفظ ، وإن كان فعل ذلك فهذا هو الخطأ بعينه أن لا يتحرى الناقل الدقة فيما ينقله ، لأن هناك بون شاسع وفرق عظيم بين القول بجواز قلة الأدب مع الأنبياء وبين القول بجواز إصابة الأنبياء بالأمراض والشخص الذي أفتيته بجواز سوء الأدب مع الأنبياء عليه أن يثبت ذلك ، وإلا سأقف أنا وهو أمام الله عز وجل يوم القيامة ، ولن أسامحه فأنا لم أقل بذلك وأعوذ بالله من قول ذلك ومن نسب عني ذلك فليعتذر مني وليتحللني فإنني لا أبيحه ولا أحله لأنه نسب لي ما لم أقله ، وأما قولك أنه لبس علي أحد من الإخوان فلم يلبس علي من الإخوة ولا من غيرهم في كلامي شيء ، بل لم يأتني من الجانب الآخر أي رسالة ، وقد قرأت كلام سيدة القلم ، ومن قال أن في كلامها سوء أدب مع الأنبياء عليهم صلوات الله ، فهو الذي سمى كلامها سوء أدب ، هي لم تقل بذلك ، وربما نفت أنها أرادت سوء الأدب ، وأنا أسألها الآن وأرجوا أن تبين ذلك بعد قراءتها للموضوع ، ياسيدة القلم هل أردت بكلامك الإساءة أو سوء الأدب مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، أجيبيني ؟ لأنها لم تقل ذلك في مقالتها ومن رد عليها وحمل كلامها على هذا المحمل ثم أخذ يجادلها فيما حمل كلامها عليه ، فهذا يجادل نفسه ، وأنا يعلم الله تعالى لم أكن يوما لا مع سيدة القلم ولا مع غيرها من الكتاب كلهم أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي ويهمني أن آخذ بأيديهم إلى الخير وإن رأيت من أحدهم شيئا راسلته على الخاص ومن راسلته منهم يدرك ذلك لأنه لا يلزم كثيرا في النصح والتوجيه أن تناصح علانية ، تعمدني بنصحك في انفرادي ، وجنبني النصيحة في الجماعة ، لأن النصح بين الناس نوع ، من التوبيخ لا أرضى استماعة ، بل ربما وقفت ضد كتابات سيدة القلم مرارا وكتابات غيرها من الكتابات المصادمة للشرع جهلا من كاتبها ، وأبو سلطان حفظه الله يعلم ذلك ، ويعلم الله أنني كنت دائما أناصح سيدة القلم في رسائل خاصة وكانت تتقبل نصحي بصدر رحب وتتشكر مني ، ولو لم تطب مني أخي أبوليان ذلك ما كتبت علانية ، فأنا مع الحق إن شاء الله ومع ما يتبين لي أنه الصواب فما أرجوا في هذه الدنيا من سوداء ولا بيضاء غير رضى ربي وما كنت لأنتصر لنفسي ولا لأحد غيري في سبيل غضب الله ، فهذا شرع الله عز وجل ، وهذا دين لا يعمل به بالرأي ، ولا بالهوى ، ولو بين لي أصغر أبنائي خطأ في أمر ما لأستغفرت الله ورجعت عنه وشكرت له ،
سيدة القلم قالت بالحرف الواحد " الأنْبِيَاء " المُصْطَفِينْ عَلِيْهم صَلَوات الله قَد عَاْنواْ مِنْ البِثَر والأمْرَاض النَفْسِيّة
كَـ الحُزن وضِيق الصَدر والإكتئاْب " فهي أولا قربت المعنى وقيدت معنى الأمراض النفسية التي أرادتها فقالت : كالحزن وضيق الصدر والإكتئاب ، أي ما كان في هذا البحر ومعلوم أن المطلق إذا قيد فإن المعنى ينصرف إلى ما قيد به وكذلك العام إذا خصص ونحن لا تعنينا تعريفات الغربيين الكفار عن الأمراض النفسية ، لأننا لو فعلنا ذلك لأصبح الجهاد إرهابا ولأصبح التبرج والسفور حرية للمرأة ولأصبح تطبيق حدود الله مصادمة لحقوق الإنسان وهكذا ، نحن ننظر إلى المعنى من المنظور الشرعي فهذه الأمراض في الشريعة تعني التعب النفسي والضيق والهم والحزن والغضب والعين والسحر ونحو ذلك ولو ذهبت بمسحور أو مصاب بالعين مثلا إلى أحد هؤلاء النفسيين لسمى ذلك بما عنده من الأسماء إما إنفصام في الشخصية أو وسواس قهري أو غير ذلك فنحن لا تهمنا مسميات النفسيين إنما حقيقة المرض فلا عبرة بما يقولون إنما عبرتنا بحقيقة المرض أنه إذا كان مرضا فإن جميع البشر بدون استثناء قد يصابون به من الناحية الكونية القدرية والله سبحانه بعد ذلك يصرف المرض عمن يشاء ويصيب به من يشاء ويشفي من شاء سبحانه ولا يكون تنزيه الأنبياء والرسل بمجانبة المنهج المستقيم في ذلك ولقد ضل بعض الفرق بسبب أنهم مثلا في جانب الصفات أرادوا أن ينزهوا الله عز وجل عن التشبيه والتمثيل فوقعوا في التعطيل فالمنهج المستقيم أننا نثبت للأنبياء مالهم من حقوق النبوة ونثبت لهم أيضا مالهم من الطبائع البشريه ولا نكون