السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى
" واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ماكسبت وهم لايظلمون "
بهذه الآية العظيمة ختم الله آيات كتابه الكريم وبها اختم سلسلة حلقات في ظلال آية سائلاً الله تعالى أن يكون قد تحقق من ورائها نفع عظيم وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، يقول ابن كثير: هذه الآية آخر مانزل من القرآن العظيم ، وقد عاش النبي صلى الله عله وسلم بعد نزولها تسع ليالٍ ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى.
أيها الأحبة في الله : إنها أعظم وصية ... كيف لا ؟ وهي وصية رب العالمين ...وخالق الخلق أجمعين .. العالم بمايصلح حالهم .. والمطلع على مصيرهم ومآلهم وماينتظرهم من مواقف وأهوال لاينجو منها إلا المتقون
فأوصانا وهو الرحيم بنا بما ينجينا من سخطه وعذابه ، فأمرنا بالتقوى . فماهي التقوي ياعباد الله ؟ إنها هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه . وهي أن تأتي مايحب مولاك وتبتعد عما يكره . هي أن يجدك حيث أمرك .. ف كثرة الخطا إلى المساجد ، في بر الوالدين ، في صلة الأرحام ، في الصدقة ، في الإحسان إلى الفقير والأرملة واليتيم ، في غض البصر في حفظ الفرج ، في كف البصر ، في صون السمع عن المعازف والغانيات ، في حفظ اللسان عن أعراض المسلمين والمسلمات ، في الوفاء بالعهد ، في قيام الليل ، في قراءة القرآن ، في صيام الهواجر ، وفي كل باب من أبواب الخير لتنال محبة الله وتكون يوم القيامة من الفائزين ويوم الحشر من الآمنين . وتكون ممن ينادى عليهم : ياعباد لاخوف عليكم اليوم ولاأنتم تحزنون. وتتلقاك الملائكة تطمئنك حتى لاتفزع مما ترى وبشرك بالجنة : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
من أراد النجاة .. من رأراد الفوز .. من أراد السعادة الكبرى... من أراد النعيم المقيم .. فلا يجعل هذه الآية تبرح خياله ولاتغيب عن باله : واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله .. ياله من يوم عظيم ..إنه ليس ككل الأيام .. إنه يوم الرجوع إلى رب العالمين .. يوم تجتمع فيه الخلائق من أولهم إلى آخرهم ، يخرجون من قبورهم ويجتمعون على صعيد واحد بانتظار الحساب . بانتظار النتائج .. فآخذ كتابهبيمينه وآخذ كتابه بشماله .. (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه ، إني ظننت أني ملاقي حسابيه ، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية ، كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ، وأما من أوتي كتابه بشماله ، فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ، ولم أدر ماحسابيه ، ياليتها كانت القاضية ، ماأغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانية ، خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ..) إنها إما فوز وعز وسعادة أو خسارة وذل وشقاء.
أيها الأحبة : إن الأمر جد خطر ، وليس م العقل ولا الحكمة التشاغل عنه بتوافه الأمور وصغائر الهمم لأن الغفلة عنه تورث الندامة لم يغفل عنه الأنبياء وهم من هم ولا الصالحون أهل التقوى والخشية والإيمان قام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وخطب في أصحابه فقال لهم : لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً. فغطوا وجوههم ولهم خنين. متفق عليه. فكن ياعبد الله من أصحاب العقول الراجحة والقلوب الواعية واعمل ليوم الحساب ولايغرنك طول الأمل فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل ، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على اللهالأماني. اللهم أحسن ختامنا ويمن كتابنا واختم بالصالحات أعمالنا واجعل الجنة دارنا واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك ، اللهم حبب إلينا افيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المفضلات