أكد أستاذ علم المناعة أحمد اللويمي أن الضحك أثبت قدرته علمياً على تقوية جهاز المناعة في جسم المرضى، وأن حزمة من الأمراض تعتبر العدو الأول لجهاز المناعة في جسم الإنسان، وأن الضحك وسيلة لمقاومة هذه الأمراض من خلال تقوية جهاز المناعة، مبيناً أهمية دور الغذاء المتوازن في زيادة فاعلية جهاز المناعة.
وأوضح أستاذ علم المناعة المشارك في جامعة الملك فيصل ورئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور احمد محمد اللويمي أن الإيدز والدرن الرئوي وبعض الأمراض السرطانية تأتي في مقدمة أكثر الأمراض فتكاً بجهاز المناعة في الإنسان، مبيناً أن سرطان الدم مثلاً يؤثر على جهاز المناعة من خلال الخلايا البيضاء، مشيراً إلى أن المناعة تعني قابلية جسم الإنسان لحماية أجهزته من الإصابة، وهي تتفاوت من شخص إلى آخر.
وأضاف اللويمي أن الأمراض التي تضر جهاز المناعة هي التي تسبب نقصا في مادة المتمم، وهي مادة موجودة في الدم تقوم بعملية مساعدة للقضاء على الجراثيم، ولها دور مهم جدا في تنظيم الجهاز المناعي، و انه نتيجة اختلال العوامل الذاتية المراقبة للجهاز المناعي يصيب مرض الذئبة الحمراء كثيرا من النساء وقلة من الرجال.
وذكر الدكتور اللويمي أن هناك عوامل ذاتية وبيئية تؤثر على المناعة، فالعوامل الذاتية تشمل العامل الوراثي، أما العوامل البيئية فهي تشمل التغذية والصحة العامة، مشيرا إلى أن نقص المناعة من الأمراض الوراثية.
ويؤكد اللويمي أن الحالة النفسية تؤثر تأثيرا غير مباشر على فعالية خلايا الجهاز العصبي اللامركزي الذي له دور في تنظيم الغدد الصماء، والأخيرة لها تأثير على أنشطة الخلايا في الجسم، وبالتالي لتبقى المناعة الطبيعية في جسم الإنسان متوازنة يحتاج أن يكون في حالة نفسية متوازنة، ويساعده في ذلك عامل السرور والفرح، والاعتدال
النفسي، والابتعاد عن الضغوط النفسية.
وأكد أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن الضحك له تأثير كبير جدا على جهاز المناعة، فكثير من المستشفيات الآن في الدول المتقدمة أدخل فيها العلاج بالضحك، موضحا أنهم يدخلون المرضى الذين يعانون من هبوط مناعي للسرطان لجلسات يستضيفون فيها مهرجين يقومون بعملية إثارة الضحك عند المرضى، وبعد الجلسات يلاحظ تصاعد في قوة جهاز المناعة للمرضى.
وأضاف اللويمي أن الخلايا المناعية التي تعاني من حالة تبلد وعدم استجابة سريعة للخطر في الجسم تبدأ مجددا في العمل نتيجة تحسن مزاج الإنسان، ونبه إلى أن فترة النوم مهمة لإعادة أجهزة الجسم إلى عافيتها، وترميم بعض الأمور التي تمت في الجسم مثل تراكم السموم، فيعيد الجسم إلى وضعه الطبيعي، ثم أن الاختلال في النظام الزمني يؤثر على فعل هذه الغدة، وبالتالي لا يحصل الجسم على الخدمات التي تقدمه له هذه الغدة بشكل طبيعي، كما أن الرضاعة الطبيعية عامل مهم جدا لتزويد الطفل بالمناعة الطبيعية، مع عدم إغفال الغذاء المتوازن ودوره في تقوية المناعة أيضا.
وعرج أستاذ علم المناعة على خطورة الإفراط في الأكل، وما يتبعها من هبوط للجهاز المناعي كما ذكر بالمقابل أن الجوع الشديد يسبب ذات الهبوط أيضا، وقال إن الزنك مادة أساسية لحفظ غدة "Thymus glamd" مشيرا إلى أن هذه الغدة نشطة جدا إلى عمر الثلاثين من عمر الإنسان، وبعد هذا العمر تبدأ الغدة في الضمور، فإذا كانت التغذية تفتقر للزنك تعتل الغدة ويعاني الإنسان من نقص المناعة تبعاً لذلك.
ونصح اللويمي بأهمية المحافظة على الغذاء المتوازن الذي يحتوي على تركيبة متوازنة، ويحتوي على الألياف و لا يميل إلى كثرة الدهون والسكريات على حساب الأنواع الأخرى، مشيرا إلى أن جهاز المناعة حساس جدا لنقص المعادن مثل الحديد والزنك والنحاس والتي تتواجد بكثرة في الخضرة الخضراء، وشدد على أهمية المحافظة على العبادات الدينية والتي لها دور كبير أيضا في تقوية جهاز المناعة.
الوطن
المفضلات