عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا ...
جالس في حوش بيتنا ... هو ليس بيتنا ... لاننا لا نملكه !!
جلست في الحوش ... منذ أول الليل ...
وأحسست بأنني حلست لمدة ثلاثة أيام متواصلة ..
والساعة لاتزال .. عند الحادية عشرة ..
ما أطولك أيها الليل ... ؟!!
متى ينبلج ظلامك ...؟!
من ذا يسامرني .. في هذه الليلة ..
وقد نامت ست الحسن والدلال .. غير آبهة بي .. أو قولوا .. غير آبه بها ... سيان ... فاليوم ليس لها .. بل لضرتها ... المضايف !!
ارتأيت أن أسامر نفسي ...
نفسي ؟!
نعم نفسي ..
فان لنفسي علي حقا ...
ومنذ فترة ليست بالقليلة .. لم أجلس مع نفسي ...
آآآآآه يا نفسي ...
كيف حالك ...؟!
يانفسي ..
أريد أن أسألك بعض الأسئلة ...
التي تجول في خاطري ولم أجد لها جوابا ...
لماذا يوجد بيننا المؤمن والفاجر ...
لماذا يوجد بيننا الطائع والعاصي ..
لماذا يوجد بيننا الكريم والبخيل ..
لماذا يوجد بيننا المؤدب وسئ الخلق ..
لماذا يوجد بيننا الشجاع والجبان ..
لماذا يوجد بيننا العالم والجاهل ..
ماضر الكافر لو أسلم ..؟!
ما ضر العاصي لو أطاع .. ؟!
ما ضر البخيل لو أنفق ..؟!
ماضر سئ الخلق لو حسن خلقه ..؟!
ماضر الجبان لو أقدم على الموت بشجاعة ..؟!
ماضر الجاهل لو تعلم العلم النافع ..؟!
هات ماعندك يانفسي هات ....
لم تجبني نفسي ... ربما ... لأنها غاضبة مني على انقطاعي عن مجالستها ...
وربما لانها لا تعرف جوابا لأسئلتي ...
وربما ......
وفجأة ..
ذكرتني نفسي ببيت شعر .. لابي الطيب المتنبي ... قال فيه :
[poem=font=",6,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لولا المشقةُ ساد الناس كلهمُ = الجودُ يفقرُ والإقدام قتّالُ[/poem]
بالفعل ... صدقت ياأبا الطيب .. لوكان الامر سهلا .. لما وجدنا المسلم والكافر .. والطائع والعاصي والشجاع والجبان ... والكريم والبخيل .. ,,,,,,
إنها المشقة ... من تحملها .. وصل لما يريد أن يصل إليه .. ولولاها .. لكان الناس سيان ...
يبدو أن جواب تساؤلاتي لديك ياأبا الطيب ...
ويبدو أنني سأزورك عما قريب ... لاصل رحمي التي قطعتها ....
المفضلات