[frame="13 98"]
سَبّاقِ غاياتِ مَجْدٍ في عشَيرَتِه 000 مُرَجِّعُ الصَّوْتِ هَدًّا بينَ أَرْفاقِ
تابَّطَ شَراً:
أخبار تأبط شراً ونسبه
نسبه ولقبه
هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن.
وقيل: حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
وأمه امرأة يقال لها: أميمة، يقال: إنها من بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة :
تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له00 وقيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.
وتبأبط شراً لقب لقب به، ذكر الرواة أنه كان رأى كبشاً في الصحراء
فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول
فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت? قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك.
وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك
فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه
فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت
فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت?
فقالت: أتاني بأفاع في جراب
قلن: وكيف حملها? قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً.
وحدث علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
أن أمه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها?
فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه فأعطته فملأه لها أفاعي وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.
ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى فإنه يصف لقاءه إياها في شعره كثيراً
فمن ذلك قوله:
فأصبحت الغول لي جارة 00000 فيا جارتا لك ما أهـولا
فطالبتها بضعها فالتـوت 00000 علي وحاولت أن أفعـلا
فمن كان يسأل عن جارتي 000 فإن لها باللوى مـنـزلا
كان أحد العدائين المعدودين:
أخبر الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال: نزلت على حي من فهم إخوة بني عدوان من قيس
فسألتهم عن خبر تأبط شراً فقال لي بعضهم: وما سؤالك عنه، أتريد أن تكون لصاً?
قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين، فأتحدث بها، فقالوا: نحدثك بخبره:
إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة
فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه
ثم يشويه فيأكله.
يصف غولاً افترسها:
وإنما سمي تأبط شراً لأنه - فيما حكي لنا - لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان
في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه
وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شراً
فقال في ذلك:
تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى 000 يوائم غنماً أو يشيف على ذحل
يوائم: يوافق 0000000 ويشيف: يقتدر.وقال أيضاً في ذلك:
ألا مـن مــبـلـغ فـتـيــان فـهـم 000 بما لاقيت عند رحى بطـان
وأني قد لقيت الغول تهـوي 000 بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانـا نـضـوأين 000 أخــو ســفـر فخــلي لي مكانـي
فشدت شدة نحوي فـأهـوى 000 لها كـفـي بمصــقـول يـمـانـي
فأضربها بلا دهش فخـرت 00000 صـريعاً لليــديـن ولـلـجـــران
فقالت: عد فقلت لها: رويداً 000 مكانك إنني ثــبت الـجـنـان
فـلـم أنفـك متـكـئاً عـلـيــهـا 000 لأنـظــر مصــبحاً ماذا أتـانـي
إذا عينان فـي رأس قـبـيـح 000 كرأس الهــر مشقوق اللسـان
وساقا مخدج وشواة كـلـب 000 وثوب مـن عباء أو شـــنـان
لم لا تنهشه الحيات ؟
أخبرنا الحسين بن يحيى: قال: قرأت على حماد: وحدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللهبي: قال:
قيل لتأبط شراً: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيات في سراك?
فقال: إني لأسرى البردين.
يعني أول الليل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، وآخر الليل تمور مقبلة إليها.
