بأواخر الستينيات من القرن الماضي، عاشت "نويّر"
نويّر عجوز كانت في ذلك الزمن جارة جدتي
وكان لها حكاية مع "جاكيتها" الأحمر
مع دخول فصل الشتاء من إحدى تلك السنوات .. ذهبت نويّر للسوق الوحيد
المتوافر بالمنطقة آنذاك لتشتري جاكيت .. وكان السوق عبارة عن دكاكين
محدودة تُعد على أصابع اليد الواحدة .. لذلك تجد أن البضائع الموجودة منتشرة
في كل بيت من بيوت المنطقة ..
رأت "نوير" جاكيت أعجبها جداً وكان متوافرا بألوانٍ ثلاث ..
اختلفت الروايات بتحديد هذه الالوان ولكن كان مؤكداً ان اللون الأحمر كان أحدها
فلنفرض ان اللونين الآخرين هما الازرق والاخضر
فاختارت الجاكيت الأحمر .. ورجعت إلى بيتها فرحة ..
عندما رأت أختها الجاكيت قالت لها : .. يا نوير ليش ما أخذتي الجاكيت الازرق ..؟
شفته على فلانة .. يينن .. أحلى من هاللون الحمر ..
تأثرت نويّر بكلام أختها وعادت إلى الدكان قبل حتى أن "تفصخ عباتها" ..<--"حسب الرواية "
بغرض تبديل الجاكيت ..
وفعلا حصل .. استبدلت الجاكيت "الحمر" بالآخر الأزرق .. وعادت والدنيا لا تسعها
من الفرحة بالجاكيت الجديد ..
في اليوم التالي .. زارت نويّر بيت الجيران مرتدة جاكيتها الجديد .. (مو بيت جدتي )
وهي بغمرة فرحها و "كشختها" دخلت عليهم جارتهم مرتدية مثل الجاكيت ولكنه
كان أخضر اللون ..
قالت جارتهم المستضيفة :.. يا نويّر ليش ما أخذتي الجاكيت الخضر ..؟ أحلى من
الازرق اللي لابسته ..
لم تتحمل بطلة الحكاية هذا الكلام .. وعادت الى الدكان ذاته لاستبدال الجاكيت الازرق
بالاخضر .. وفعلا حصل ما أرادت ..
بعدها بما لا يزيد عن يومين .. اجتمعت نسوة "الفريج" عند إحدى الجارات ..
ونويّر "كاشخة" بجاكيتها الخضر ..
وطبعا كانت بعض النسوة مرتديات مثل جاكيتها ..
حصل نقاش جماعي بين النسوة حول هذا الجاكيت .. والوانه الثلاث ..
وكانت المفاجئة .. أنهن اجمعن على أن أجمل هذه الألوان الثلاث
هو اللون الأحمر ..!!
وما أن انفض المجلس حتى هرولت صاحبتنا إلى المحل لاسترجاع جاكيتها الأول ..
ولكن مع الأسف الشديد .. كان هذا اللون قد نفذ من السوق ..
وعادت نويّر متحسرة على تبديلها الجاكيت بالمرة الأولى ..
رحمك الله يا نويّر ..
يُضرب بك المثل اليوم .. فقد أصبحتي عبرةً لكل صاحب نفسٍ مُزعزعة
علماً بأن الحكاية حقيقية ..
وكيبوردية سريعة لقلوبكم
لكم الود
المفضلات