كمن قالوا في قوله تعالى ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) وقوله تعالى ( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر رسول أي أنه فيما يتعلق بأمور البشرية بشر وفيما يتعلق بأمور النبوة نبي وكذلك سائر الأنبياء فالأنبياء يعانون ويكابدون ويمرضون الأمراض العضوية والنفسية قال تعالى ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) وقال تعالى( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً ) وقال تعالى ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً ) وقال تعالى لنبيه ( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) والشواهد في القرآن والسنة كثيرة فالكاتبة أرادت أن تبين أنه حتى الأنبياء تصيبهم الأمراض سواء أمراض عضوية أو نفسية فالنبي صلى الله عليه وسلم ثبت أنه سحر وأصابته العين وأصابه السم والمرض كل ذلك ثابت في الكتاب والسنة فثبت أنه سحر سحره لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطه أي شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في جف طلعة ذكر ( أي في كافرة بار - والكافرة هي ما نعرفها التي تحيط بطلع النخل والذكر هو بار النخل لأن كافرته أكبر ويوضع السحر قديما فيها لأنها إذا يبست عليه غلفته وليمكث السحر أطول مدة لأنه لا يوجد عندهم قديما قصدير كما يستخدمه السحرة دمرهم الله الآن ليحفظوا به مادة السحر داخل تمائمهم الشركية) فلما نبأه الله بمكانه أخرجه صلى الله عليه وسلم من تحت راعوفة في بئر ذروان في بني زريق والراعوفة هي الحجرة الكبيرة التي توضع تحت ما نسميه نحن مقام القليب ليقف عليها من يريد إستدلاء البئر ونزح الماء وورد عن عبدالله بن مسعود أنه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم قال فديتك أبي وأمي إنك لتوعك وعكا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام إنني أوعك كما يوعك الرجلان منكم ، وفي حديث عائشة أنه كان يقول وارأساه ، وقال عليه السلام : لا زلت أجد أثر الأكلة التي أكلتها في خيبر يعني ذراع الشاة التي وضعت اليهودية له السم فيها فدل ذلك على أن الأنبياء أشد وعكا وتألما من بقية البشر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الهم والحزن والعجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ولذا ورد أن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء فكل الأنبياء أصابهم الإبتلاء سواء بالمرض أو بغيره فهذا أيوب عليه السلام قال أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ويعقوب قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ، وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ، ونوح استهزأ به قومه وسخروا منه وغيره ومحمد صلى الله عليه وسلم قيل له كذاب وساحر وكاهن وشاعر ومجنون وكلها أوردها الله سبحانه في القرآن وأوصاف ونعوت لو قيلت لأحدنا لأقام الدنيا وأقعدها ومثلها عبس وتولى ، فمن ظن أن عصمة الأنبياء والرسل في هذا الجانب فقد أبعد النجعة وغلط غلطا عظيما فالأنبياء يمرضون ويتألمون ويعانون وتصيبهم الفاقة والفقر والحاجة ولكن عصمتهم من جانب تبليغ رسالة ربهم والزيغ والأخطاء الشرعية وما إلى ذلك فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام أصابه السحر فلم يعصم من مرض السحر كمرض حتى قالت عائشة رضي الله عنها في مرض سحره كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ولكنه عصم من أن يؤثر السحر على تبليغ الرسالة أو الخلط في الأوامر الشرعية
قال أبو ليان حفظه الله في رسالته الخاصة
ونسب إليك تحليل قلة الأدب مع الأنبياء عليهم السلام
لأنه هو محل الخلاف والنزاع على هذا فنحن تنازعنا
بأنه مهما كان تعريف المرض النفسي فإنه لابد الأدب
مع الأنبياء عليهم السلام والتلفظ معهم
بألفاظ الشرع والوقوف عليها واتانا الرد بأنه الأمر لابأس
فيه وهو منسوب إليك