يابى الا الحذر
قال: وخرج تأبط غازياً يريد الغارة على الأزد في بعض ما كان يغير عليهم وحده
فنذرت به الأزد فأهملوا له إبلاً وأمروا ثلاثة من ذوي بأسهم وهم:
حاجز بن أبي، وسواد بن عمرو بن مالك، وعوف بن عبد الله0 أن يتبعوه حتى ينام فيأخذوه أخذاً
فكمنوا له مكمناً، وأقبل تأبط شراً فبصر بالإبل، فطردها بعض يومه. ثم تركها ونهض في شعب لينظر:
هل يطلبه أحد? فكمن القوم حين رأوه ولم يرهم، فلما لم ير أحداً في أثره عاود الإبل فشلها يومه وليلته
والغد حتى أمسى، ثم عقلها، وصنع طعاماً فأكله، والقوم ينظرون إليه في ظله، ثم هيأ مضطجعاً على النار
ثم أخمدها وزحف على بطنه ومعه قوسه، حتى دخل بين الإبل
وخشي أن يكون رآه أحد وهو لا يعلم ويأبى إلا الحذر والأخذ بالحزم
فمكث ساعة وقد هيأ سهماً على كبد قوسه، فلما أحسو نومه أقبلوا ثلاثتهم يؤمون المهاد الذي رأوه هيأه
فإذا هو يرمي أحدهم فيقتله وجال الآخران ورمى آخر فقتله وأفلت حاجز هارباً وأخذ سلب الرجلين
وأطلق عقل الإبل وشلها حتى جاء بها قومه
وقال تأبط في ذلك:
ترجي نساء الأزد طلعة ثـابـت 000 أسيراً ولم يدرين كيف حويلـي
فإن الأللى أوصـيتم بـين هـارب 000 طريد ومســفـوح الدماء قـتـيـل
وخدت بهم حتى إذا طال وخدهم 000 وراب عليهم مضجعي ومقيلـي
مهدت لهم حتى إذا طاب روعهم 000 إلى المهد خاتلت الضيا بختـيل
فلما أحســوا النوم جاءوا كأنـهـم 000 سباع أصابت هجـمة بـســـلـيـل
فقلدت سوار بن عمرو بن مالك 000 بأســمر جســر القدتـين طـمـيل
فـخـر كأن الفيــل ألقـى جــرانـه 000 عــليــه بـريــان الـقـواء أســـيـل
وظل رعاع المتن من وقع حاجز 000000 يخر ولونهنهت غـيــر قـلـيل
لأبت كما آبا ولو كنـت قـارنـاً 000000 لجئت وما مالكت طول ذميلـي
فســرك ندمانـك لـمـا تـتـابـعـا 00000 وأنك لم تـرجع بعــوص قـتـيــل
ستأتي إلى فهم غنـيمة خـسـلة 000 وفي الأزد نـوح ويــلة بـعـويــل
فقال حاجز بن أبي الأزدي يجيبه:
سألت فلم تكلمني الرسوم 000
وهي في أشعار الأزد.فأجابه تأبط شراً:
لقـد قال الخـلي وقال خلـســـاً 000 بظهر الليل شد به العكـوم
لطيف من سعاد عناك منهـا 000 مراعاة النجوم ومـن يهـيم
وتلك لئن عنيت بـهـا رداح 000 من النسوان منطقها رخـيم
نياق القرط غراء الـثـنـايا 000000 وريداء الشباب ونعـم خـيم
ولكن فات صاحب بطن وهو 000000 وصاحبه فأنت بـه زعـيم
أؤاخـذ خطة فـيـهـا ســـواء 000000 أبيــت وليــل واترهـا نـؤوم
ثأرت به وما اقترفـت يداه 000000 فظل لها بنـا يوم غـشـوم
تحز رقابهم حتى نـزعـنـا 000000 وأنف الموت منخره رمـيم
وإن تقع النسور علي يومـاً 000 فلحم المعتــفي لحـم كـريـم
وذي رحم أحال الدهر عنـه 000 فليس له لذي رحـم حـريم
أصاب الدهر آمن مروتـيه 00000 فألقاه المصاحب والحمـيم
مددت له يميناً من جناحـي 00000 لها وفر وكـافـية رحـوم
أواســيـه عـلـى الأيـام إنـي 000 إذا قعــدت به اللؤمـا ألـوم
عمرو بن براق يثأر من تأبط شرا
ولد حزام بن حذام: بني حرة بن جتنم، وبني نهية، وبني حبس الفتكي.
