[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






ليس كل مايجول في النفس يكتب .. فإن اشرعت الصفحات لبيان مافي
الوجدان .. لمتلأت بالمتناقضات .. و لطفحت منها الآلام و لسكنتها الفاجعات
فكل مايجوب في الحياة تتوشحه الفاجعات حتى خلقت في نفوس ما مازوخيا
فجائعية أثارت براكين كانت هامدة فاحترق كل شيء حتى القلم و الورقة و الأجفان.

نحمل بين الذراعين دفتراً و نمضي في دروب من أيام ومصير ، يلفح البرد وجوهنا
ويسكن الجليد قلوبنا حينما نمر بتلك الأجداث المسجاة في أديم الأرض ..
فنحسدها لسكنها قلب التراب .. ونحسد الجماجم لتحولها إلى رفات يندثر
بين حبات من تراب ..

نقرأ دائماً التعاويذ حتى سكنت التعاويذ شفاهنا و وقرت في مشاعرنا ونلوذ
بحمى الرحمن من هول مواقف في الحياة .. و من مشاهد رسمت بالاسود و الرمادي...
كانت سبباً لولادة مازوخيا نفسية تعرج بنا إلى اقصى الجنون و حدود من الهذيان ..
وتبقى تعاويذنا مسكونة بـ شفاهنا نرددها حتى حين و أحيان..

و يسلبنا الموت حتى الاندثار و يسرقنا المكر حتى المعاناة من مازوخيا هيستيرية فلا
نستطيع حتى اطلاق العنان للصوت فالسيد المسيطر ( الصمت ) قد اغتال بـ الزناد
نتوءات من حناجر كانت فيما مضى تنطلق بلا قيود .. و اليوم تعاني من الاعتقال
بأمر من السيد ( صمت ).

و نرقب من حولنا وهو لا يزال سيد الموقف ، نشاهد أحلامنا المنزلقة على شفير الواقع
وعلى حدود الأوهام الرمادية ، وتلك البيد التي دفنت الكثير من الأسماء التي نعرفها
و التي لا نعرفها فـ يعتلي الروح صدأ من ألم وارتعاشة مسكونة باليد اليمنى ..
محاولةً امساك القلم ولكن القلم بعيد .. كما هي بقية الأشياء الجميلة المندثرة
بعيدة .. متوشحة بـ اغتراب و مكللة بـ سفر .. و مكلومة من زمن الاشقياء .

نعم .. فالزمن زمنهم هم ليسوا حديثي العهد به فـ الاشقياء هم سكان كل زمان
و مكان .. كما الشقاء مخلوق منذ الأزل .. و يتوارثه الأحفاد كابراً عن كابر ..
حتى اضحى الشقاء و الأشقياء مصابين بـ يسمى في القرن الواحد والعشرين
مازوخيا و مازوخيين ..

فكيف لنا أن نلتقط حصاة من أمل لنزرعها في أديم لا ينبت سوى الصخور ..
وكيف لنا أن نستعيد ذاك البريق في العينين و الظلام لبوس و دثار ..
وكيف لنا أن نستعيد التوازن و كل جزءٍ فينا مبعثراً يد هنا و كف هناك و تلك قدم
هناك و هاهنا وعلى مرمى البصر كبد ممزق .. وأحلام قد اندثرت ..

وجوه ممهورة بـ يسمى تعاسة تنهمر من الأدمع عيون لـ ترى ثقب ضوء ثقيل
فـ السماء قد حجبتها غيوم من آلام و من دخان ..وأرض لا تحتوي سوى أشلاء
لـ موتى لـ جثث لـ أمراض لـ امرأة هاربة من طوق زوج لـ أرواح هاربة و أخرى
منسلخة و لـ منافقين ومنافقات وأخيراً لــ خونة ...







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]