أقول الأدب مع الأنبياء والرسل لا يعني إنكار ما كتبه الله عليهم وعلى غيرهم من الأمور الكونية القدرية وقد أنكر ذلك فئام من المسلمين قديما أنكروا أن يقال للنبي صلى الله عليه وسلم أنه سحر وهم أرادوا بذلك تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن مرض السحر الذي يترتب عليه ما يترتب وهذا جهل بأمور الشريعة السمحة وأنتم جزاكم الله خيرا ما أردتم إلا تنزيه الأنبياء عن مثل هذه الأمراض فمقاصدكم نبيلة وحميتكم للأنبياء ظاهرة لكن أيضا يترتب على هذا أن يغلوا الناس في الأنبياء والرسل وأن يجاوزا بهم مكانة البشر فيما هم فيه بشر كالأكل والشرب والصحة والمرض والإيذاء النبي عليه الصلاة والسلام أوذي إيذا شديدا وضع على ظهره سلا الجزور أي مصران الجزور وضعت على ظهره وهو ساجد إلى الكعبة حتى أزالتها بنته فاطمة رضي الله عنها وأدميت قدماه الشريفتان في الطائف وسفه به حتى ذهب هائما على وجهه قال عليه الصلاة والسلام فهمت على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب وقرن الثعالب هذا مكان يبعد عن الطائف قرابة سبعين كيلوا مترا تصور سبعين كيلا والنبي صلى الله عليه وسلم هائم على وجهه لم يستفق مما به من الضيق والأسى والتعب على أنه يأتي بالخير والنجاة إلى الناس وهم يدمون قدميه ويؤذونه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وهناك جاءه جبريل وملك الجبال عليهم السلام قال أأطبق عليهم الأخشبين وهما جبلين في مكة فيقول بأبي هو أمي لا لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ، أقول قد أنكر إصابة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو هذه الأمراض فئام من المسلمين فرد عليهم أهل العلم من سلف هذه الأمة آنذاك أمثال بن حجر وابن القيم والقاضي عياض والمازري وغيرهم
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري عند شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله في المجلد العاشر صفحة 237 قال : قوله ( حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ) قال : قال المازري : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل ، وزعموا أن تجويز ذلك بعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء ، قال المازري : وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا ، التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يتعرض البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك من امور الدين ) إنتهى . عن ابن حجر رحمه الله فتح الباري شرح صحيح البخاري (10/237)
وقال بن القيم رحمه الله في الطب النبوي ( قد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنوه نقصا وعيبا ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يعتريه صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع وهو مرض من الأمراض وإصابته كإصابته بالسم لا فرق بينهما وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أنها قالت " سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن " وذلك أشد ما يكون من السحر . قال القاضي عياض : " والسحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، يجوز عليه صلى الله عليه وسلم كأنواع الأمراض ، مما لا ينكر ولا يقدح في نبوته ، وأما كونه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله ، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز طروه عليه في أمر دنياه التي لم يبعث لسببها ، ولا فضل من أجلها ، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أنه يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان ) إنتهى . كتاب الطب النبوي لإبن القيم رحمه الله صفحة 105 ،
الشاهد أن مكان الخلاف إن كان في هذه النقطة فليس في ما قالته الكاتبة بأسا إن شاء الله وليس في ذلك سوء أدب مع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم
وكلما أبعد الإنسان في كتاباته عن مواطن النزاع والخلاف فهو أفضل وأسلم وأحفظ لأوقات المسلمين
أرجوا أن أكون بينت الأمر
حفظكم الله جميعا ورعاكم والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
أخوكم عبدالله الواكد
المفضلات