فمن شعرائهم عمرو بن براق يقال البراق وكان مع شعره بطلاً عداء. وكان تأبط شراً غزا قومه
فقتل منهم فحلف عمرو وقال: والله لا غزون وان ظفرنا بتأبط شراً لنقتلّنه. فخرج حتى ورد ارض فهم بن عدوان
فأذا تأبط شراً واخوته قد خرجوا بواد لهم في جبالهم فرنا عمر ومشاهقه، فلما امسى نزل وطاف بالجبال
وتأبط شرا داخل في الخبا، وهم يشربون فقال تأبط شرا:
لقد انكرت من امر هذه الليلة واخاف إن يكون بقربي طالب ثأر عمرو فأراد بعض اخوته ليخرج من الخبا
فقام تأبط شرا وقال:
اقعد فقعد، وتوحش ثانية فقام حليف له مسرعا وقال: لأعرفن حقيقة الخبر فخرج من مخرج في الخبا
فضربه عمرو فقتله، وسمع تأبط شرا الصوت فخرج ولا سلاح معه فضربه عمرو مامونة فصاح تأبط شرا بأخوته
دونكم الرجل، فعدا عمرو وعدا خلفه ثفاتهم فرجعوا إلى تأبط شرا فكروا جرحه وعصبوه
فلم يزل كذلك حتى برئ.
ثم إن تأبط شرا لقي عمرو بن براق بعد ذلك فقال له: يا عمرو انت الذي ضربتني وقتلت حليفي.
قال: نعم، ولا معذرة اليه. وكان مع تأبط شرا جماعة، وكان عمرو لوحده. فقال له تأبط شرا: فما ترى ?
قال: ارى الذي تراه. واحب الامور الي المناصفة، ولا نصفة عندك. فقال له:
وما المناصفة التي هي احب اليك ؟
قال: إن تبرز لي وحدك، فأبرز لك، ويموت اعجزنا. قال: ذلك لك فأبرز.
قال عمرو: فأني لا بأصحابي ولا أنت صحابك.
قال: فكيف تحب ؟ فقال إن تعدو فأعدو إلى اصحابي، وتعدو بأصحابك معك
واحد لك الحلايد ثم ابعدوا اصحابك بعدنا عنهم نازلتك الا ان لحقتني قبل فذاك،
قال: قد انصفت فاعد فاعدو واتبعه تابط شرا وادام عمرو العدو وجعل يزداد نشاطا على طول الامد
وجعل اصحاب تأبط شرا خلفه. فعند ذلك صاح به عمرو، يا ثابت أ فيك مسكنة لنزال، فأنازلك،
ام تحب الراحة فأمهلك فقال له ثابت: لا راحة بعد دون المجتلد، فعطف عليه عمرو فضربه بسيفه ضربة منكرة
فنبا عنه السيف، واذا به علا يحف لحمه على عظمه حتى يصير اشد من الحديد ولا تحيك فيه السيوف
ولا تكلمه الصخور.
وبذلك كان يقول على الجد والسير في البر و البحر و الحزن والوعرة فلما رأى عمرو سلاحه لا يحيك فيه
ترك الاشتغال بسيفه وانكشف عنه فرجع تأبط شرا ناقضا.ففي ذلك يقول عمرو بن مروان الاصمعي
فمن غريب قصائده التي قل مثلها:
عرفت الديار توهما فاعتادها 000 من بعد ما شمل البلاد ابلادها
موت أخيه عمرو:
ذكروا أنه لما انصرف الناس عن المستغل؛ وهي سوق كانت العرب تجتمع بها
قال عمرو بن جابر بن سفيان أخو تأبط شراً لمن حضر من قومه:
لا واللات والعزى لا أرجع حتى أغير على بني عتير من هذيل، ومعه رجلان من قومه هو ثالثهما
فأطردوا إبلاً لنبي عتير فأتبعهم أرباب الإبل، فقال عمرو:
أنا كار على القوم ومنهنهم عنكما، فامضيا بالإبل.
فكر عليهم فنهنهم طويلاً فجرح في القوم رئيساً ورماه رجل من بني عتير بسهم فقتله فقالت بنو عتير:
هذا عمرو بن جابر، ما تصنعون أن تلحقوا بأصحابه?
أبعدها الله من إبل فإنا نخشى أن نلحقهم فيقتل القوم منا فيكونوا قد أخذوا الثأر فرجعوا ولم يجاوزوه.
