[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;border:4px double gray;"][cell="filter:;"][align=center]


لم تعد تهمني ثقافة العناوين اذ طالما اثبتت فشلها عبر أكثر من مستوى
وعبر أكثر من شخصية بارزة و كاتبة و كبيرة وغيرها كثير ..
فالمحتوى و نظافة القلم و رقي الفكر لا يحتاج لعنونة كتلك المطلوبة في
الرسائل البريدية و مراسلات الفاكس وغيرها .
المحتوى أهم من العنوان و الفكرة أهم من الحوار و المقاصد أهم من جميع
الشخوص و المفاهيم و الآراء ..
نحن وأعني بنحن كل ذي صوت خافت لا يعلو لا في ظلام ولا في نهار
ولا يشدو في الساحات و لا يسمع له عويل في المآتم و الجنازات ..
نحن من تحررنا من قيد الظلام نحو الضوء .. و الضوء وحده كفيل بإماطة لثام
الظلمة الحالكة التي قد تعمي البصر و البصيرة و الابصار ..
نحن من واكب مسار العلماء و قبع تحت سقوف العلم و احتمى بجدران التاريخ
نحن لا نعد من اسرى الظلام ولا يغرينا المشي بعد منتصف ليل كأننا سكارى
ولسنا بسكارى .. ولكن قد أثملت البعض الآثام ..

نحن لسنا أسرى و لسنا معتقلين داخل غياهب جب الظلام .. ف ثقب الضوء
أكبر من فوهات البركان ينبعث كأنه جدول من ماء لينسكب في مصب الفؤاد ..
نحن نحمد الله ونشكره على مدار اليوم و الساعات .. نحن نحمل القرآن باليمني
و القلم بالبسرى و مابينهما قلب خاشع لله ..

نحن الذاكرون ونحن الذين نتلو آيات من الفرقان .. أضاء الله بها بصيرتنا و هذب
نفوسنا فلم نعد بحاجة لوصفات الأطباء ..
نحن ممن يقيم الليل و يسبح في الأسحار و نحن من يصوم البيض من الأيام
تقودنا النوافل الى حيث جنة من رضوان هناك تهدأ الأنفس و تستكين للرحمن
نحن لسنا بحاجة لطب الغرب وما أتى به الغرب .. فعلاجنا آية في القرآن ..
{ آلا بذكر الله تطمئن القلوب } هي الدواء و فيها الشفاء و إن اجتاحنا مرضٌ
فنلوذ لرحمة الرحمن .. فما من ابتلاء إلا كان قصاصاً لذنب ارتكب في غفلة
أو كان امتحاناً لإيمان ..
يالعظمة من تحرر من سجن الظلام .. وانطلق في سماء رحبة من دين و عقيدة
راسخة لا تهتز وإن تسلط على رقابنا بنو العلمان ..

يحق لي ولك أيها الفاضل أن تعتز بنور قلبك و بنقاء سريرتك و براجحة عقلك التي
طالما هدتك الى درب الأنقياء .. فدرب الأنقياء عسير على من آثر الظلماء ..
يحق لنا بكل فخر و شموخ أن نكون شموس في كبد النهار .. و يحق لنا
أن نكون كثريات السماء لا تظهر الا لمن اتقى و اهتدى .. و عاف الخطايا و السيئات

لم يثبت التاريخ ولم يأتي ذكر في القرآن ولا الأناجيل و لا الزبور و التوراة بأن فاقة
نفسية ألمت بالأنبياء ... و لم يبتلى بها قارئ أو ولي لله أو عالم تدبر العلم ...
لم يثبت أي من المختصين في هذا العالم الرحب بأن المؤمن من ذوي العاهات
أو أنه يفترض أن يخضع لعلاج من العلاجات ..
لعمري لم أرى و لم اسمع أن شيخاً قد زار عيادات لأطباء يعالجون بعض الاضطرابات
قد يمتحن ذاك الشيخ في صحته و لكن كل ماعليه ذكرُ الله { وإن مرضت فهو يشفين }
فمن يظن أن الدواء المخترع من قبل العبد شافٍ للعباد فهو مخطئ و استوجب الانذار
فما الدواء سوى وسيلة ألم نتعلم القول قبل التناول { اللهم هذا دوائي وعليك شفائي }
إذن الشفاء و العلاج بيد الرحمن وليس بيد عباد الرحمن ..

تلك القناعة و الرضا الذاتي المسكون في النفس لا يتم الا عندما نتحرر من معتقلات الظلام
و الانطلاق نحو النور و الإيمان .. فهما الكفيلان بعلاج اي داء أو بلاء ..
وقبل الختام .. لدينا الصدقات فهي تلك العبادة المستترة عن الأنظار يمارسها العبد بينه
وبين ربه و بالصدقات كم سمعنا عن أمراض عولجت بفضل من الرحيم الرحمن ..
سبحان الله و الحمد لله ولا اله الا الله و الله أكبر ..
حسبي الله ونعم الوكيل ..
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه الى يوم الدين ..



[/align][/cell][/table1][/align]