السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل ( مشاركة متواضعة )
هذه القصيدة كتبتها في مؤخرة خطبة جمعة عنوانها ( أنت تحكم دولة ) موجودة في المضايف الاسلامية
وهي عبارة عن خطاب صاخب موجه من الأولاد والبنات وجميع أهل البيت الى والدهم ورب الأسرة ( حاكم الدولة الصغيرة )
............................ آخر الخطبة
، ان هذا البيت ، الذي تلوي أزمته ، وتمك بخطام الامر والنهي فيه ، لم يكن ليستوعب فضول وقتك ، وصبابة يومك ، لتفرغ فيه عواطفك المشحونه ، باظطراب الحياة وصخبها ، وتلاطم امواج البيع والشراء ، والاخذ والعطاء ، فتأخذ اولادك ضربا وشتما ، وتجيب على استفساراتهم ظنا ورجما ، مهلا عبدالله ، ورويدا أصلحك الله ، الحلم الحلم ، والأناة الأناة ، فما سألوك إلا لجهلهم ، وما طلبوك إلا لحاجتهم ، وما ترقبوا مجيئك ، إلا لأنك القدوة ، التي زرعها الله في نفوسهم ، إلا لأنك الأسوة التي أودعها الله في قلوبهم ، كيف يسوغ لك وأنت تراقب مشاكل الأمم ، وخصومات الدول ، على شاشا الفضائيات ، وفي وسائل الإعلام الأخرى ، فتذهب في معامعها ، تنقد وتفند ، وتعاتب وتلوم ، قد نصبت نفسك خبيرا في السلوك ، مستشارا في شؤون الدول ، تقول المرئيات ، وتدلي بالافتراضات ،
ياأخي : دولتك الصغيرة ، بيتك وأسرتك ، بحاجة الى خبرتك في هذا المجال ، بحاجة الى هذه العقلية ، وهذه النفسية ، وتلك الفلسفة ، فإلى متى التفريط .
هاؤم أبناؤك ، هاؤن بناتك ، كفراخ الطير ، عطشى لكلامك ، ضمأى لمداعبتك وسلامك ، متلهفون لجلسة عن يمينك وشمالك ، وخلفك وأمامك ، النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة يحمل الصبية أممه ، ويداعب الحسن والحسين ، ويدعوهما الريحانتين ، يقبل الصغير ويحتضنه ، اين نحن من هدي الدين ، وأخلاق سيد المرسلين ، اذا استيقظ احدنا من نومه ، ونقت نفسيته ، وصفت احاسيسه ، جعل هذه العصارة الصافية ، في مجالس الاصحاب ، ومنتزهات الاحباب ، ينفقها في القيل والقال ، والتمشي والتجوال ، والسمر والحديث ، بالسمين والغثيث ، فاذا فرغت شحنته ، وسعى الى جسده الارهاق ، وطفح رأسه بأحاديث الزملاء والرفاق ، عاد الى بيته ، فاذا باكوام من الحاجات ما قضيت ، وأرتال من المصالح ما أنهيت ، واذا بذاك يبكى وذاك يحكي ، وذاك يشكى، فنهرهم نهرة يسمعها الجيران ،ساد البيت بعدهاسكون وهدوء ، يحمل في طياته :
أنت المؤدب ؟ بئس الخلق والأدب
أنت المعذب يامن إسمك التعب
أنت الذي نرتجي يوما تقومنا
ما قوم الناس في أخلاقها الصخب
أنت الذي يغبط الجيران أسرتنا
لأن فيها لنا ياحسرتاه أب
أنت الذي لا أخال الدهر يحرمنا
رؤياك يوما فنحن اليوم نغترب
تأتي إلينا كئيبا منهكا تعبا
أبقيت نفسا على الأولاد تضطرب
هلا بقيت مع الأصحاب تؤنسهم
أم جئتنا بعدما الأصحاب قد ذهبوا
أعطيهم بسمة غراء ضاحكة
وجئتنا بجبين ملؤه الغضب
أين الدروس التي بالأمس تدرسها
أين التخلق والتعليم والأدب
أين الأمانة هل ضاعت رعايتها
أم أنها قد تهاوت فوقها الشهب
إن أضرمت في فؤاد البيت جائحة
نار الضياع ، تذكر أنك الحطب
أخوكم / عبدالله الواكد
المفضلات