وكانوا يظنون أن معه أناساً كثيراً
فقال تأبط لما بلغه قتل أخيه:
وحرمت النساء وإن أحلت 00000 بشور أو بمزج أو لصاب
حياتي أو أزور بني عتير 00000 وكاهلها بجمع ذي ضباب
إذا وقعت لكعب أو خثـيم 000 وســيار يســوغ لها شرابي
أظني ميـتاً كمـداً ولـمـا 0000 أطالع طلعــة أهـل الكــراب
ودمت مسيراً أهدي رعيلا 0000 أؤم سواد طود ذي نقاب
فأجابه أنس بن حذيفة الهذلي:
لعـلك أن تجــيء بك المـنـايا 000 تســاق لفتيـة منـا غـضـاب
فتنزل في مكرهم صـريعـاً 00000 وتنزل طرقة الضبع السغاب
تأبط ســوأة وحمـلـت شــراً 000 لعلك أن تكــون من المصاب
أخوه السمع يثأر لأخيه عمرو:
ثم أن السمع بن جابر أخا تأبط شراً خرج في صعاليك من قومه يريد الغارة على بني عتير
ليثأر بأخيه عمرو بن جابر، حتى إذا كان ببلاد هذيل لقي راعياً لهم فسأله عنهم فأخبره
بأهل بيت من عتير كثير مالهم فبيتهم فلم يفلت منهم مخبر واستاقوا أموالهم
فقال في ذلك السمع بن جابر:
بأعلى ذي جماجم أهل دار 000 إذا ظعنت عشيرتهم أقاموا
طرقـتـهم بـفـتـيـان كـرام 000 مســاعيــر إذا حـمي المـقـام
متى ما أدع من فهم تجبني 000 وعدوان الحماة لهم نظـام
إصابته في غارة على الأزد:
ذكروا أن تأبط شراً خرج ومعه مرة بن خليف يريدان الغارة على الأزد0
وقد جعلا الهداية بينهما، فلما كانت هداية مرة نعس
فجار عن الطريق ومضيا حتى وقعا بين جبال ليس فيها جبل متقارب، وإذا فيها مياه يصيح الطير عليها
وإذا البيض والفراخ بظهور الأكم، فقال تأبط شراً:
هلكنا واللات يا مرة، ما وطئ هذا المكان إنس قبلنا، ولو وطئته إنس ما باضت الطير بالأرض
فاختر أية هاتيت القنتين شئت، وهما أطول شيء يريان من الجبال فأصعد إحداهما وتصعد أنت الأخرى
فإن رأيت الحياة فألح بالثوب، وإن رأيت والموت فألح بالسيف، فإني فاعل مثل ذلك فأقاما يومين.
ثم إن تأبط شراً ألاح بالثوب، وانحدرا حتى التقيا في سفح الجبل فقال مرة: ما رأيت يا ثابت?
قال: دخاناً أو جراداً. قال مرة: إنك إن جزعت منه هلكنا
فقال تأبط شراً: أما أنا فإني سأخرم بك من حيث تهتدي الريح فمكثا بذلك يومين وليلتين ثم تبعا الصوت
فقال تأبط شراً: النعم والناس. أما والله لئن عرفنا لنقتلن ولئن أغرنا لندركن
فأت الحي من طرف وأنا من الآخر، ثم كن ضيفاً ثلاثا، فإن لم يرجع إليك قلبك فلا رجع
ثم أغر على ما قبلك إذا تدلت الشمس فكانت قدر قامة وموعدك الطريق.
ففعلا، حتى إذا كان اليوم الثالث أغار كل واحد منهما على ما يليه، فاستاقا النعم والغنم
وطردا يوماً وليلة طرداً عنيفاً حتى أمسيا الليلة الثانية دخلا شعباً فنحرا قلوصاً
فبينا هما يشويان إذا سمعا حساً على باب الشعب،
فقال تأبط: الطلب يا مرة، إن ثبت فلم يدخل فهم مجيزون وإن دخل فهو الطلب
فلم يلبث أن سمع الحس يدخل فقال مرة: هلكنا، ووضع تأبط شراً يده على عضد مرة فإذا هي ترعد
فقال: ما أرعدت عضدك إلا من قبل أمك الوابشية من هذيل، خذ بظهري فإن نجوت نجوت وإن قتلت وقيتك.
