بسم الله الرحمن الرحيم
( لطيف ... وقاسي )
يعيش الانسان .. على هذه البسيطة . .. مختلطا مع غيره من الناس ...
فالإنسان اجتماعي بطبعه ... لا يطيق العيش وحيدا ..
وقد يكون من حوله من الناس ... كحاملي المسك ... فيفرح بلقياهم ... ويسعد بنجواهم ..
وقد يكون من حوله من الناس كنافخي الكير ... فعليه أن يصبر حينها على أذاهم ...
بدلا من فراقهم .. والبعد عن بلواهم ...
فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولايصبر على أذاهم ) ..
فخالط الناس على الرغم مما تجد من أذى ... منهم ..
واعلم أنك تمتلك أدوات التغيير ... فتغلغل في أجسادهم ... وغير ماستطعت من سوء طبعهم .. وسئ طباعهم ...
وكيف لا ... ؟!
وأنت تستطيع التأثير فيهم ...
فالابتسامة ... في وجوههم ... لها أثر السحر .. في دفع شرورهم ...
والكلمة الطيبة ... لها كبير الأثر ... في دفعهم نحو الخير .. وجميل الطباع ..
والموعظة الحسنة ... لها عظيم العمل .. في حضهم على البر .. ورائع الأعمال ...
التأثير في الآخرين ... ليس صعبا ...
بل هو يسير على من يسره الله عليه ...
نعم .. إنك أيها الإنسان ... عضو مؤثر بمن حولك ...
إما سلبا ... أو ... إيجابا ...!!
نعم ...
فبأخلاقك .. وتعاملك الراقي .. وتفاؤلك .. وتفانيك ... وتحملك للمصاعب ..
فأنت توجه رسالة لمن حولك .. ليحذوا حذوك .. ويفعلوا فعلك .. ويسيروا على خطاك ..
وباحباطك .. ويأسك ... وتقاعسك .. وحزنك ... ومللك من تحمل الأعباء ..
فأنت تقول لمن حولك .. ارموا أسلحتكم .. فالموت قادم لا محالة .. والخسارة ..
لا مفر منها ... رأيت الفرق في الحالتين ... ؟!
فبعملك .. يعمل من حولك ... وبتخاذلك يتخاذل من حولك ...
بتبسمك .. يحس من حولك .. بأن الأمل قريب .. والفرج .. بات وشيكا ...
وبحزنك وعبوسك .. يحس من حولك .. بأن الليل طويل ... والشمس .. قد كبلتها الأغلال ... فسوف لن تشرق .. من جديد ...
كن مؤثرا ... ايجابيا في الآخرين ...
فأنت أيها الإنسان .. إما أن تكون يدا بناءة ... أو معولا هداما ...
حاول ... وحاول ... وحاول ... ولا تيأس .....
أما ترى الماء على لطافته .. يؤثر في الصخر رغم قسوته ..
فما أنت بألطف من الماء... ولا قلوب العباد بأقسى من الحجر ...
دمت مؤثراً ...
المفضلات