بسم الله الرحمن الرحيم



تيبادل المواطنون منذ منتصف شهر شعبان التهاني والتبريكات بشهر رمضان المبارك وذلك عبر رسائل الجوال.
وتؤكد شركة الاتصالات ان ملايين الرسائل تبودلت بين الأصدقاء والأقارب والأهل للتهنئة والتي حملت عبارات جميلة
وجملاً روحانية بمناسبة الشهرالفضيل.. جاءت متنوعة في نصها وشكلها اللغوي.. وشكلها الفني المتطور.. .. كما ان
البريد الالكتروني هو الآخر كان له نصيب الحضور وان كان بشكل أقل..
حين تسأل الشباب يؤكد الكثير منهم ان رسائل الجوال والايميلات توفر الشيء الكثير من الوقت والجهد والمال فمع
توفر هذه الخدمة يستطيع الشخص تهنئة أكبر عدد من الأصدقاء والزملاء والأقارب بأقل تكلفة وأقل جهد، فيما
ينتقد عدد من كبار السن مثل هذه التصرفات معللين ذلك بانها أسهمت في تقليص التواصل بين الأهل والأقارب حيث
يكتفي المرء بإرسال رسالة من هاتفه دون تواصل وسؤال
وكأن التهنئة اصبحت عبئا يثقل كاهل الناس يودون تأديته لرفع العتب ,,, والاتهام بقطع صلة الرحم ,,,فكان الجوال هو
الوسيلة الاسرع والاسهل تؤديها بدون ان تبرح مكانك ,,وممكن ان ترسل التهنئة لجميع الاشخاص في نفس
اللحظه !!!
فالى اين ستقودنا التقنية الحديثه !! منذ فترة لم يعد الاهل يجتمعون الا في المناسبات الكبيره كالاعياد ورمضان
والاعراس والمآتم ,,,,والان حتى هذه العاده بدأت في الانحسار بسبب رسائل الجوال التي حلت محل بعضها مثل
رمضان والاعياد
فاين التواصل والتراحم الذي اوصانا به ديننا الحنيف !! وهل رسائل الجوال تعتبر من صلة الرحم !! لااعتقد ,,,فصلة
الرحم هي الاجتماع مع بعض وتبادل الاحاديث وبث الهموم وتبادل المشاعر الصادقه عن طريق الزيارات العائلية التي
توطد العلاقات بين افراد الاسره ومن خلالها يتعرف الاطفال على بعضهم حيث الملاحظ الان ان ابناء العم والخال حين
يلتقون مصادفة لايتعرف احدهم على الاخر!!!
والاهل هم المسؤولون عن ذلك بسبب انغماسهم في مشاغل الحياة ومادياتها التي قتلت لديهم روح المودة
والتراحم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : أنا الله وأنا الرحمن , وهي الرحم , شققت لها اسما من
اسمي , فمن وصلها وصلته , ومن قطعها بتته } .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الرحم معلقة بالعرش , تقول : من وصلني وصله الله , ومن قطعني
قطعه الله )
لذا اتمنى من الله العلي القدير ان تنحسر هذه العاده الغريبه,, وان تعود الى مجتمعنا عادة التواد والتراحم وان نعود
كما اراد لنا نبينا الكريم حين قال"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الاعضاء ,,بالسهر والحمى "
,,,,وكل عام وانتم بخير