فلما دنا القوم أخذ مرة بظهر تأبط، وحمل تأبط فقتل رجلاً، ورموه بسهم فأعلقوه فيه
وأفلتا جميعاً بأنفسهما، فلما أمنا وكان من آخر الليل، قال مرة: ما رأيت كاليوم غنيمة
أخذت على حين أشرفنا على أهلنا، وعض مرة عضده، وكان الحي الذين أغاروا عليهم بجيلة
وأتى تأبط امرأته، فلما رأيت جراحته ولولت،
فقال تأبط في ذلك:
وبالشعب إذ سدت بجـيلة فـجـه 000000 ومن خلفه هضب صغار وجامـل
شــددت لنفس المـرء مرة حـزمـه 000000 وقد نصب دون النجاء الحـبـائل
وقلت له: كن خلف ظهري فإننـي 00000 سأفديك وانظر بعد ما أنت فاعـل
فعاذ بحد السيف صاحب أمـرهـم 0000 وخلوا عن الشيء الذي لم يحاولوا
وأخطأهم قتلي ورفعت صاحـبـي 0000 علىالليل لم تؤخذ عليه المخاتـل
واخطأ غــنـم الحي مــرة بـعـدمـا 0000000 حوتــه إلـيــه كــفـه والأنـامـل
بعض على أطرافه كـيف زولـه 00000 ودون الملا سهل من الأرض مائل
فقلت له: هذي بتـلـك وقـد يرى 000000 لها ثمناً من نـفـسـه مـا يزاول
تولول سعدى أن أتيت مـجـرحـاً 000000 إليها وقد منت علي الـمـقـاتـل
وكائـن أتــاها هارباً قبـل هـــذه 000000 ومن غـانم فأيــن منك الولاول
يثبث مع قلة من أصحابه فيظفرون:
فلما انقضت الأشهر الحرم خرج تأبط والمسيت بن كلاب في ستة نفر يريدون الغارة على بجيلة
والأخذ بثأر صاحبيهم عمرو بن كلاب وسعد بن الأشرس. فخرج تأبط والمسيب بن كلاب وعامر بن الأخنس
وعمرو بن براق ومرة بن خليف والشنفري بن مالك ((والسمع وكعب حدا رابنا جابر أخوا تأبط))
فمضوا حتى أغاروا على العوص فقتلوا منهم ثلاثة نفر: فارسين وراجلاً وأطردوا لهم إبلاً
وأخذوا منهم امرأتين فمضوا بما غنموا حتى إذا كانوا على يوم وليلة من قومهم عرضت لهم خثعم
في نحو من أربعين رجلاً، فيهم أبي بن جابر الخثعمي وهو رئيس القوم
فقال تأبط: يا قوم، لا تسلموا لهم ما في أيديكم حتى تبلوا عذراً
وقال عامر بن الأخنس: عليكم بصدق الضراب وقد أدركتم بثأركم
وقال المسيب: اصدقوا القوم الحملة وإياكم والفشل
وقال عمرو بن براق: ابذلوا مهجكم ساعة فإن النصر عند الصبر
وقال الشنفري:
نحن الصعاليك الحماة البزل000إذا لقينا لا نرى نـهـلـل
وقال مرة بن خليف:
يـا ثـابت الخيـر ويـا بـن الأخـنـس 000000 ويا بن براق الكـريم الأشـوس
والشنفري عند حـيود الأنـفـس 000 أنا ابن حامي السرب في المغمس
0000000000نحن مساعير الحروب الضرس 000000000000
وقال كعب حدار أخو تأبط: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعاً فتدبروا
وقال السمع أخو تأبط:
يا قوم كونوا عندها أحرارا 000 لا تسلموا العون ولا البكارا
ولا القناعيس ولا العشـارا 00000 لخثعم وقد دعـوا غـرارا
ساقوهم الموت معاً أحرارا 000 وافتخروا الدهر بها افتخاراً
فلما سمع تأبط مقالتهم قال: بأبي أنتم وأمي، نعم الحماة إذا جد الجد
أما إذا أجمع رأييكم على قتال القوم فاحملوا ولا تتفرقوا فإن القوم أكثر منكم فحملوا عليهم
فقتلوا منهم ثم كروا الثانية فقتلوا ثم كروا الثالثة فقتلوا فانهزمت خثعم
وتفرقت في رؤوس الجبال، ومضى تأبط وأصحابه بما غنموا وأسلاب من قتلوا
فقال تأبط من ذلك:
جزى الله فتياناً على العوص أشرقت 000 سيوفهم تحت العـجـاجة بـالـدم
الأبيات...
