الفصل الأول
( الهجره الى المصير )
في غرفة غسيل الأموات لا يخفي ورق السدر ولا التغسيل والتطييب رائحة الموت الحتميه .
وما أن يوارى الأنسان الثرى حتى تنبعث منه رائحة الموت التي يخنقها التراب فلا تخرج للحياة لتلوثها وتبث فيها رائحة التشاؤم والتبلد ليبقى الأحساس بأن الحياة حلوه إن فهمتها .
في الطرف المقابل في غرفة الولاده كانت الصرخه الأولى للهجره نحو المصير بين يدي حاضنه تتوشح البياض ليس دلالة على نقاء وصفاء الحياة وأنما لأثبات نظافة الملبس لعله يتم إكتشاف نظافة الجسد منها والأهتمام بالنظافه .
فنظافة الملبس لا تدل دوما على أن جغرافية الجسد الأنساني الفسيولوجي يدل على نظافة الجسد لأن نظافة العمق دوماً تكشف نفسها بنفسها فكيف بنظافة جغرافية الروح السيكولوجيه اللتي لا يدركها إلا من كان يُريدها وأن عطر روحه بكل شئ تبقى النظافة الفطريه الأهم من الخبث الحياتي والتصرف بمكر .
أستبشرتُ خيراً بالبياض ولكني لم أضعه عنواناً للحياة ولهذا كانت الصرخه والتحرك للتحرر من السيطره إلا أن الحاضنه وبقوة وجبروت البشر أخضعتني ( للفه ) لأفهم أن الحياة فيها التقييد هو البدايه وتعلمت في يوم ولادتي أن الحريه تُكتسب مع الوقت مهما كنت رهين ( اللفه ) فقط ما أبحث عنه في مرحلة التكبيل هو الأمان وهو ما وجدته في دفء ذلك الانسان المتلهف لرؤيتي وذلك الأنسان الآخر المترقب فبينهم أحسست أن التقييد بأمان هدف منشود لمرحلة عمريه معينه .
فقط من عناء يوم عسير غفوت بحنان وبضحكة استبشار للوليد .
(وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً)
المفضلات