[frame="7 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ,, وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل
والصلاة والسلام على القائل
( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني : مسجد المدينة ) شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) حسنه الألباني
والقائل ( إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى الخير،وحبب الخير إليهم،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة ) إبن أبي الدنيا،أدب الدنيا والدين، باب قضاء حوائج الناس
هيئ الله عز وجل للعمل الخيري والتطوعي أناس يستيقظون إذا نام الناس ويعملون إذا كسل الناس ويسعون في الأرض لا يبتغون إلا رض الله عز وجعل ,, مؤمنين بالأجر من الله ,, ولا يبالون أرضي الناس أم سخطوا تجاه أعمالهم ,, منطلقين من قاعدة أصلها ( إنما المؤمنون إخوة ) وثبتها خير البشر بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة والسلام حينما قال ( وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري ,, سعوا في الأرض يبحثون عن المحتاج والمسكين واليتيم ,, هجروا بيوتهم بالساعات ,, وكابدوا الصعاب في جولاتهم ,, بين برد قارص في الشتاء وحر ولهيب وفوح في الصيف ,, وحينما يتمتع الناس بإجازاتهم يبقى هؤلاء في أعمالهم ( الخيرية ) ,, وهم لا ينتظرون من الناس حمدا ولا شكورا ,, بل يريدون ( جنة عرضها السماوات والأرض ) ,, يقتدون بمن سبقهم في هذا العمل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استُخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوزا عمياء مقعدة، فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، عثرات عمر تتبع..؟
( وقضاء الحوائج زكاة أهل المروءات، بل إن من المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته، فيقول: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.
وأعظم من ذلك أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم، ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به، يقول ابن عباس رضي الله عنه: “ثلاث لأكافئهم: رجل بدأني السلام، ورجل وسع لأخ المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليّ إرادة التسليم علي، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله، قيل: ومن هو: قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي )
ومن هؤلاء الرجال الذين سخر جل وقتهم لخدمة غيرهم
الأخ / أحمد إبراهيم الحماد
أحد المتطوعين الخيرين في الجمعية الخيرية
وأحد الرجال القلائل الذين سخر وقته وجهده
لهذا العمل والذي تكاسل عنه كثير من شباب
المنطقة ورجالها
ويجد الأخ أحمد الحماد حب الكثير له والثقة الكبيرة
والتي لم تولد بدقائق أو ساعات أو أيام بل كان يعمل
منذ وقت طويل ومنذ سنوات بالعمل الخيري التطوعي
وله معارف كثيرة تثق به وبعمله وبعلمه وبدينه وبدوره
الكبير بين الفقراء والمساكين والمحتاجين من أهل المنطقة
فجزاه الله خيرا على جهودة المباركة وعلى سعيه على كثير
من بيوت المسلمين في السر ولعلن
وما يمتاز به الأخ أحمد هو ( العمل بصمت )
وهذا ما يحتاجه أي متطوع خيري حيث أن الدافع هو ( رضا الله عز وجل )
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا )
كتبت هذا الموضوع وأعلم أن أخي أحمد لا يرضاه حيث أنه لا يحب الظهور
وهدفي من هذا الموضوع شحن همم الشباب للحذو حذو هذا العلم
ومن ثم الدعاء له في السر والخفاء جزاء وقبل ذلك أن تكون إن شاء الله تعالى
( عاجل بشرى المؤمن )
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ومن البشرى للمؤمن: أن يثني الناس عليه خيرًا، فإن ثناء الناس عليه بالخير شهادة منهم له على أنه من أهل الخير، وهذه الأمة هم الشهداء، كما قال الله تعالى {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} فإذا كان الإنسان لا يسمع من الناس إلا الثناء عليه، فهذه من نعمة الله عليه، وهي بشرى .
أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يثبت الأخ أحمد على طاعته وأن يبارك له في وقته وعمله وعمره وأن يجعل هذه الأعمال التي يعملها خالصة لوجهه الكريم وأن يجزيه خيرا وأن يتقبل سعيه ويجعله حجة له لا عليه .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
20 / 10 / 1429هـ
[/frame]
المفضلات