وقال الشنفري في ذلك:
دعيني وقولي بعد ما شئت إنني 000 سيفدي بنفسي مرة فـأغـيب
الأبيات...
وقال الشنفري أيضاً:
ألا هـل أتى عـنا سـعاد ودونهـا 0000 مهامه بيد تعتلي بالصعالـيك
بأنا صبحنا القوم في حر دارهم 000 حمام المنايا بالسيوف البواتـك
قتلنا بعمرو منهم خير فـارس 00000 يزيد وسعدا وابن عوف بمالك
ظللنا نفري بالسيوف رؤوسهم 000 ونرشقهم بالنبل بين الدكـادك
وقال غيره:
لا بل قال هذه القصيدة في عامر بن الأخنس الفهمي، وكان من حديث عامر بن الأخنس
أنه غزا في نفر، بضعة وعشرين رجلاً، فيهم عامر بن الأخنس، وكان سيداً فيهم، وكان إذا خرج في غزو رأسهم
وكان يقال له سيد الصعاليك، فخرج بهم حتى باتوا على بني نفاثة بن عدي بن الديل ممسين
ينتظرون أن ينام الحي، حتى إذا كان في سواد الليل مر بهم راع من الحي قد أغدر فمعه غديرته يسوقها
فبصر بهم وبمكانهم، فخلى الغديرة وتبع الضراء ضراء الوادي، حتى جاء الحي فأخبرهم بمكان القوم
وحيث رآهم، فقاموا فاختاروا: فتيان الحي فسلحوهم، وأقبلوا نحوهم، حتى إذا دنوا منهم
قال رجل من النفاثيين: والله ما قوسي بموترة. فقالوا: فأوتر قوسك، فوضع قوسه فأوترها،
فقال تأبط لأصحابه: اسكتوا، واستمع فقال: أتيتم والله، قالوا: وما ذلك؟
قال: أنا والله أسمع حطيط وتر قوس. قالوا: والله ما نسمع شيئاً،
قال: بلى والله إني لأسمعه، يا قوم النجاء، قالوا: لا والله ما سمعت شيئاً،
فوثب فانطلق وتركهم، ووثب معه نفر، وبيتهم بنو نفاثة فلم يفلت منهم إنسان،
وخرج هو وأصحابه الذين انطلقوا معه، وقتل تلك الليلة عامر بن الأخنس.
قال ابن عمير: وسألت أهل الحجاز عن عامر بن الأخنس، فزعموا أنه مات على فراشه.
فلما رجع تأبط قالت له امرأته: تركت أصحابك،
فقال حينئذ:
ألا عجب الفتيان من أم مـالـك 000 تقول: لقد أصبحت أشعث أغبرا
ينهزم من النساء
قال أبو عمر الشيباني: لا بل كان من شأن تأبط وهو ثابت بن جابر بن سفيان، وكان جريئاً شاعراً فاتكاً
أنه خرج من أهله بغارة من قومه، يريدون بني صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعيد بن هذيل،
وذلك في عقب شهر حرام مما كان يحرم أهل الجاهلية، حتى هبط صدر أدم، وخفض عن جماعة بني صاهلة،
فاستقبل التلاعة، فوجد بها داراً من بني نفاثة بن عدي، ليس فيها إلا النساء، غير رجل واحد،
فبصر الرجل بتأبط وخشية، وذلك في الضحى، فقام الرجل إلى النساء، فأمرهن فجعلن رؤوسهن جمماً
وجعلن دروعهن أردية، وأخذن من بيوتهن عمداً كهيئة السيوف فجعلن لها حمائل، ثم تأبطنها
ثم نهض ونهضن معه يغريهن كما يغري القوم، وأرمهن أن لا يبرزن خداً، وجعل هو يبرز للقوم ليروه،
وطفق يغري ويصيح على القوم، حتى أفزع تأبط شراً واصحابه وهو على ذلك يغري. في بقية ليلة أو ليلتين
من الشهر الحرام، فنهضوا في شعب يقال له شعب وشل، وتأبط ينهض في الشعب مع أصحابه، ثم يقف في آخرهم
ثم يقول: يا قوم لكأنما يطردكم النساء، فيصيح عليه أصحابه فيقولون: انج أدركك القوم، وتأبى نفسه
فلم يزل به أصحابه حتى مضى معهم
فقال تأبط في ذلك:
أبعـد النفاثيين أزجـر طائرا 00000000 وآسى على شيء إذا هو أدبرا
أنـهنه رجلي عنهم وإخــالهم 000000 من الذل يعـراً بالتلاعة أعـفرا
ولو نالت الكفان أصحاب نوفـل 000 بمهمهة مـن بـين ظئرء وعـرعـرا
مصرعه على يد غلام دون المحتلم:
فلما رجع تأبط وبلغه ما لقي أصحابه
قال: والله ما يمس رأسي غسل ولا دهن حتى أثأر بهم.
فخرج في نفر من قومه، حتى عرض لهم بيتع من هذيل بين صوى جبل، فقال: اغنموا هذا البيت أولاً،
قالوا: لا والله، ما لنا فيه أرب، ولئن كانت فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها.
فقال: إني أتفاءل أن أنزل، ووقف، وأتت به ضبع من يساره، فكرهها،
وعاف على غير الذي رأى، فقال: أبشري أشبعك من القوم غداً. فقال له أصحابه:
ويحك، انطلق، فوالله ما نرى أن نقيم عليها. قال: لا والله لا أريم حتى أصبح.
وأتت به ضبع عن يساره فقال: أشبعك من القوم غداً. فقال أحد القوم: والله إني أرى هاتين غداً بك،
فقال: لا والله لا أريم حتى أصبح. فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح،
وقد رأى أهل البيت وعدهم على النار، وأبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم،
وغدوا على القوم، فقتلوا شيخاً وعجوزاً، وحازوا جاريتين وإبلاً. ثم قال تأبط:
إني قد رأيت معهم غلاماً؛ فأين الغلام الذي كان معهم? فأبصر أثره فاتبعه،
فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئاً، فاتبعه،
واستتر الغلام بقتادة إلى جنب صخرة، وأقبل تأبط يقصه وفوق الغلام سهماً حين رأى أنه لا ينجيه شيء،
وأمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب على الصخرة، وأرسل السهم، فلم يسمع تأبط إلا الحبضة
فرفع رأسه، فانتظم السهم قلبه، وأقبل نحوه وهو يقول: لا بأس 0
فقال الغلام: لا بأس، والله لقد وضعته حيث تكره، وغشية تأبط بالسيف وجعل الغلام يلوذ بالقتادة،
ويضربها تأبط بحشاشته، فيأخذ ما أصابت الضربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى أصحابه
يجر رجله، فلما رأوه وثبوا، ولم يدروا ما أصابه، فقالوا: مالك? فلم ينطق، ومات في أيديهم،
فانطلقوا وتركوه، فجعل لا يأكل منه سبع ولا طائر إلا مات، فاحتملته هذيل،
فألقته في غار يقال له غار رخمان،
فقالت ريطة أخته وهي يومئذ متزوجة في بني الديل:
نعم الفتى غادرتم برخمان 000 ثابت بن جابر بن سفيان
وقال مرة بن خليف يرثيه:
إن العزيمة والـعـزاء قـد ثـويا 000000أكفان ميت غداً في غار رخمـان
إلا يكن كرسف كـفـنـت جـيده 000000 ولا يكن كفن من ثـوب كـتـان
فإن حراً من الأنسـاب ألـبـسـه 000 ريش الندى، والندى من خير أكفان
وليلة رأس أفعاها إلـى حـجـر 00000000 ويوم أور من الـجـوزاء رنـان
أمضيت أول رهط عـنـد آخـره 00000000 في إثر عـادية أو إثـر فـتـيان
قال:
ثم طلعوا الصدر حين أصبحوا فوجدوا أهل بيت شاذ من بني قريم ذنب نمار فظل يراقبهم حتى أمسوا
وذلك البيت لساعدة بن سفيان أحد بني حارثة بن قريم، فحصرهم تأبط وأصحابه حتى أمسوا.
قال: وقد كانت قالت وليدة لساعدة: إني قد رأيت اليوم القوم أو النفر بهذا الجبل، فبات الشيخ حذراً
قائماً بسيفه بساحة أهله. وانتظر تأبط وأصحابُه أن يغفل الشيخ، وذلك آخر ليلة من الشهر الحرام
فلما خشوا أن يفضحهم الصبح، ولم يقدروا على غرة مشوا إليه وغروه ببقية الشهر الحرام
وأعطوه من مواثيقهم ما أقنعه وشكوا إليه الجوع فلما اطمأن إليهم وثبوا عليه فقتلوه
وابناً له صغيراً حين مشى. قال: ومضى تأبط شراً إلى ابن له ذي ذؤابة، كان أبوه قد أمره
فارتبأ من وراء ماله، يقال له: سفيان بن ساعدة. فأقبل إليه تأبط شراً مستتراً بمجنة،
فلما خشي الغلام أن يناله تأبط بسيفه وليس مع الغلام سيف، وهو مفوق سهماً، رمى مجن تأبط بحجر،
فظن تأبط أنه قد أرسل سهمه، فرمى مجنه عن يده، ومشى إليه فأرسل الغلام سهمه فلم يخط لبته
حتى خرج منه السهم، ووقع في البطحاء حذو القوم، وأبوه ممسك، فقال أبو الغلام حين وقع السهم:
أخاطئه سفيان؟ فحرد القوم0 فذلك حين قتلوا الشيخ وابنه الصغير0 ومات تأبط.
فقالت أمه - وكانت امرأة من بني القين بن جسر بن قضاعة - ترثيه:
قتيل ما قتيل بنـي قـريم 000 إذا ضنت جمادى بالقطار
فتى فهم جميعاً غـادروه 000 مقيماً بالحريضة من نمار
وقالت أمه ترثيه أيضاً:
ويل أم طرف غادروا برخمان 000 بثابت بن جابر بن سـفـيان
يجدل القرن ويروي الندمـان 000 ذو مأقط يحمي وراء الإخوان
وقالت ترثيه أيضاً:
قال: وكان تأبط شراً يقول قبل ذلك:
ولقد علمت لـتـعـدون 000 ما علي شتم كالحساكـل
يأكلـن أوصـالاً ولـحما 00000 كالشكاعي غير جاذل
يا طيــر كلـن فـإنـنـي 00000 ســم لكـن وذو دغـاول
وقال قبل موته:
لعـلي ميـت كمــداً ولما 000 أطالع أهـل ضـيم فـالكراب
وإن لم آت جمع بني خثيم000 وكاهلها برجل كالضباب
إذا وقعت بكعب أو قريم000 وسـيار فـيا سـوغ الـشـراب
فأجابه شاعر من بني قريم:
تأبط سوأة وحمـلـت شـــراً 00000 لعلك أن تكون من المصـاب
لعلك أن تجيء بك المـــنايا 00000 تسـاق لفتـيـة منـا غـضـــاب
فتصبح في مكرهم صـريعـاً 00000 وتصبح طرفة الضبع السغاب
فزلتـم تهـربـون لو كرهـتـم 0000000 تسـوقون الحرائم بالـنـقاب
وزال بأرضـكم مـنـا غـلام 00000000 طليعة فتية غلب الـرقـاب
نقل
[/frame]
المفضلات